يدخل الاتحاد الرياضي لطنجة موسم 2025-2026 من البطولة الاحترافية “إنوي” القسم الأول وسط أجواء من الترقب والحماس، مدفوعًا برغبة جامحة في تغيير الصورة التي ظهر بها الموسم الماضي، حين أنهى المنافسات في المركز العاشر برصيد 37 نقطة، وهي نتيجة اعتبرتها جماهيره دون مستوى التطلعات.
وبينما تعوّد أنصاره على رؤية فريقهم في سباق المراتب الأولى ومنافسة كبار الأندية المغربية، جاء الموسم المنصرم مخيبًا، وهو ما جعل الاستعدادات للموسم الجديد تتسم بالكثير من الجدية والصرامة.
الفريق خاض مرحلة إعدادية قوية شملت معسكرًا تدريبيا مكثفًا بين 7 و19 يوليوز الماضي بالعاصمة الإسبانية مدريد، داخل منشأة Ciudad del Fútbol de Las Rozas، التي تُعد من بين أبرز المراكز الرياضية عالميًا، وتستقبل على مدار العام أندية ومنتخبات كبرى.
وقد تميز هذا المعسكر بتركيز الجهاز الفني على الجانبين البدني والتكتيكي، في محاولة لإعادة بناء الانسجام بين عناصر الفريق، خاصة في ظل التغييرات التي عرفتها تركيبته البشرية برحيل عدد من اللاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية.
وبالعودة إلى طنجة، واصل الفريق سلسلة من التدريبات الجماعية التي عكست أجواء من الجدية والطموح، حيث بدا واضحًا أن الرغبة لا تقتصر فقط على ضمان مكانة مريحة في الترتيب، بل تتجاوز ذلك نحو أهداف أكبر.
ففي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، شدد لاعب الوسط أحمد شنتوف على أن طموحات الاتحاد الرياضي لطنجة “لا تتوقف عند البقاء في القسم الأول أو تحقيق ترتيب مشرف”، بل تصل إلى “المشاركة في إحدى المسابقات القارية والمنافسة الجادة على لقب بطل المغرب”.
وأكد شنتوف أن الفريق يشتغل في أجواء “عائلية” تسود غرفة الملابس، معتبرًا أن هذا التماسك الداخلي هو أحد أهم عناصر القوة التي ستمكّن الاتحاد من مواجهة تحديات الموسم. وأقر بأن مغادرة بعض اللاعبين قد تكون لها انعكاسات، لكنه استدرك قائلا إن “قوة الاتحاد الرياضي لطنجة تكمن في اللعب الجماعي أكثر من الاعتماد على فرديات أو عروض فرجوية”. هذه الروح، في نظره، هي ما يجعل الفريق كتلة واحدة قادرة على تجاوز العقبات.
ومن بين نقاط الضوء في هذه المرحلة، اقتراب الفريق من العودة إلى ملعب طنجة الكبير بعد فترة من الغياب بسبب الأشغال. وقد اعتبر شنتوف أن العودة إلى هذا الفضاء الاستثنائي تمثل قيمة مضافة، ليس فقط من حيث البنية التحتية الحديثة والقدرة الاستيعابية الكبيرة، بل أيضًا لما يوفره من أجواء حماسية بفضل الحضور المكثف للجماهير.
وقال في هذا الصدد: “الملعب الكبير يمنحنا مشاعر لا تضاهى، وحضور الجمهور سيزيد من قوة الفريق ودوافعه لتقديم أفضل أداء”.
الجماهير الطنجاوية، التي عُرفت بوفائها ودعمها المتواصل، تراهن بدورها على أن يكون الموسم الجديد نقطة تحول في مسار الفريق. فهي تتطلع إلى رؤية الاتحاد يستعيد بريقه في ساحة المنافسة الوطنية، ويقترب من المراتب الأولى التي تؤهله للمشاركات القارية.
هذه التطلعات لا تنفصل عن ذاكرة قريبة عاش فيها النادي لحظات مشرقة، وهو ما يجعل سقف الانتظارات مرتفعًا ويضاعف الضغط على اللاعبين والجهاز الفني.