الحوثيون يقتحمون عالم تجارة المخدرات من خلال إنتاج وتصدير “الكبتاغون”

في تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأميركية، حذرت الباحثتان ناتالي إكاناو وبريدجيت تومي من أن جماعة الحوثي اليمنية تتحول تدريجيا إلى لاعب رئيسي في تجارة الكبتاغون غير المشروعة، مستغلة الفراغ الذي خلّفه تراجع نفوذ النظام السوري السابق في هذا المجال، مستخدمة خبرتها السابقة في زراعة القات وتجارته للولوج إلى سوق مربحة وخطيرة في آن واحد.

وأوضحت الباحثتان، وهما محللتان في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، أن معامل تصنيع الكبتاغون في سوريا باتت أقل انتشارا، الأمر الذي دفع الحوثيين إلى إنتاجه داخل مناطق سيطرتهم في اليمن. وتمنح الحدود الطويلة المليئة بالثغرات مع السعودية الجماعة منفذا مباشرا إلى سوق واسعة، حيث يتراوح سعر الحبة الواحدة بين 6 و27 دولارا

إعلان الحوثيون يقتحمون عالم تجارة المخدرات من خلال إنتاج وتصدير "الكبتاغون"

وخلال يوليوز الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عن سلسلة ضبطيات شملت 1.5 مليون حبة كبتاغون كانت في طريقها إلى السعودية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الحبوب الأخرى في عمليات منفصلة.

وترى الباحثتان أن هذه المؤشرات تدل على اتساع النشاط التجاري غير المشروع للحوثيين، بما في ذلك احتمال توجيه عائداته لتمويل صواريخ وذخائر تستخدم ضد إسرائيل وحلفائها.

كما أشارتا إلى ضبطيات مماثلة على المستوى الدولي، من بينها أكبر عملية مصادرة للكبتاغون في إيطاليا عام 2020، حين تم حجز 84 مليون حبة بقيمة 1.1 مليار دولار، مؤكّدتين أن شبكات المخدرات في الشرق الأوسط مرتبطة بشبكات عالمية قد تنقل هذه المواد إلى أسواق بعيدة، بما فيها الولايات المتحدة.

وبحسب التحليل، كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد أطلقت استراتيجية شاملة لـ”عرقلة وتفكيك” شبكات الكبتاغون المرتبطة بالنظام السوري، وأصدرت عدة حزم عقوبات، قبل أن تتباطأ الجهود مع اندلاع الحرب في غزة. وفي أكتوبر 2024، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة على عدد محدود من المهربين، لكن الباحثتين تشددان على ضرورة عدم إغفال بروز اليمن كمركز محتمل للإنتاج.

ولفتت الكاتبتان إلى أن تقارير إعلامية، بينها ما نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” عام 2023، أكدت حصول الحوثيين على المواد اللازمة لإقامة منشأة لإنتاج الكبتاغون، وهو ما أعلن عنه رسميا مدير أمن عدن في يونيو 2025، مشيرا إلى أن العملية جرت بالتنسيق مع النظام الإيراني.

ويرى التحليل أن سقوط الأسد لا يعني بالضرورة تراجع تجارة الكبتاغون؛ إذ ما زالت الشبكات في سوريا ولبنان نشطة وتواصل تهريب المخدرات نحو الأردن ودول الخليج. كما أن رفع بعض العقوبات عن سوريا في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع الإبقاء على الإجراءات ضد المتورطين في تهريب الكبتاغون، لم يغيّر من واقع السوق.

وختمت الباحثتان بالتأكيد على أن تجارة الكبتاغون ستستمر حتى مع تغير الفاعلين الرئيسيين فيها ما لم تطوّر واشنطن أدوات المواجهة وتواصل تطبيقها بصرامة، مع مراقبة حثيثة لمراكز الإنتاج الناشئة في اليمن وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى