تواجد البوليساريو في محفل سياسي إسباني يثير الاحتجاج بجزر الكناري

ندّدت جمعية جزر الكناري لضحايا الإرهاب (ACAVITE) بمشاركة ممثل جبهة “البوليساريو” الانفصالية في أشغال المؤتمر الاستثنائي الحادي والعشرين للحزب الشعبي الإسباني، المنعقد نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة مدريد، معتبرة الخطوة “إهانة واحتقارا” لضحايا الإرهاب في جزر الكناري.

وأوضحت الجمعية، في بيان صادر عنها، أن الحزب الشعبي ارتكب “خطأ جسيما” باستقباله ممثلا عن جبهة كانت مسؤولة عن أعمال عنف استهدفت مدنيين في جزر الكناري خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مشيرة إلى أن هذا الحضور يمثل “تجاهلا لمعاناة العائلات المتضررة” و”وقاحة سياسية” لا يمكن التغاضي عنها.

إعلان تواجد البوليساريو في محفل سياسي إسباني يثير الاحتجاج بجزر الكناري

ودعت الجمعية الحزب إلى تصحيح ما وصفته بـ”الخطأ التاريخي المؤلم والمهين” بشكل فوري، والتوقف عن “طمس” ملف ضحايا الإرهاب المرتبط بالبوليساريو، سواء على الصعيد الوطني أو في جزر الكناري.

كما طالبت الهيئة الحقوقية ذاتها بإدراج المصادقة على قانون خاص بالتعويض والمساعدة لضحايا الإرهاب في الاتفاق السياسي بين الحزب الشعبي وائتلاف جزر الكناري، مبرزة أن الأرخبيل يعد من بين الأقاليم المستقلة القليلة في إسبانيا التي لا تتوفر على مثل هذا الإطار القانوني، رغم وجود ما يقارب 300 ضحية لم يعترف بهم رسميا حتى اليوم.

وكان عبد الله العرابي، ممثل الكيان الانفصالي في إسبانيا، قد شارك في فعاليات المؤتمر الحزبي بناء على دعوة رسمية، في محاولة من الحزب الشعبي لكسب ود جزء من الجالية الانفصالية المجنسة انتخابيا.

وفي هذا الصدد، أعرب رمضان مسعود العربي، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان (ASADEH)، عن تضامنه مع ضحايا الإرهاب في جزر الكناري، مؤكدا أن إشراك “البوليساريو” في محافل سياسية إسبانية “يمثل استخفافا بمشاعر الضحايا وتطبيعا غير مبرر مع ماض دموي يجب محاسبته لا تبييضه”.

كما عبّر الناشط الحقوقي عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ”الخطوة المستفزة”، قائلا إن جبهة “البوليساريو”، التي تدّعي تمثيل الصحراويين، لا تمثل سوى منظمة منبوذة داخل المجتمع المدني في إسبانيا بسبب سجلها الحافل في انتهاكات حقوق الإنسان.

وأوضح مسعود العربي، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن المجتمع المدني الإسباني وضمنه جمعيات مثل ACAVITE، ما فتئ يندد بمشاركة ممثلين عن الجبهة في الفعاليات السياسية؛ لما يشكله ذلك من إساءة لضحاياها، سواء من الصيادين الكناريين الذين قتلوا أثناء مزاولة عملهم على سواحل الصحراء، أو من الضحايا الذين سقطوا بسبب الألغام المزروعة خلال الفترة الاستعمارية الإسبانية.

وأضاف المتحدث ذاته: “بصفتنا جمعية صحراوية إسبانية تضم أبناء الصحراء المقيمين هنا، نؤكد رفضنا المطلق لدعوة الحزب الشعبي لممثل الجبهة، ونعتبر ذلك إهانة مزدوجة؛ للصحراويين ضحايا القمع والانتهاكات، والإسبان الذين تضرروا من الإرهاب الذي مارسته “البوليساريو” منذ سنة 1973″.

وفي هذا السياق، يرى عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أن “الزج باسم الصحراويين في محافل كهذه لتبييض سجل تنظيم انفصالي لا يمثلهم هو أمر غير مقبول، ويسيء إلى القيم الحقوقية التي تدعي هذه الأطراف الدفاع عنها”.

زر الذهاب إلى الأعلى