وضع مؤشر السفر الإسلامي العالمي (GMTI) لعام 2025، الصادر حديثا عن مؤسستَي “ماستركارد” و”كريسنت ريتينغ”، المغرب في المركز الـ12 عالميا برصيد 70 نقطة، محققا بذلك تقدما في الترتيب بدرجتين وبست نقاط كاملة في التنقيط مقارنة بنتائج مؤشر العام السابق، ما يعكس الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تطوير قطاع السياحة الحلال وتوفير بيئة ملائمة للمسافرين المسلمين الأجانب من خلال مراعاة احتياجاتهم وتقديم خدمات متوافقة مع خصائصهم.
ومن بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، احتفظت ماليزيا بالمركز الأول كأفضل وجهة مفضلة للسياح المسلمين برصيد 79 نقطة، وذلك بفضل الخدمات والبنية التحتية الملائمة التي توفرها لهؤلاء السياح، فيما تقاسمت كل من تركيا والسعودية والإمارات المركز الثاني برصيد 78 نقطة لكل منها، بينما شملت قائمة أفضل 20 وجهة سياحية إسلامية كلا من إندونيسيا والكويت وقطر وسلطنة عُمان ومصر والبحرين، ودولا أخرى.
أما فيما يخص الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، فقد تصدرت دولة سنغافورة القائمة إثر حلولها في المركز الـ11 عالميا، كما برزت تايلاند والفلبين، وفق تقرير المؤشر سالف الذكر، كوجهتين سياحيتين صاعدتين في جنوب شرق آسيا ملائمتين للمسلمين، إذ طوّر البلدان أساليب ضيافة المسلمين، وعملا على تحسين إمكانية الوصول إلى الطعام الحلال وتوفير مزايا ملائمة لهم في المواقع السياحية الرئيسية.
وأشار تقرير المؤشر، الذي يُسلّط الضوء على أبرز الوجهات الملائمة للمسلمين حول العالم، إلى استمرار منطقتيْ غرب آسيا وشمال إفريقيا في احتلال صدارة السياحة الحلال في العالم، مرجعا ذلك إلى “احتوائهما على وجهات ذات أغلبية مسلمة وفهمهما لاحتياجات السفر الملائمة للمسلمين، بما في ذلك دول مثل تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر والمغرب”.
ووفقا للإصدار ذاته، فقد بلغ عدد المسافرين المسلمين الدوليين حوالي 176 مليونا في عام 2024، بزيادة قدرها 25 في المائة مقارنة بعام 2023، متوقعا في الوقت ذاته أن يصل هذا الرقم إلى أزيد من 245 مليونا بحلول عام 2030، فيما توقّع أن تصل قيمة الإنفاق الإجمالي على السفر إلى 230 مليار دولار أمريكي، ما يُعطي فرصة لقطاع السياحة الإسلامية للتطور، مبرزا أنه “للحفاظ على التنافسية، ينبغي لأصحاب المصلحة في قطاعَي السفر والسياحة التكيّف مع الاحتياجات المتطورة للمسافرين المسلمين، مع إعطاء الأولوية للهدف والشمول والابتكار الرقمي”.
وقال فضل بحر الدين، الرئيس التنفيذي لشركة “كريسنت ريتينغ”، إن “تقرير مؤشر السفر الإسلامي العالمي (GMTI) لعام 2025، الذي يصدر في نسخته العاشرة، يشكّل حافزا للتغيير ويُسهم في رسم سياسات السياحة عالميا، وسنواصل التزامنا ببناء منظومة سفر قائمة على الفهم، والشمولية، والتميّز، لضمان أن يظل السفر جسرا يربط بين الثقافات ويُعزّز التنوع”.
من جهته، اعتبر صفدر خان، رئيس قسم جنوب شرق آسيا في مؤسسة “ماستركارد”، أن “قطاع السياحة يشكّل قوة دافعة للنمو الاقتصادي في جنوب شرق آسيا، من خلال دعم خلق فرص العمل، وتمكين المشاريع السياحية المحلية، وتعزيز خطط التنمية الوطنية”، مضيفا: “نلتزم بالعمل مع الحكومات وهيئات السياحة وشركاء القطاع لرفع مستوى السفر من خلال النمو الشامل، والابتكار الرقمي، والرؤى المستندة إلى البيانات”، مبرزا أن “الإصدار العاشر من مؤشر GMTI يُجسّد تعاونا طويل الأمد قائما على هدف مشترك لبناء منظومة سفر أكثر مرونة وشمولا، وغنية بالفرص”.