علمت جريدة جريدة النهار الإلكترونية، من مصدر موريتاني مطلع، أن “قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية أبدت انزعاجا واستياء واضحين من الإجراءات الصارمة التي اتخذها أو يعتزم الجيش الموريتاني اتخاذها مستقبلا لتأمين الحدود الشمالية للبلاد، إذ تعتبر أن هذه الإجراءات، التي تروم الحد من حالة التسيب التي كانت تشهدها الحدود الموريتانية، هي ميْل من القيادة في نواكشوط لصالح الطرح المغربي في قضية الصحراء”.
وأوضح المصدر الموريتاني ذاته أن “هذا الاستياء تُرجم على الأرض من لدن عناصر محسوبة على جبهة البوليساريو إلى اعتداءات متفرقة استهدفت عددا من المنقبين الموريتانيين عن الذهب داخل الأراضي الموريتانية، في محاولة للضغط على نواكشوط وثنيها عن مواصلة تطبيق سياستها الأمنية الصارمة على الحدود”.
وأكد مصدر جريدة النهار أن “البوليساريو قامت، الخميس 4 شتنبر الجاري، باستهداف منقبين كانت تظن أنهم موريتانيون بالمدفعية على مستوى منطقة “أگليبات الفولة” في المنطقة المتنازع عليها؛ وهو ما أسفر عن مقتل مواطن سوداني وجرح آخرين، أحدهما سوداني الجنسية وآخر يحمل الجنسية المالية، تم نقلهما لتلقي العلاج بعد القصف إلى مستشفى الزويرات”.
وتابع مصدرنا: “العناصر المسلحة التابعة للبوليساريو قامت أيضا يوم، الأربعاء الماضي، بمطاردة سيارة تقل منقبين في منطقة “أم ظفرين”، على بعد حوالي ستة كيلومترات من الحدود مع الصحراء، إلى داخل العمق الموريتاني. وقامت بالاعتداء عليهما وسلب سيارتهما؛ وهو ما أثار استياء واستنكارا كبيرين في أوساط المنقبين والهيئات التي تمثلهم في موريتانيا”.
وذكر المصدر، الذي تحدث لجريدة جريدة النهار، أن “هذا الحادث الأخير بلغ إلى علم قيادة الأركان العامة للجيوش الموريتانية التي ربطت الاتصال بقيادات البوليساريو، وعبرت عن رفضها لمثل هذه الممارسات المستفزة؛ وهو ما أسفر عن إرجاع السيارة المسلوبة إلى صاحبها، حيث جرى تسليمها على الحدود”.
وأكد أن “اللواء محمد فال الرايس، قائد الأركان العامة للجيوش، ملتزم ومصر على تعزيز الوجود الميداني للجيش وبسط نفوذه على كامل التراب الموريتاني، على الرغم من أن هذه الإجراءات أثارت حفيظة الصحراويين الذين بدأوا يضايقون المنقبين كردة فعل”.
ولفت المصدر عينه إلى أن “تدخل الجيش الموريتاني في حادث سلب سيارة المنقبين والتوجه نحو تعزيز الرقابة على الحدود لاقى تجاوبا إيجابيا من لدن المنقبين الأهليين وترك انطباعا جيدا لديهم، حيث شعروا بالأمان بعد أن كانوا عرضة للمضايقات وحتى القصف دون تدخل من الجيش، واستبشروا خيرا بقائد الأركان الجديد الذي استلم مهامه بداية هذا العام وأصدر أوامره بإقامة بعض نقاط التفتيش على طول الحدود”.
وسبق أن علمت جريدة جريدة النهار، من مصادر موريتانية مطلعة، أن الجيش الموريتاني يستعد، خلال الأيام المقبلة، لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق، من أجل تعزيز تأمين الحدود الشمالية للبلاد المستباحة من لدن عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية والعصابات الإجرامية في مخيمات تندوف التي تحترف التهريب.
وفي هذا الصدد، أكدت المصادر ذاتها أن “الجيش سيعمل على إقامة نقاط تفتيش على الحدود، إلى جانب إنشاء منطقة عسكرية محظورة على المدنيين بعمق 10 كيلومترات على طولها”.