الشارع الرياضي يبحث عن ميثاق أخلاقي لإخماد “العنف الكروي” بالمغرب

تتجدد مظاهر “العنف الكروي” بالمغرب مع “المناوشات” التي حدثت بين جهوري الوداد الرياضي والجيش الملكي  السبت بشوارع الدار البيضاء، ما يفاقم تحديات سلطات المملكة في احتضان التظاهرات العالمية والقارية.

ونادى خبراء في المجال الرياضي بتفعيل جلسات “حوار وطني” بين كافة مشجعي الأندية المغربية لتبديد الخلافات والخروج بميثاق أخلاقي يجنب الشوارع والملاعب المغربية حالات الاحتقان المسيئة لصورة البلاد عالميا.

هشام رمرم، الإعلامي والخبير رياضي، قال إن “الحوار الوطني بين المشجعين المغاربة خطوة إيجابية نحو إيجاد حلول للحد من العنف المرتبط بالتظاهرات الرياضية، واعتراف من الدولة بأن التداول حول القضية يهم الجميع”.

وأضاف رمرم أن “الحد من العنف ليس أمرا سهلا”، وزاد: “ربما قرب تنظيم المغرب كأسي إفريقيا والعالم كان له دور في الدفع في اتجاه مناقشة صريحة للموضوع، وربما سيسرع هذا الالتزام تفعيل حلول ولو جزئية”، مستدركا بأنه “رغم ذلك تبقى الظاهرة أعمق مما يمكن تصوره”.

وفي هذا السياق أوضح الخبير الرياضي عينه أن “ما تعيشه الملاعب الرياضية بين الفينة والأخرى ليست الرياضة سببه المباشر، إذ إن هذه التظاهرات ليست سوى وعاء يوفر ظروفا معينة لممارسة العنف، منها التنافس والانتماء والرغبة في الفوز على حساب الآخر، ورفض الهزيمة، وإثارة الأحاسيس والعواطف، إلى غير ذلك من العوامل”.

وتابع المتحدث ذاته: “إن جمهور كرة القدم بالمغرب يأتي إلى الملعب محملا ومثقلا بأعطاب تسببت فيها سياسات عمومية ومؤسسات التنشئة. عندما يخبرنا المجلس الاقتصادي والاجتماعي عن أن ملايين الشباب لا يفعلون أي شيء في المجتمع دون تكوين أو عمل أو تدريب فهذه إشارة دالة، وعندما يعتبر أطفال وشباب أن الملعب أو العضوية في ألتراس هما الملجآن الوحيدان ليحصلوا على ما يرغبون فيه من عواطف وتضامن وتقدير فهذا من جهة يسائل دور باقي المؤسسات وتقصيرها في ما يبحث عنه أطفالنا وشبابنا”.

بدر الدين الإدريسي، إعلامي ومختص في الشأن الرياضي، قال إن “هذه الجلسات كانت من ضمن توصيات جولات المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، لما لها من أثر كبير على فتح النقاش بين مكونات أهم طرف في الملعب”.

وأضاف الإدريسي أن “ظاهرة الشغب تصعب دوليا معالجتها بشكل تام، ففي أوروبا رغم المبادرات المتقدمة لتعزيز التآخي وقيم التشجيع إلا أن مظاهر العنف والشغب مازالت حاضرة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “ما حدث بين جماهير الجيش الملكي والوداد الرياضي يعود إلى حالة الاحتقان والخلافات القديمة التي لم تنته بينهما منذ وقت طويل، ما استدعى منع عمليات التنقل لكلا الجمهورين حتى التأكد الأمني الكامل من غياب مظاهر العنف”.

وشدد الخبير ذاته على أن “تفعيل جلسات الحوار بين الجماهير المغربية سيفتح باب النقاش في صفوف أهم عنصر في هذا الموضوع، ما سيساهم في الوصول إلى حلول ناجعة”.

Exit mobile version