كزولة.. التنمية المفقودة

مدينة كزولة
حجم الخط:

تعتبر مدينة كزولة (جزولة) بإقليم آسفي منطقة عبور بامتياز ، تتوقف فيها حافلات نقل المسافرين المتوجهة إلى أكادير والصويرة، أو تلك القادمة من الجنوب نحو الدار البيضاء والرباط.

أحدثت باشوية سبت كزولة سنة 1992 بعد أن كانت جماعة قروية. وشهدت المنطقة، في السنوات الأخيرة، نموا مطردا، بسبب نزوح سكان الجماعات المجاورة، وبات عدد سكانها يتجاوز حوالي 14 ألف نسمة، جزء مهم منهم يقطن بالبلدية ويشتغل في مجال التجارة.

وساهم موقع البلدية في محور طرقي استراتيجي في وجود رواج تجاري وخدماتي مهم، وهو ما جعل المسافرين المتوجهين نحو الصويرة أو أكادير يفضلون أخد قسط من الراحة بها، وتناول وجبات الأكل والمشروبات، وفي هذا الصدد، وضعت الجماعة الحضرية رهن إشارة العابرين والزائرين مجموعة من الخدمات.

يرى المتتبعون للشأن المحلي بمدينة كزولة بإقليم آسفي، أن هذه المدينة تعيش تهميشا وصفوه بـ”الكبير”، عمق أكثر واقعها الهش، إذ تحولت من مدينة لإنتاج الثروة إلى منطقة لإنتاج وتفريخ شتى الظواهر السلبية.

تستقبل كزولة زوارها ببحيرة من المياه العادمة تزكم رائحتها الأنوف، وبجحافل من المتسولين من مختلف الأعمار، دفعتهم الفاقة إلى استجداء الصدقات، إذ تراهم يحاصرون الحافلات، التي تتوقف في المدينة، التي تربط شمال المغرب بجنوبه، ويضايقون كثيرا المسافرين، أما الكلاب الضالة والعربات المجرورة، وفوضى الباعة المتجولين، فباتت من معالم مدينة تجمعت كل الظروف لتجعل منها منطقة مهمشة.

مجزرة الحافلات

المحطة الطرقية لسبت كزولة لا تلبي حاجيات السكان، إذ لا تستجيب للمواصفات الضرورية لخدمة المسافرين، إذ تنعدم فيها مكاتب بيع التذاكر ومستودع الأمتعة، وغيرها من المرافق الضرورية، إضافة إلى ضيق مساحتها، وتحويل عدد من مرافقها إلى دكاكين لبيع اللحوم، حتى أنها أصبحت توحي للزائر بأنها مجزرة، وليست محطة طرقية للنقل.

المقاهي الموجودة بالمحطة توسعت بشكل غير قانوني، إذ استولى عدد من أصحابها على الملك العمومي وأضافوه إلى مقاهيهم، واستغل بعضهم المساحات المضافة لتحويلها إلى محلات لبيع اللحوم.

أما الشارع الرئيسي، فأرصفته تعرضت بدورها لاحتلال من طرف أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، والإنارة العمومية به ضعيفة جدا.

تغيب في سبت كزولة فضاءات الترفيه والمساحات الخضراء، كما تشهد المنطقة تفشيا كبيرا لظاهرة البناء العشوائي، الذي ينبت كالفطر، في ظل عدم تفعيل قوانين الحد من هذه الظاهرة، وهو ما يساهم في تشويه مورفولوجية المدينة.

خطة تنموية

أوضح نائب رئيس المجلس الحضري لسبت كزولة أن المجلس وضع مخططا لإقامة حزام أخضر سيكون بمثابة متنفس حقيقي للسكان، والزوار.

ومن أجل مواكبة هذا النمو الديمغرافي، يعمل المجلس الحضري حاليا، حسب المتحدث نفسه، على إنجاز تصميم معماري جديد يتناسب مع الوضعية المعمارية الحالية، كما أن بلدية سبت كزولة تتوفر بها عدة تجزئات سكنية ستعمل على تخفيف الضغط، و توفير متنفس سكني حقيقي.

كما تم وضع مخطط مديري لتطهير السائل بمدن جمعة اسحيم، وسبت كزولة ، وثلاث بوكدرة، للحد من المشاكل البنيوية، التي تعاني منها هذه المراكز، خاصة مشكل صرف المياه العادمة، التي يتم التخلص منها دون معالجة مسبقة، الشيء الذي يشكل خطرا على السكان ويمس بالفرشة المائية ويهدد المجال البيئي بصفة عامة.

إن إنجاز هذه المشاريع، يضيف المصدر ذاته، سيمكن من تقوية البنية الأساسية للتطهير وتجهيز الأحياء وبعض المناطق القروية بقنوات الصرف الصحي، إلى جانب تجهيز المؤسسات الصناعية بالقنوات الخاصة بالنفايات الصناعية وإيجاد حلول لها.

وتبلغ تكلفة هذا المشروع الطموح، حسب المصدر نفسه، حوالي 400 مليون درهم، سينجز على ثلاث مراحل، ابتداء من 2014 إلى غاية 2025. ويهدف المشروع إلى حل مشاكل البنيات التحتية وتلبية حاجيات السكان، وتحسين جودة الحياة من خلال وضع تقنيات لمعالجة المياه العادمة، وإعادة هيكلة قنوات تصريف المياه الشتوية، مع إمكانية إعادة استعمالها في المجال الفلاحي أو سقي المساحات الخضراء، بالإضافة إلى أنه سيعرف بناء ثلاث محطات لمعالجة المياه العادمة وتجميع المياه الشتوية، محاطة بحزام أخضر، وربطها بقنوات تمتد على عشرات الكيلومترات بين المراكز الثلاثة.

كما ستتمكن الجماعة الحضرية لكزولة من الاستفادة من الاتفاقية التي تهدف إلى إنجاز برنامج تأهيلها خلال سنة 2014، والذي تقدر الكلفة الإجمالية لإنجازه بـ 13 مليون درهم، ويتضمن البرنامج إنشاء وتقوية الطرق والأرصفة، والإنارة العمومية، وتأهيل المساحات الخضراء، وتهيئة الساحات العمومية، وتهيئة مداخل المدينة.

والأطراف المتعاقدة في هذه الاتفاقية هي المجلس الإقليمي والمجلس الجهوي لجهة دكالة عبدة، والمجلس الإقليمي لآسفي، والجماعة الحضرية لسبت اكزولة، وزارة الداخلية.

وتتحدد التزامات الأطراف الموقعة على هذه الاتفاقية في إنجاز البرنامج، ودعم بنوده بجميع الوسائل الضرورية.

لقاء تواصلي

وتماشيا مع سياسة تعزيز دور المدن الصغيرة كمراكز أساسية لإنتاج الثروات وتحقيق النمو، قام والي جهة دكالة عبدة، عبد الفتاح البجيوي، أخيرا، بزيارة ميدانية إلى بلدية كزولة، للوقوف عن قرب على احتياجات السكان الملحة، وكذا الإنصات إلى مشاكلهم وانشغالاتهم اليومية.

بعد ذلك، عقد الوالي اجتماعا بمقر الجماعة الحضرية، تدارس فيه المسؤولون بعض القضايا والملفات التي تشغل بال سكان المنطقة، وعلى رأسها قطاعات النظافة والتطهير والتعمير.

كما دعا الوالي الحاضرين إلى إيلاء الأهمية لهذه القطاعات وتطبيق المقتضيات القانونية الرامية إلى صد جميع أشكال الاختلالات، التي تشوب هذه المجالات، خاصة في ما يتعلق بالبناء والتعمير.

كما تطرق المشاركون إلى مخطط التأهيل الحضري للمدينة، واستعرض أعضاء المجلس البلدي بعض الحاجيات ذات الطابع الاجتماعي والأمني والصحي والبيئي بالمدينة، منها على الخصوص إحداث مركب سوسيو ثقافي، ومفوضية للشرطة، وتزفيت وتبليط عدد من الشوارع والأزقة، وخلق بعض المصالح الإدارية، كما هو الشأن بالنسبة لمصلحة الضرائب.

ودعا والي الجهة إلى العمل على تشخيص الوضعية الراهنة وإيجاد الحلول الناجعة لمجمل القضايا موضوع اللقاء.