مستندينَ إلى مواصلة قطاع السياحة “ديناميته التصاعدية” عام 2025، على بُعد سنة من انتهاء موعد خارطة الطريق القطاعية التي تمتد خلال الفترة بين 2023 و2026، ثمّن فاعلون ومهنيون في قطاع السياحة بالمغرب الأرقام المسجلة في حدود الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي، مستشرفينَ، بتفاؤل كبير، سنة “استثنائية” على درب تحقيق الأهداف المسطَّرة.
وأبانت آخر الأرقام التي كشفتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ضمن بلاغ رسمي، عن مواصلة قطاع السياحة “أداءه القوي” خلال السنة الجارية، مسجلا عائدات قياسية بلغت 67 مليار درهم مع نهاية يوليوز الماضي، بزيادة نسبتها 13 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من 2024، وبما يعادل 7,5 مليارات درهم إضافية بالقيمة المالية.
ومن أبرز أهداف “خارطة الطريق السياحية”، في أفق 2026، تحقيقُ 120 مليار درهم من المداخيل بالعملة الصعبة؛ وهو رقم تبدو المملكة على درب تحقيقه، ولاسيما باستحضار دينامية واعدة مرتقبة خلال الزخم السياحي الذي قد يسبق ويصاحب فعاليات “كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم 2025″، المنتظرةِ في كبرى المدن المغربية من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
واختصّ شهر يوليوز الماضي بدينامية “أداء استثنائي”، حسب معطيات وزارة السياحة، بعدما حقق 13 مليار درهم من العائدات السياحية من العملة الصعبة، مسجلاً “نمواً مهماً بنسبة 26 في المائة مقارنة مع يوليوز 2024”.
وتيرة إيجابية وحجوزات ممتدة
تفاعلاً مع الموضوع أكد حسن بوشدور، فاعل ومنعش سياحي بجهة درعة تافيلالت، أن وتيرة النشاط السياحي سنة 2025 “تَسير بشكل إيجابي يفوق التوقعات”، موضحا أن “الموسم الصيفي لهذا العام عرف إقبالاً ملحوظاً مقارنة بصيف 2024، بل وتجاوز ما كان يُسجَّل عادة في هذه الفترة”.
وأضاف بوشدور، ضمن تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “مؤشرات الحجوزات مع بداية شهر شتنبر الجاري مازالت ممتدة أيضاً نحو الأشهر المقبلة، بما فيها نونبر ودجنبر اللذان كانا في العادة يعرفان فتوراً نسبياً”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “هذا التحسن يعكس عودة السياحة المغربية إلى مستويات قريبة مما تم تحقيقه في سنوات مرجعية مثل 2019″، معتبراً أن “الأداء الحالي يشكل أرضية قوية نحو تحقيق أهداف 2026”.
وبينما دعا الفاعل السياحي ذاته إلى استدماج السياحة في هندسة “الجيل الجديد” من برامج التنمية الترابية التي دعا إليها “خطاب العرش 2025” نوّه بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها الدولة في مجال دعم القطاع، إلى جانب التفاعل الإيجابي للمنعشين السياحيين مع البرامج الحكومية، خاتما بالتأكيد أن “هذه الدينامية ستسهم في إطلاق مشاريع جديدة، وتعزيز جاذبية الوجهة المغربية، فضلاً عن خلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة لفائدة اليد العاملة”.
تفاؤل سائد بـ”سنة استثنائية”
من جانبه يؤكد مروان شويوخ، خبير في السياحة والتسيير الفندقي، أن “زيادة عدد السياح في الأشهر السبعة الأولى من سنة 2025 جاء ثمرةَ تكثيف الجهود من مختلف الفاعلين والقطاعات السياحية بالمغرب”، مؤكدا أن “برامج أطلقتها الوزارة آتت أكلها”.
وذكر شويوخ، الذي يشغل حالياً رئاسة المجلس الإقليمي للسياحة بالحوز، في تصريح لجريدة النهار، أن “استئناف نشاط السياحة الجبلية وتعزيز جاذبيتها بناء على تجربة السائح أو الزائر عاملٌ مساهم في الدينامية القوية المرصودة”، مضيفا: “من المتوقع أن تستمر الدينامية نفسها خلال الأشهر القادمة بتوافد ملحوظ للسياح الأجانب في فترة ذروة الموسم بعدد من جهات المملكة، خاصة في شهر أكتوبر، قبل أن يتعزز الزخم بدينامية مرافقة لـ’كان المغرب 2025’، نهاية السنة”.
ولفت الفاعل المهني ذاته إلى أن “الربع الأخير من السنة، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، عادة ما يعرف طفرات، سواء في العائدات أو عدد السياح”، مقدِّرًا بأن يعرف القطاع “زيادة بـ 10 في المائة مقارنة بالسنة الماضية”.
كما قال المصرح في حديثه للجريدة إن “حجوزات رأس السنة المقبلة ستبدأ في التنامي بشكل واضح هذا الشهر وبقية الأسابيع اللاحقة، ما يستدعي جهوداً كبيرة من مختلف فئات المهنيين الذين يبقون متفائلين لمواكبة نهاية سنة استثنائية من حيث المؤشرات السياحية”، داعيا إلى “تعزيز تنوّع تجربة السائح” كأحد مفاتيح التميز ورفع جاذبية الإقبال.
وختم المتحدث ذاته بالتعليق على دينامية السياحة بالمغرب في “صيف 2025″، موردا أن “عددا من المحطات السياحية الساحلية والوجهات الشاطئية عرفت إقبالاً منقطع النظير من طرف المغاربة”، ومؤكدا أن “الوزارة مطالَبةُ بالتركيز على توفير منتج يتماشى مع طلب السياحة الداخلية (خاصة في شق السياحة العائلية)”.