“باليريا” تكشف تفاصيل أول “خط بحري أخضر” بين المغرب وإسبانيا

وسط حضور وازن من الجانبين المغربي والإسباني أعلنت شركة “باليريا” الإسبانية المتخصصة في النقل البحري، مساء اليوم الثلاثاء، بميناء طنجة المدينة، إطلاق تجربة واعدة في المجال بين ميناءي طريفة وعروس الشمال، ستعتمد بنسبة كاملة على الكهرباء في أفق 2027.

وأفادت الشركة، في احتفالية احتضنها ميناء طنجة المدينة، بأن المشروع سيمثل أول ممر بحري أخضر يربط بين أوروبا وإفريقيا من خلال سفينتين كهربائيتين خاليتين من انبعاثات الكربون وصديقتين للبيئة.

وسجل جورج باسول، المدير العام لشركة باليريا الإسبانية، أن الباخرتين الجديدتين ستدخلان الخدمة أواخر 2027، وأكد أن “الشركة تراهن عليهما من خلال التقنيات الحديثة وعالية الجودة التي ستدخل في تصميمهما من أجل ضمان راحة أكبر للمسافرين، والحفاظ على المجال البحري الفاصل بين المغرب وإسبانيا عبر تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون”.

وأفاد باسول بأن السفينتين الجديدتين تكلفان استثمارات في حدود 200 مليون أورو، مبرزا أن “الطاقة الاستيعابية لكل واحدة منهما تصل إلى 800 راكب و220 سيارة، وهي طاقة استيعابية مهمة من شأنها تعزيز وتحسين ظروف السفر بين البلدين والمساهمة في إنجاح عملية ‘مرحبا’ السنوية”.

واعتبر المتحدث ذاته، في كلمة بالمناسبة، أن المشروع “يمثل نقلة نوعية في النقل البحري بين المغرب وإسبانيا، وذلك من خلال اعتماد تقنيات بيئية متقدمة تضمن الاستدامة والاستمرارية في العمل”، منوها بمستوى التعاون المثالي بين المغرب وإسبانيا في مواجهة التحديات المناخية التي تعصف بدول المنطقة.

من جهته أشاد محمد وعناية، الرئيس المدير العام لميناء طنجة المدينة، بـ”جدية ومسؤولية الشركة الإسبانية التي فازت بصفقة إحداث خط جديد بين طريفة وطنجة”، موردا أن من بين الشروط التي وضعت “توفير باخرتين جديدتين للاستفادة من عقد عمل يمتد لـ15 سنة”.

وأكد وعناية، ضمن تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية على هامش الحفل، أن المشروع الجديد “يدخل في إطار مساعي ميناء طنجة المدينة لمواكبة التوجه العالمي الرامي إلى تحسين مستوى عيش المدن المينائية، وجعل سكانها بعيدين عن التلوث والانبعاثات التي تخلفها السفن”.

كما اعتبر المتحدث أن الطاقة الاستيعابية للسفينتين المنتظرتين في 2027، التي ارتفعت بمعدل النصف، “ستساعد الميناء الذي يعد الثاني من حيث استيعاب أفواج المغاربة العائدين إلى أرض الوطن كل صيف”، لافتا إلى أن “الميناء في ساعة الذروة يبحث عن السفن فلا يجدها”.

من جهته أشاد السفير الإسباني إنريكي أوخيدا بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية والإستراتيجية التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، مؤكدا أن “البلدين يمثلان حلقة وصل وعبور بين القارتين الأوروبية والإفريقية”، وأن “الرباط تمثل الشريك الاقتصادي الأول لمدريد في إفريقيا والعكس صحيح”.

وشدد أوخيدا على أهمية تطوير العمل بين البلدين الصديقين، والتركيز على تطوير الشراكة في مختلف المجالات، مبرزا أن “الخط البحري الأخضر بين الضفتين يمثل إحدى النقاط المهمة التي يمكن أن تدفع بالعلاقات الوثيقة نحو مزيد من النمو والتطور في المستقبل”، وداعيا إلى “التكاتف والاجتهاد لاستثمار فرصة التنظيم المشترك لمونديال 2030 لتحقيق المزيد”.

يشار إلى أن حفل إطلاق مشروع الخط البحري الأخضر الرابط بين طريفة وطنجة حضره وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة عمر مورو، وعمدة طنجة منير ليموري، بالإضافة إلى مسؤولي الشركة الإسبانية وممثلي مختلف شركائها عبر العالم.

Exit mobile version