تشهد المراسي المغربية إقبالاً متزايداً من مالكي القوارب واليخوت في تركيا، الذين يبحثون عن وجهات بديلة بسبب ارتفاع تكاليف الرسو في المراسي التركية ونقص طاقتها الاستيعابية، حسب ما أفاد به كادر كاراكايا، المدير العام لجمعية صناعة اليخوت والقوارب التركية (YATED).
وذكر المتحدث ذاته، في مقابلة إعلامية مطلع الأسبوع الجاري، أن سعر الرسو بالنسبة للقوارب واليخوت في تركيا أصبح أعلى بكثير ما هو عليه الحال في واجهات بحرية معروفة، مثل موناكو وبرشلونة، مشيراً إلى أن أسعار الرسو بمراسي خليج “غوجيك”، على سبيل المثال، هي عشرة أضعاف نظيرتها في برشلونة الإسبانية.
وأبرز المدير العام لجمعية صناعة اليخوت والقوارب التركية أن بعض الوجهات في البحر الأبيض المتوسط، على رأسها المملكة المغربية وتونس، إلى جانب وجهات أخرى كاليونان وكرواتيا، أصبحت مفضلة لمالكي القوارب واليخوت الأتراك في الآونة الأخيرة، نظراً لتكاليفها المنخفضة.
ولفت المتحدث إلى أن أرباب القوارب، التي تُقدّر قيمتها بملايين اليوروهات، يتركون نفاياتهم في الخلجان النظيفة لتجنّب دفع رسوم التخلص من النفايات التي تبلغ 1250 ليرة، أي ما يعادل أكثر من 26 يورو حسب سعر الصرف الحالي؛ ما أدى إلى وصول التلوث في خليج “غوجيك”، على سبيل المثال، إلى مستويات تستحيل معها ممارسة السياحة في المنطقة، موضحاً أن أسعار المراسي، مع عدم كفاية الطاقة الاستيعابية، تؤدي إلى زيادة الازدحام في الخلجان والموانئ التركية.
وأطلقت جمعية صناعة اليخوت والقوارب حملة لحماية الخلجان التركية من خلال مشروع لتنظيف مخلفات القوارب، أسفر عن انتشال أزيد من 1500 طن من النفايات، معتبرة في الوقت ذاته أن هذه الجهود لوحدها لا تكفي للحد من تلوث البحار بشكل عام، إذ أكد مدير (YATED) أن “أكثر من 5 آلاف قارب موجودة على سواحل موغلا تنتج حوالي 600 طن من النفايات السائلة يوميًا، ومع ذلك لا يوجد في المنطقة سوى 27 قاربًا لجمع هذه النفايات، وهو ما يُفاقم من مشكل التلوث”.
وسبق للتنظيم المهني التركي سالف الذكر أن حذر من ارتفاع تكاليف رسو القوارب واليخوت على السواحل التركية، ومن قلة المرافئ، إذ أكد مراد بكير أوغلو، رئيس مجلس إدارة جمعية صناعة اليخوت والقوارب، أن “تكلفة مبيت يخت بطول 42 متراً في موناكو خلال الموسم المرتفع تبلغ 650 يورو لليلة، بينما تبلغ في ساحل غوجيك التركي أكثر من 1400 يورو”.
وتابع أوغلو، حسب بيان للجمعية ذاتها، بأن “العديد من أصحاب اليخوت الأجانب كانوا يأتون إلى تركيا، ويقيم بعضهم لستة أشهر، فكان هناك تدفق كبير للعملة الأجنبية نتيجة نمو خدمات النقل والصيانة؛ أما الآن فتغير الأمر تماماً”، مضيفاً أن “تركيا كانت لديها مراكز لصيانة القوارب تجذب العديد من اليخوت الكبيرة من الخارج، لكن هذا العدد تراجع كثيراً بسبب فقدان الميزة السعرية، إذ باتت الدول الأوروبية تقدم خدمات بأسعار أرخص”.
وسجل المتحدث أن “أسعار الرسو المرتفعة للغاية ترفع تكاليف التشغيل بشكل كبير”، وزاد: “حالياً، أكبر تهديد لنا بعد تلوث البيئة هو صعوبة إيجاد أماكن للرسو. كما أن مبيعات القوارب التي تقل عن 15 متراً توقفت بسبب تردد المشترين بعد سماع أسعار الرسو”، مشدداً على “الحاجة إلى إجراءات عاجلة لتعديل أسعار المرافئ على الأقل، حتى لا نخسر هذا القطاع أمام دول أخرى”.
ولفت رئيس مجلس إدارة جمعية صناعة اليخوت والقوارب إلى أن “قدرة المرافئ التركية تبلغ حالياً نحو 26 ألف قارب، بينما تبلغ في فرنسا ما بين 330 و350 ألفاً، وفي إيطاليا أكثر من 200 ألف، وبالتالي تجب مضاعفتها في تركيا بأسرع وقت ممكن”، مضيفاً: “في مارينا بورت فيل وسط برشلونة تبلغ رسوم رسو يخت بطول 30 متراً لمدة شهر 2500 يورو، بينما لا تقل في تركيا عن 20 ألف يورو، وقد تصل إلى أكثر من 26 ألف يورو”.
وخلص الفاعل المهني التركي ذاته إلى أن “ارتفاع أسعار الرسو والضرائب المفروضة على تأجير القوارب يجعل الفنادق أكثر جذباً للسياح؛ فالسائح الذي يذهب إلى فندق يدفع 10 في المائة كضريبة، أما من يستأجر يختاً فيدفع 20 في المائة، وهذا فرق كبير وغير عادل؛ وبالتالي يجب خفض ضريبة تأجير القوارب لتعادل ضريبة المبيت في الفنادق، ما سيزيد عدد السياح الذين يسهمون أكثر في الاقتصاد”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن حجم سوق بيع وشراء اليخوت في تركيا يبلغ نحو 450 مليون يورو سنوياً.