معهد إسباني: المونديال يخدم المغرب

قال تقرير حديث صادر عن معهد “إلكانو” الإسباني إن “استضافة المغرب لكأس العالم 2030 (بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال) ليست مجرد تحقيق لحلم آني، بل هي تتويج لمسار طويل؛ إذ تقدمت المملكة المغربية بطلب استضافة البطولة خمس مرات خلال الثلاثين عامًا الماضية، مدركةً الأثر الإيجابي لهذا الحدث على صورة البلاد”.

وأوضح التقرير ذاته أن “التحضير لتنظيم كأس العالم يندرج ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز القوة الناعمة المغربية، تهدف إلى تعزيز صورة المغرب كدولة حديثة وصاعدة اقتصاديا”، معتبرا أن هذا الطموح لا يقتصر على تحقيق هذا الهدف، بل يتعداه إلى تحفيز الاقتصاد عبر مشاريع البنية التحتية والتقدم في تثبيت الدعم الدولي لموقف الرباط من نزاع الصحراء.

وسجّل المعهد الإسباني ذاته أن “ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 يأتي في إطار سياسة خارجية متجددة تركز على تنويع التحالفات دون التخلي عن التحالف الغربي، مع تعزيز التواجد في أفريقيا”، مبرزا أن “المغرب عزز تحالفاته مع روسيا وتركيا والصين، مع الحفاظ على علاقاته التقليدية مع الغرب والعالم العربي. كما شهد العقد الأخير عودة قوية للمغرب إلى الساحة الأفريقية، خاصة بعد عودته إلى الاتحاد الأفريقي عام 2017، حيث يسعى لتعزيز نفوذه الاقتصادي والسياسي في القارة، لا سيما في منطقة الساحل وغرب أفريقيا”.

وتابع بأن “السلطات المغربية تدرك جيدًا أهمية الصورة الدولية للبلاد، وتسعى لتعزيزها كدولة قادرة على تنظيم أحداث كبرى. وبالتالي، تأتي استضافة هذه التظاهرة الرياضية العالمية ضمن هذه الاستراتيجية، مستفيدةً من النجاح غير المتوقع للمنتخب المغربي في كأس العالم 2022، الذي حاز على دعم جماهيري كبير”.

وتوقّع التقرير أن “يعزز التنظيم المشترك لهذه البطولة التعاون الثنائي مع إسبانيا، خاصة في مجالات الهجرة ومكافحة الإرهاب والتجارة، بعد تحسن العلاقات منذ دعم إسبانيا لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء”، معتبرا أن “بطولة كأس العالم قد تكون بمثابة ‘حفل تقديم’ للمغرب كدولة صاعدة في القرن الحادي والعشرين، على غرار ما حدث لإسبانيا مع أولمبياد 1992”.

وذكرت الوثيقة ذاتها أن “نجاح التحضير للبطولة، بما في ذلك ما يتعلق بالجوانب الرياضية البحتة، يبقى حلمًا جماعيًا تتقاسمه السلطات المغربية والمجتمع المغربي”، مشددة على أن “الإعداد المشترك لاستضافة كأس العالم 2030 مع البرتغال وإسبانيا، سيكون فرصة أكثر من مناسبة للسلطات المغربية لتحسين صورة البلاد وتصورها على الصعيد الدولي، وخاصة من أجل تعزيز سياستها المتزايدة والحازمة في ملف الصحراء”.

Exit mobile version