موجة الحر تتسبب في نفوق الدواجن .. ومهنيو القطاع يتوقعون ارتفاع الأسعار

بالتزامن مع “تأثيرات مستمرة” لموجة الحرارة المصحوبة بحدّة ظاهرة “الشركي”، اتسمت بشدة استثنائية واتساع جغرافي كبير في مختلف أقاليم المملكة، عبّرت مصادر مهنية في قطاع تربية وإنتاج الدواجن بالمغرب عن تخوفها من تأثير “الإجهاد الحراري” على ضيعات تربية الدجاج؛ ما يؤدي إلى تسجيل حالات “نُفوق”.

وأفادت مصادر مهنية في قطاع تربية الدواجن بالمغرب جريدة جريدة النهار الإلكترونية بـ”ترقب حدوثِ تغيرات ملموسة في أسعار الدواجن بالنسبة للكيلو الغرام الواحد بالنسبة لدجاج اللحم”؛ ما قد يقفز بالأسعار في ثمن البيع النهائي للمستهلك بنقاط البيع إلى مستويات تفوق العشرين درهما، حسب تقديرات مهنيين.

وفضلا عن تأثيرات وتداعيات “موجة الحرّ الشديد” مع بداية فصل الصيف الجاري وتخوفهم من نفوق أعداد كبيرة سواء من كتاكيت أم أمّهات الدواجن، فإن ارتفاع الطلب أيضا المشتهرِ به فصل الصيف (موسم الأعراس والحفلات، زيادة الاستهلاك بالمطاعم…) قد يشكل عاملا إضافيا يرفع التكاليف بالنسبة للمنتجين؛ ما يعني بالتالي انعكاسها مباشرة في احتساب السعر النهائي.

وكان مربّو ومنتجو الدجاج بالمغرب قد حذروا، في إفادات سابقة لجريدة النهار مطلع شهر يونيو المنصرم، من “استمرار تأثيرات الحرارة المرتفعة طيلة الصيف الجاري في ظل ندرة المياه بالضيعات؛ ما سـ”يؤثر على العرض الوطني في الأمد المستقبلي البعيد”، وفقهم.

واعتبرت مصادر مهنية، حينها، أن “استمرار موجات الحر وتواترها بشدة وأشكال أكثر قسوة في شهور فصل صيف 2025 يُحتمل أن “يخلّف تأثيرات واضحة”، حسب تقديرهم.

“تأثيرات كبيرة”

أكد محمد أعبود، مهني في القطاع رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، أن المهنيين يشتكون من حوادث “نفوق الدجاج” تقدّر نسبتُها بين 20 إلى 50 في المائة، خلال موجة الحرارة الأخيرة التي امتدت من الجمعة الماضي إلى أمس الاثنين (نهاية يونيو).

وقدّر أعبود، في تصريح لجريدة النهار، أن “يكون للحرارة الحالية تأثير كبير وواضح في الأسعار بمختلف أسواق الجملة لبيع الدواجن”، معتبرا أن “التأثير سيبدأ في الظهور بدءا من وسط هذا الأسبوع إلى غاية نهايته، خاصة في السوق المرجعي للدار البيضاء للدواجن الذي يعد أكبر سوق للدواجن في المغرب”.

وأضاف المهني أنه “رغم إنتاج جيد من الكتاكيت وتوافر في الإنتاج واستعادة السوق لتوازنها منذ عيد الأضحى الذي عرف ارتفاعا على استهلاك اللحوم البيضاء بعد الإهابة بعدم نحر الأضاحي، فإن تكلفة الإنتاج بالنسبة للدواجن الذي يتم تسويقه ما زالت ترهق بعض المربين؛ ما يضطرهم إلى ملاءمة هوامش ربحهم بناء على تقلبات السوق وتحكم الشركات الإنتاجية”.

واستدل رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بما وصلته الأسعار في سوق الجملة بالدار البيضاء نهاية شهر يونيو، إذ استقرت بين 13 درهما ونصف الدرهم إلى 14 درهما؛ لكن مع وصول مفعول تأثيرات الحرارة وفي حال استمرارها فإن الأسعار سترتفع بشكل مؤكد”.

وختم أعبود تصريحه للجريدة بأن “مربي دجاج اللحم ومختلف المهنيين لم يتم تقديم أي دعمٍ لهم، خاصة فئة صغار المربين والكسابة. كما أنهم يواصلون ضمان تزويد السوق بدون مواكبة رسمية من الوزارة الوصية على الشأن الفلاحي”، مستحضرا “استمرار إكراهات كبيرة مرتبطة أيضا بغلاء بعض أنواع الأعلاف وأمهات الكتاكيت المستوردة”.

“نسبية ومحدودية”

سجل سعيد جناح، مهني في القطاع الأمين العام للجمعية المغربية لمربي الدواجن، أن “تأثير ارتفاع درجة الحرارة على أسعار الدجاج قد يكون محدودا بسبب العرض الكبير والوفير، خاصة من الفْلّوس”.

وأضاف جناح، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “المشاكل الناتجة عن ارتفاع الحرارة تؤدي إلى نسبة نفوق أقل بسبب تحسينات أدْخَلها معظم المربّين في الضيعات”، مؤكدا أن “ارتفاع الحرارة يؤثر على مردودية الدجاج، ويتسبب في تراجع الوزن؛ وبالتالي خسائر للمربين”.

وأفاد الأمين العام للجمعية المغربية لمربي الدواجن بأن “تكلفة تربية الدجاج مرتفعة، حيث تصل تكلفة الكيلوغرام الواحد حاليا إلى حوالي 15 درهما”، معددا أنها “تشمل تجميع تكاليف العلف، والفْلّوس (كتكوت)، والتلقيحات، والأدوية، والتبن وغيرها”.

وفي تقدير المهني عينه، فإن “الأسعار الحالية للدجاج قد تصل إلى 16 أو 17 درهما للكيلوغرام أو تتجاوزها بقليل، وهي تكلفة طبيعية”؛ غير أنه طمأن بأنه “لا يُتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل كبير، كما حدث في السنتين الماضيتين (أي لن تصل إلى 25 أو 30 درهما)، حسب تقديره.

واعتبر المتحدث أن “التوقعات تشير – إجمالا– إلى استقرار الأسعار بالنسبة للبيع للعموم بين 18 و20درهما للكيلو”، منبها إلى أن الفارق واضح بيْن “سعر للبيع للمستهلك وبين البيع داخل الضيعة”؛ لأن “المربين يواجهون خسائر تقدر بدرهمين لكل كيلوغرام داخل الضيعة”.

Exit mobile version