مع دخول شهر شتنبر بدأت مختلف المناطق المغربية تسجل حركية على مستوى الجرارات والمعدات الفلاحية في سياق استعداد عدد كبير من الفلاحين لدخول غمار موسم فلاحي يتوق الجميع أن يكون أفضل من سابقيه.
وشرع الفلاحون في عملية تقليب الأرض وتهيئتها استعدادا لمرحلة الزرع التي يرتقب أن تنطلق في جزء منها بعد منتصف الشهر الجاري، في وقت يتوقع أن تبدأ مرحلة زراعة الحبوب بمختلف أنواعها مع شهر أكتوبر المقبل.
رشيد الغزاوي، العضو في إحدى التعاونيات الفلاحية بمنطقة اللوكوس، قال في هذا الصدد: “عملية قلب الأرض جارية منذ أيام، فيما الفلاحون منهمكون في الإعداد للموسم الفلاحي الجديد. وكلنا أمل في الله أن يرزقنا المطر الكافي لتحقيق موسوم ناجح”.
وأضاف الغزاوي، في حديث مع جريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “مختلف الفلاحين يعملون على قلب الأراضي وتهيئتها تمهيدا لزراعتها، خاصة في مناطق السقي التي يتوقع أن تباشر فيها زراعة الشمندر السكري و’الفصة’ و’الخرطال’”.
وسجل الفلاح ذاته أن زراعات أخرى بدأت، مثل قصب السكر والبازلاء (الجلبان) والفاصوليا والبقدونس واللفت والفول وغيرها من البقوليات الأخرى، التي ستحضر في سوق الخضر المغربية خلال الأشهر والأسابيع القليلة المقبلة.
وتوقع المتحدث ذاته أن تتصاعد وتيرة الدينامية المسجلة هذه الأيام في قادم الأسابيع، خصوصا مع اقتراب موعد الزراعات الخريفية، مثل الحبوب بمختلف أنواعها، والقطاني، التي تغطي مساحات شاسعة من المناطق البورية.
تعليقا على هذه الدينامية والتحركات يرى الخبير والمستشار في المجال الفلاحي رياض أوحتيتا أن “التساقطات المطرية التي سجلتها البلاد خلال شهر مارس الماضي أعادت شيئا من الثقة إلى الفلاحين في الموسم المقبل، وخفضت من نسبة التخوفات الناتجة عن توالي سنوات الجفاف”.
وأضاف أوحتيتا، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “الإنتاج يتقلص سنة بعد أخرى، ليس بسبب توالي سنوات الجفاف فقط، بل بسبب تقلص المساحات المزروعة”، مبرزا أن “وزارة الفلاحة تسير وفق إستراتيجية الزرع المباشر التي تبقى من بين التقنيات التي تحافظ على رطوبة التربة وتواجه التقلبات المناخية، كما تقلص من كلفة الإنتاج”.
وسجل الخبير ذاته أن “الجفاف ليس إلا جزءا من التغيرات المناخية التي تؤثر على تعاقب الفصول وتوقيت التساقطات”، مؤكدا أن “هذه التغيرات أثرت بشكل كبير على الإنتاج الوطني وقسمت المناطق المغربية وقلبت الموازين، إذ أصبحت مناطق الغرب والشمال تساهم بأكثر من 80 بالمائة من إنتاج الحبوب، في وقت كانت عبدة ودكالة هي مصدر الحبوب سابقا”.
وأمام هذه المتغيرات دعا المتحدث ذاته إلى “ضرورة إنجاز دراسة مجالية من أجل تحديد المناطق الزراعية والتغيرات التي لحقتها، والتوقيت المناسب لبدء الزرع في كل منطقة، والأصناف التي تناسبها، وأنواع الزراعات التي يمكن أن تتلاءم مع طبيعتها”، معتبرا أن “هذا الأمر من شأنه أن يعزز القدرة على الإنتاج ويجنب الفلاحين الخسائر التي يتكبدونها سنويا بسبب تداعيات هذه التغيرات”.