
المغرب وتنزانيا يعززان التعاون الطاقي
أجرت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، يوم الثلاثاء 14 ماي 2025 بالرباط، مباحثات رفيعة مع دوتو ماشاكا بيتكو، نائب الوزير الأول وزير الطاقة لجمهورية تنزانيا المتحدة، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المملكة خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 15 ماي الجاري، على رأس وفد هام يضم مسؤولين من وزارة الطاقة وممثلين عن المؤسسات التنزانية المختصة.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتجديد التأكيد على عمق العلاقات المغربية التنزانية، واستعراض سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في مجالات الطاقة والانتقال الطاقي، لا سيما في ظل الدينامية التي تعرفها العلاقات جنوب-جنوب، التي يحرص المغرب على تعزيزها تحت قيادة الملك محمد السادس.
وفي مستهل المباحثات، أبرزت الوزيرة المبادرات الملكية التي أرست موقع المغرب كفاعل محوري في القارة الإفريقية، من خلال جعل إفريقيا أولوية استراتيجية للمملكة، معتبرة أن “القارة الإفريقية تعد اليوم آخر خزان للقدرات الإنتاجية على مستوى العالم، ولا خيار للعالم سوى الاستثمار في إمكاناتها الهائلة”.
وأضافت أن المغرب ملتزم بمواكبة تنزانيا في انتقالها الطاقي، عبر تبادل الخبرات والتجارب في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية.
كما استعرضت ليلى بنعلي أبرز الأوراش الاستراتيجية التي أطلقتها المملكة في مجال الطاقة المستدامة، لافتة إلى تجربة المغرب في التعامل مع آثار زلزال الحوز على البنية التحتية الطاقية، واستراتيجية كهربة ما تبقى من العالم القروي بنسبة 0.1%، باعتماد حلول متقدمة تشمل الشبكات الصغيرة وأنظمة البطاريات وتخزين الطاقة، في أفق نقل هذه التجربة الناجحة إلى باقي بلدان القارة.
من جانبه، عبّر دوتو ماشاكا بيتكو عن اعتزاز تنزانيا بمستوى العلاقات التي تجمعها بالمملكة المغربية، مذكراً بالزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى دار السلام سنة 2016، والتي شكلت نقطة تحول في مسار التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وأشار المسؤول التنزاني إلى أن إعلان دار السلام يمثّل لبنة أساسية في بناء شراكة متقدمة بين البلدين، معرباً عن تطلع بلاده لتفعيل الاتفاقيات الموقعة، والانفتاح على مشاريع واستثمارات جديدة، سواء عبر القطاع الخاص أو من خلال شراكات مبتكرة بين القطاعين العام والخاص، بما يسرّع اعتماد التكنولوجيا الحديثة ويعزز استغلال الطاقات المتجددة وتنمية النجاعة الطاقية.
وتأتي هذه المباحثات في سياق دينامية متصاعدة للشراكة المغربية الإفريقية، التي يحرص المغرب على توسيعها من خلال مبادرات ملموسة وشراكات استراتيجية، تعود بالنفع على شعوب القارة وتكرّس موقعها كمحور رئيسي في منظومة الانتقال الطاقي العالمي.