تشهد مقاطعة كيبيك الكندية منذ صباح الإثنين ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة والرطوبة، إذ تجاوزت المعدلات الطبيعية بفارق كبير؛ فوفقاً لتقارير الأرصاد الجوية الكندية وصلت درجة الحرارة الفعلية في مونتريال مثلا 35 درجة مئوية، بينما وصل “الشعور بالحرارة”، وهو مؤشر يجمع بين درجة الحرارة والرطوبة ليقدم تصوراً أكثر دقة لتأثير الطقس على جسم الإنسان، إلى 46 درجة مئوية، وأرقام مماثلة سجلت في مدن أخرى، مثل غاتينو وشيربروك، ما يعكس انتشار هذه الموجة الحارة عبر جنوب كيبيك.
ورغم ذلك تطمئن وزارة البيئة الكندية بأن الوضع لا يرقى إلى مستوى “موجة حر” بالمعنى الرسمي (ثلاثة أيام متتالية أو أكثر بدرجات حرارة تفوق 30 درجة مئوية)، إلا أن التحذيرات مازالت قائمة بسبب التأثير الفوري للرطوبة العالية.
وحسب تقارير صحافية كندية يعزو خبراء الأرصاد الجوية، من وزارة البيئة الكندية، هذا الارتفاع المفاجئ إلى تشكل “قبة حرارية” فوق شرق الولايات المتحدة، اتجهت شمالاً لتؤثر على منطقة كيبيك. وتحدث “القبة الحرارية” عندما يحبس نظام ضغط مرتفع الهواء الدافئ فوق منطقة معينة، ما يمنعه من الارتفاع والتشتت، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع مطرد في درجات الحرارة على مدى أيام. هذه الظاهرة، التي كانت أكثر شيوعاً في مناطق جنوبية، أصبحت تسجل بشكل متزايد شمال القارة، ما يثير مخاوف بشأن التغيرات المناخية.
ونبهت السلطات البيئية والصحية المواطنين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، مثل البقاء في الأماكن المكيفة، والإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف، والتواصل مع الفئات الأكثر ضعفاً (كبار السن، الأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة)، خصوصا أن الرطوبة العالية تزيد من الشعور بالحرارة وتجعل الطقس أكثر إرهاقاً على الجسم البشري؛ كما نصحت بمراقبة استهلاك المشروبات الكحولية، خاصة خلال الاحتفالات الوطنية التي تعرفها كندا هذه الأيام.