حلت، منذ أيام، الذكرى الرابعة لحادث انهيار صومعة مسجد باب البردعيين بمكناس، حيث بادرت جمعية شهداء المسجد إلى تنظيم وقفة تأبينية ترحما على أرواح الشهداء، وتعليق لافتتين الأولى بمدخل باب البردعيين التاريخي وأخرى قرب المسجد تخلد الذكرى المأساوية.
سبق أن بادر عدد من المتتبعين، بعد شهر من ذلك الحادث، إلى تأسيس “جمعية شهداء مسجد باب البردعيين” بهدف تتبع الوضع.
وكان نائب رئيس الجمعية عبد الإله الدجالي أشار آنذاك، في بلاغ للرأي العام، إلى الاحتفاظ بحق الدفاع عن عائلات الشهداء بكل الوسائل القانونية المتاحة، إلى جانب تنظيم اتصالات مع المسؤولين، والاستشارة مع رجال القانون.
واعتبرت الوقفة، التي استغرقت أزيد من ساعة في جوهرها استحضارا لحادث انهيار الصومعة، التي شهدها المسجد يوم 19 فبراير 2010، قبل أداء صلاة الجمعة، وهو انهيار خلف 41 قتيلا و75 جريحا، أغلبهم يتحدرون من الأحياء المجاورة، كجناح لمان، وفران نوالة، وتيزيمي.
تفاصيل الانهيار
ففيما لم يكمل المأمون نص الحديث “فمن لغا فلا جمعة له” ولم يستو الخطيب على كرسيه بالمحراب لتقديم خطبة الجمعة، هوت صومعة المسجد على رؤوس العشرات من المصلين بمعظم جنبات المسجد، باستثناء جناح النساء والجزء الغربي”.
انتشر الخبر بسرعة بمختلف الأحياء القريبة، وهرع المواطنون في اتجاه المسجد أو ما يطلق عليه بمسجد خناتة بنت البكار، في حين لم يتمالك الشباب والرجال أنفسهم، حيث اندفعوا متطوعين لإنقاذ المصابين بالاعتماد على الوسائل البسيطة من فؤوس ومعاول للبحث عن الجثث المدفونة تحت أكوام الأحجار والآجور والأتربة والأعمدة والأخشاب، قبل وصول عناصر الوقاية المدنية والشرطة العلمية والتقنية والقوات المساعدة والدرك الملكي وعناصر القوات المسلحة الملكية، حيث التحم الجميع في عملية انتشال الضحايا.
وفي الوقت الذي كانت عملية البحث عن الضحايا وانتشالهم متواصلة، كان أسطول سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة القادمة من مدن فاس والخميسات وإفران والحاجب وخنيفرة وسبع عيون وللوقاية المدنية وللقوات المسلحة الملكية تتقاطر باستمرار على مسرح الفاجعة، مع ما واجه هذه الأساطيل من صعوبات للوصول إلى موقع الحادث بسبب الحشود البشرية من سكان الأحياء المجاورة، الذين هرعوا إلى مكان الحادث للبحث عن ذويهم أو أقاربهم.
وفي يوم الحادث وصل إلى موقع الحادث وزيرا الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية ووالي جهة مكناس- تافيلالت ووالي أمن مكناس والوكيل العام باستئنافية مكناس ووكيل الملك بالمحكمة الابتدائية.
وتم آنذاك فتح تحقيق في ملابسات الحادث لتحديد المسؤولية، خصوصا أن الصومعة قبل انهيارها كانت مائلة.
وفي اليوم الموالي من الحادث، عادت أجواء الحزن لتخيم من جديد على ساحة باب البرادعيين والأحياء المجاورة لها، بعد أن بدأت سيارات الإسعاف تصل تباعا إلى الساحة، وهي محملة بجثامين الموتى، التي تم تسلمها من مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بعد الإجراءات الإدارية المرتبطة بذلك، حيث أقيمت صلاة الجنازة بساحة برادعيين وسط حشود من المواطنتين الذين غصت بهم الساحة، قبل أن تنطلق مواكب الجنائز إلى مقبرتي الشهداء والشيخ الكامل في جو رهيب.
تشبث أسر وأرامل الضحايا بحقوقهن
بادرت جمعية شهداء مسجد باب بردعايين إلى تنظيم وقفة تأبينية بمناسبة الذكرى الرابعة لحادث انهيار صومعة مسجد باب البردعيين ترحما على أرواح الشهداء.
وأهم ما ميز هذه الوقفة المؤثرة حضور أسر وأرامل شهداء المسجد تليت خلالها آيات من القرآن الكريم والدعاء لهم بالرحمة، قبل توجه عشرات الأسر وعائلات وأرامل شهداء مسجد باب البردعايين إلى مقبرة الشهداء المجاورة للترحم على الشهداء.
وأكدت الجمعية أنها لن تتنازل عن المطالبة بحقوق أسر وأرامل الضحايا بكل الوسائل القانونية المتاحة.

 
                     
   
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                    