بوتين: الدعاية تغسل أدمغة الشعوب .. وروسيا تراهن على التفوق النووي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لا ترى في أي دولة عدوًا بحد ذاتها، وإنما تعتبر أن الخلاف الحقيقي يكمن في مواقف بعض النخب السياسية داخل هذه الدول، التي تسعى إلى تأجيج التوتر مع روسيا عبر سياسات عدائية وحملات دعائية مضللة.

وأوضح بوتين، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة بمدينة ساروف خلال اجتماع مع موظفي مؤسسات الصناعة النووية الروسية، أن “ليس لدينا دول معادية، بل لدينا نخب معادية في بعض البلدان”، مشيرًا إلى أن هذه النخب تعتمد على “الدعاية التي تغسل أدمغة الناس، وتصور روسيا على أنها المسؤولة عن اندلاع الحرب، متجاهلين أن الحرب بدأت في عام 2014 عندما استُخدمت الدبابات والطائرات ضد المدنيين في دونباس”. وأضاف: “نحن نبذل كل ما بوسعنا من أجل وقفها”.

واعتبر الرئيس الروسي أن الرواية السائدة في الغرب حول النزاع مع أوكرانيا تعكس “ازدواجية الخطاب” و”التلاعب بوعي الرأي العام”، مؤكدا أن روسيا تجد نفسها مضطرة إلى الرد على حملات تشويه ممنهجة تستهدف صورتها الدولية.

وفي كلمته أمام العلماء والمهندسين النوويين، أثنى بوتين على إسهاماتهم في بناء ما وصفه بـ”الدرع النووي القوي” الذي يحمي روسيا ويؤمن توازن القوى الاستراتيجي في العالم، مؤكدا أن “موهبة وإرادة العاملين النوويين الروس جعلتهم الأوائل في استخدام الطاقة الذرية لأغراض سلمية، بما يخدم روسيا والبشرية جمعاء”.

ودعا بوتين إلى وضع “أهداف كبيرة وطموحة” في مجال الصناعة النووية، مشددًا على ضرورة تحقيق “نقلة نوعية في تطوير الاقتصاد الوطني والمساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية جمعاء”. وأبرز أن روسيا تحتل موقعًا متقدمًا في أبحاث وتطبيقات الاندماج النووي الحراري، حيث يتم بالفعل استخدام التطورات العلمية في هذا المجال لتوفير حلول تطبيقية متقدمة، ما يجعلها في “طليعة العلوم والتكنولوجيا”.

كما أشاد الرئيس الروسي بالدور الريادي لمؤسسة “روساتوم” الحكومية، معتبرًا أنها في مقدمة المؤسسات العالمية القادرة على إدخال تقنيات متقدمة وتوظيفها في مشاريع استراتيجية كبرى. وأشار في هذا السياق إلى مشروع الطريق البحري الشمالي، الذي سيتحول إلى ممر حيوي للنقل عبر القطب الشمالي، يربط سان بطرسبورغ وفلاديفوستوك مرورًا بمورمانسك، مؤكدا أن هذا المشروع يعكس الرؤية الاستراتيجية لروسيا في تعزيز حضورها الاقتصادي والجيوسياسي.

وأكد بوتين أن التقدم في المجال النووي يمثل ركيزة أساسية في تعزيز الاستقلال الاستراتيجي لروسيا، ويعكس خيارًا استراتيجيًا يقوم على الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا المتقدمة لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية. وختم بالتشديد على أن “الطريق نحو المستقبل لا يمر عبر الصراعات المفتعلة أو الخطابات العدائية، بل عبر العلم والإبداع وتحقيق التنمية التي تخدم الإنسانية جمعاء”.

Exit mobile version