كشف الدولي المغربي سفيان ديوب، لاعب نادي نيس الفرنسي، عن تفاصيل اختياره اللعب للمنتخب المغربي، كاشفا أن هذا القرار لم يكن سهلا، لكنه جاء من منطلق شخصي وعائلي عميق.
وتحدث ديوب، في حوار له مع بودكاست “Kampo” الفرنسي، عن مشاعره الأولى عندما انضم لتدريبات المنتخب المغربي، رغم أنه لم يكن قد شارك رسميا في أي مباراة دولية مع “الأسود”، قائلا إنه شعر بفخر كبير ورغبة حقيقية في تمثيل بلد والدته، خصوصا أنه كان يريد أن يقترب أكثر من هذه الثقافة التي لم يكن يعرفها جيدا بسبب تنقله الدائم بين فرنسا والسنغال-بلد والده.
وأضاف: “كنت معتادا على قضاء عطلاتي الصيفية في السنغال، لكنني شعرت بأن الوقت قد حان لأقترب من المغرب، بلد أمي، وأعيش هذه الهوية بشكل أعمق”.
وعن قرار اختيار المنتخب المغربي بدلا من منتخب فرنسا أو منتخب السنغال، أوضح ديوب أن الأمر جاء بعد فترة تفكير عميق ونقاشات عائلية، لكنه كان دائما يميل لفكرة اللعب للمغرب، خاصة مع الإنجازات التي حققها “الأسود” مؤخرا، مثل بلوغ نصف نهائي كأس العالم الأخيرة.
“الاتصال بالمدرب وليد الركراكي كان لحظة فارقة. اتصلت به مباشرة لأعلن له قراري، وهذا القرار كان نهائيا ولم يكن فيه تراجع”، يكشف اللاعب الذي أشار إلى أن المنافسة داخل المنتخب المغربي لا تخيفه، بل تحفزه على التطور.
كما تحدث سفيان عن تجربته مع المنتخب الفرنسي للفئات الصغرى، موردا أن ذلك لم يكن فشلا، بل مرحلة طبيعية في تطوره، مقرا بأنه كان يعلم أن الوقت قد حان لاختيار مسار مختلف يتماشى مع هويته الشخصية.
على صعيد مسيرته الكروية، ذكر ديوب أنه بدأها في فرنسا، وشدد على أن كرة القدم تبقى لعبة أولا وقبل كل شيء، رغم كل الضغوط والمصالح المحيطة بها، كما حث اللاعبين الشباب على عدم فقدان حبهم للعبة والبقاء على اتصال مع متعة اللعب البسيطة كما كان الحال معه في الطفولة.
أما عن أصعب اللحظات التي مر بها، فقد استحضر ديوب إصابته الطويلة التي أبعدته عن الملاعب لمدة 8 أشهر ومواجهته هذه المحنة بالإصرار والعمل على إعادة التأهيل الذهني والبدني، وأكد أن الاستعانة بأخصائي نفسي رياضي ساعده كثيراً في تجاوز الأزمة، مشيرا إلى أهمية الصحة النفسية للاعبين.
وعن علاقته بزملائه، أشار إلى قربه من اللاعب الفرنسي من أصول مغربية ألكسيس بكنباور، مؤكدا أن الصداقة والدعم المتبادل بين اللاعبين مهمان جدا لتجاوز التحديات.
وأبدى ديوب فخره بتمثيل المغرب ورغبته في تحقيق إنجازات مع المنتخب الوطني، خاصة مع اقتراب كأس الأمم الإفريقية، موردا أن اختياره اللعب للمغرب كان “قرار قلب وروح، ومصدر فخر ومسؤولية كبيرة” بالنسبة إليه.
