استمرارا للجمود داخل هياكل جبهة البوليساريو الانفصالية استقبل وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، مساء اليوم، بمقر الوزارة في العاصمة الجزائر، القيادي “المخضرم” خطري أدوه، الذي سلّمه نسخا من أوراق اعتماده بصفته “سفيرا للجمهورية الصحراوية” لدى الجزائر، وفق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية الجزائرية عبر قنواتها الرسمية.
ويعيد تعيين خطري أدوه، أحد أبرز الوجوه القديمة في قيادة الجبهة، ظاهرة إعادة تدوير الأسماء ذاتها في مناصب شكلية دون تجديد أو ضخ دماء جديدة داخل ما تبقى من هياكل الجبهة التي تعيش على وقع انقسامات داخلية وتراجع بارز على الساحتين الإقليمية والدولية.
ويُعد أدوه من القيادات التاريخية داخل البوليساريو، حيث شغل عدة مناصب من بينها رئاسة ما يسمى “المجلس الوطني الصحراوي”، كما تولى رئاسة وفد الجبهة في محادثات جنيف التي جرت برعاية المبعوث الأممي الراحل هورست كولر، دون أن تفضي إلى أي تقدم ملموس في مسار التسوية السياسية للنزاع المفتعل.
ويرى مراقبون أن الجزائر التي تحتضن قيادة الجبهة على أراضيها وتوفر لها الدعم اللوجستي والسياسي لم تبد في هذا التعيين أي توجّه نحو الدفع بتجديد هيكلة الكيان الذي تدافع عنه، بل تُظهر من خلال هذا النوع من التعيينات تمسكها بخيارات لم تعد تحظى بالزخم ذاته، لا داخل المخيمات ولا في المنتديات الدولية.
ويأتي هذا التطور في وقت تواصل المملكة المغربية تعزيز موقعها دبلوماسيا واقتصاديا في أقاليمها الجنوبية، بدعم متزايد من عواصم إقليمية ودولية، ما يبرز التباين بين مشروع وطني متكامل يؤمن بالتنمية والانفتاح، وآخر يراوح مكانه في دائرة مغلقة من الأسماء والشعارات.