ولي العهد السابق بإيران يحذر الدول الغربية من “إنقاذ النظام” في طهران

دعا رضا بهلوي، نجل شاه إيران الأسبق، الغرب إلى عدم منح القيادة في إيران “طوق نجاة” عبر اقتراح عقد محادثات في وقت يبدو أن “النظام ينهار” بعد ضربات إسرائيلية وأمريكية، وذلك في مقابلة مع فرانس برس الإثنين.

وقال نجل الشاه الراحل محمد رضا بهلوي، الذي أطاحت به “الثورة الإسلامية” عام 1979، إن لدى القوى الخارجية الآن فرصة لاستغلال ما وصفها بـ”لحظة انهيار جدار برلين الإيرانية”، بعدما أضعفت الضربات الإسرائيلية الجوية المتواصلة منذ 11 يوما قادة طهران، وزاد: “لا يمكنني أن أتخيّل أن نظاما تراجعت إمكانياته بشكل كبير وتعرّض عمليا للإهانة هو في مزاج يسمح له بالدخول في مزيد من المحادثات”.

وأضاف بهلوي البالغ 64 عاما، الذي كان وليا لعهد والده ويقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الجمهورية الإسلامية اعتمدت “مرة تلو الأخرى… الخداع” في المفاوضات مع الغرب، وتابع: “هذا النظام ينهار… يمكنكم تسهيل الأمر عبر الوقوف هذه المرة معهم (الشعب)، لا عبر إلقاء طوق نجاة آخر لهذا النظام ليتمكن من البقاء”.

وأورد المتحدث: “نهاية النظام باتت قريبة.. هذه لحظة جدار برلين” الإيرانية، في إشارة إلى انهيار جدار برلين عام 1989، في حدث يرمز إلى سقوط الدكتاتوريات في شرق أوروبا، وأفضت تداعياته إلى انهيار الاتحاد السوفياتي.

 تقارير موثوقة

تنفّذ إسرائيل ضربات جوية على إيران منذ 11 يوما بهدف معلن هو تدمير قدراتها الصاروخية والنووية، علما أنها ضربت أهدافا أخرى أيضا.

وفجر الأحد نفّذت الولايات المتحدة أيضا ضربات غير مسبوقة ضد إيران استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية، أبرزها منشأة فوردو شديدة التحصين لتخصيب اليورانيوم.

ومازال مكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي غير معروف، بينما لم يستبعد مسؤولون إسرائيليون احتمال قتله.

ويقود خامنئي البلاد منذ العام 1989 عقب وفاة آية الله روح الله الخيميني الذي تزعم النظام الناتج عن “الثورة الإسلامية”.

وقال رضا بهلوي إن لديه معلومات تفيد بأن خامنئي متحصّن في ملجأ تحت الأرض “وللأسف يستخدم الناس دروعا بشرية”، ولفت الانتباه إلى أنه تلقى “تقارير موثوقة” بأن كبار المسؤولين وبعض الأفراد من عائلة المرشد الأعلى يبحثون عن طرق للفرار من إيران.

وأكد المتحدث أنه تلقى إشارات من منتسبين لقوات الأمن يبدون رغبتهم في الانضمام إلى المعارضة، وقال: “بدؤوا يتواصلون معنا من الجيش وأجهزة المخابرات”.

وأعلن بهلوي، في وقت سابق الإثنين، إنشاء “قناة رسمية” تعد بمثابة منصة آمنة للتعامل مع “الطلبات المتزايدة” من شخصيات في الجيش والأمن والشرطة.

 “حشد الأمّة”

شدد بهلوي مرارا على أنه لا يسعى إلى تولي السلطة في إيران، لكنه أكد استعداده “لقيادة هذا التحول الوطني” الذي سينقل إيران إلى حقبة جديدة، وأفاد بأن منظومة إيران الجديدة بعد السقوط المحتمل للجمهورية الإسلامية ستقوم على مبادئ سلامة الأراضي والحرية الفردية وفصل الدين عن الدولة.

وأورد المتحدث، الذي يقود واحدة من عدة حركات للمعارضة الإيرانية المعروفة بالخلافات في ما بينها، أن “الشعب الإيراني سيقرر في استفتاء وطني الشكل النهائي لهذه الديمقراطية المستقبلية التي نسعى إليها”؛ ولدى سؤاله عمّا إذا كان يرى نفسه رئيسا مستقبليا لإيران رد بالقول إنه مستعد “لقيادة هذا التحول”، وواصل: “لا أعتقد أنني أحتاج إلى صفة للقيام بهذا الدور. الأهم هو أن أكون شخصا قادرا على حشد أمّة”.

ولا يشمل جدول أعمال بهلوي أثناء زيارته إلى باريس أي اجتماعات مقررة مع مسؤولين فرنسيين، علما أن الرئيس إيمانويل ماكرون حذّر من أن “السعي إلى تغيير النظام في إيران بالطرق العسكرية.. سيؤدي إلى الفوضى”.

لكن بهلوي ذكر بالمناسبة أنه على اتصال مع حكومات، قائلا: “أجرى أشخاص ضمن فريقي اتصالات على مختلف المستويات مع مختلف الجهات في أوروبا وفي أمريكا”.

Exit mobile version