الحوثيون يعتقلون قيادياً سياسياً باليمن

اعتقلت جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) اليمنية، اليوم الأربعاء، قياديا رفيعا في حزب المؤتمر الشعبي العام (أكبر الأحزاب في اليمن)، بصنعاء (وسط اليمن)، في ظل توتر بين الجانبين على خلفية الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب.

وأفاد مصدر في حزب المؤتمر، في تصريحات لريا نوفوستي، بأن “قوة أمنية تابعة لأنصار الله اعترضت سيارة الأمين العام للحزب غازي أحمد الأحول، وسط صنعاء، واقتادته إلى جهة مجهولة”.

إعلان الحوثيون يعتقلون قيادياً سياسياً باليمن

وأضاف المصدر أن عملية اعتقال الأحول جرت أثناء توجهه إلى منزل رئيس الحزب صادق أمين أبو رأس.

ويأتي اعتقال “أنصار الله” للأحول غداة إعلان حزب “المؤتمر الشعبي” إلغاء احتفالاته بالذكرى الـ43 لتأسيسه، التي تصادف 24 غشت الجاري، مبررا ذلك بأنه “ينطلق من المسؤولية الدينية والقومية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه سكان قطاع غزة وما يتعرضون له من جرائم قتل وتجويع”.

في المقابل، كشف قيادي بحزب “المؤتمر” لريا نوفوستي أن “قرار إلغاء الاحتفالات بذكرى التأسيس جاء بضغوط من جماعة (أنصار الله) التي تعتبر أي حراك سياسي للحزب في مناطق سيطرتها، عملا غير مقبول يمس استحواذها على الساحة السياسية في مناطق سيطرتها”.

وأضاف أن “(أنصار الله) تمارس ضغوطا على قيادة المؤتمر في صنعاء، لفصل الأمين العام المساعد للحزب أحمد علي عبد الله صالح، على خلفية موقفه المؤيد للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وهو ما تراه الجماعة (خيانة)، وعبرت عن هذا الموقف بإصدار محكمة عسكرية تديرها في صنعاء حكم إعدام بحقه بتهمة التخابر مع التحالف”.

ويعود التوتر بين الجانبين، إلى الاشتباكات التي دارت بين الطرفين في صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية، مطلع دجنبر 2017، والتي انتهت بمقتل الرئيس اليمني الأسبق مؤسس حزب المؤتمر علي عبد الله صالح، والأمين العام للحزب عارف عوض الزوكا، إضافة إلى نحو 240 آخرين، وإصابة أكثر من 400، حسب الأمم المتحدة، في حين اعتقلت “أنصار الله” نحو ألفي قيادي وناشط من الحزب الذي ظل يتزعمه صالح منذ أن أسسه في 1982 وحتى مقتله.

ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني أكتوبر 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة “أنصار الله” إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.

ويعاني البلد العربي، للعام العاشر تواليا، صراعا مستمرا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة “أنصار الله”، انعكست تداعياته على مختلف النواحي؛ إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.

وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ شتنبر 2014 على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي، بقيادة السعودية، في 26 مارس 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.

وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى