
مباحثات صينية هندية حول الحدود
في تطور لافت على صعيد العلاقات الصينية الهندية، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الصينية أن وزير الخارجية وانغ يي سيزور الهند في الفترة من 18 إلى 20 غشت الجاري، وذلك بدعوة رسمية من نيودلهي. وتندرج هذه الزيارة في إطار الجولة الرابعة والعشرين من المحادثات المتعلقة بما يُعرف بـ”مسألة الحدود”، في إشارة إلى النزاع الحدودي المزمن بين القوتين الآسيويتين.
تأتي هذه الجولة الجديدة من المحادثات في سياق استئناف تدريجي للعلاقات الثنائية، بعد سنوات من التوتر بلغت ذروتها في أعقاب الاشتباك الدموي الذي شهده وادي جالوان عام 2020، وأسفر عن مقتل جنود من الجانبين. وقد مثلت تلك المواجهة أقسى اختبار للعلاقات بين البلدين منذ عقود، وأعقبتها إجراءات تصعيدية متبادلة على المستوى العسكري والدبلوماسي.
ورغم محاولات التهدئة التي بدأت نهاية العام الماضي، لا تزال مسألة ترسيم الحدود بين البلدين معلقة دون اتفاق نهائي، إذ يتنازع الطرفان السيادة على مناطق واسعة من خط السيطرة الفعلية في الهيمالايا، خصوصًا في إقليمي لاداخ وأروناتشال براديش.
وتسعى الصين والهند من خلال هذه المحادثات إلى كبح الانزلاقات الميدانية المحتملة والحفاظ على استقرار حدودي هش، في وقت تتزايد فيه رهانات الطرفين الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة على الساحة الآسيوية.
ويشير مراقبون إلى أن استئناف هذه المفاوضات قد يعكس استعدادًا مشتركًا لاستكشاف آليات للتعايش في ظل الخلاف، أكثر من كونه مقدمة لتسوية نهائية. كما يربط البعض توقيت الزيارة بتقاطع ملفات إقليمية ودولية حساسة، من بينها العلاقات مع روسيا، والموقف من تحالفات واشنطن في آسيا.