Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

فدرالية رابطة حقوق النساء تدعو إلى مراجعة شاملة لمدونة الأسرة وللمنظومة الجنائية

فدرالية رابطة حقوق النساء تدعو إلى مراجعة شاملة لمدونة الأسرة وللمنظومة الجنائية

دعت فدرالية رابطة حقوق النساء إلى تفعيل الإصلاح الشامل لمدونة الأسرة بما يضمن حقوقا متساوية للمرأة مع الرجل فيما يتعلق بانعقاد الزواج وفسخه وفي العلاقة مع الأطفال والولاية والميراث وملائمتها مع الدستور، ومع الاتفاقيات الدولية للحقوق الإنسانية للنساء.

وأكدت الفدرالية في بيان أصدرته بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الذي يصادف 10 أكتوبر من كل سنة، على ضرورة “مراجعة منظومة القانون الجنائي من حيث فلسفتها المبنية على التمييز والذكورية ومقتضياتها بما يتلاءم مع الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان ويضمن الحريات الفردية والجماعية”.

وشدد البيان الذي توصلت “الصحراء المغربية” بنسخة منه، على “ضرورة إخراج هيئة المناصفة ومكافحة جميع أشكال التمييز للوجود بشكل استعجالي مع مراجعة القانون 79.14 المحدث لها وفق مبادئ باريس وتمكينها من الصلاحيات والموارد التي تجعلها آلية لتتبع وتقييم السياسات العمومية في مجال المساواة ومناهضة التمييز القائم على النوع الاجتماعي”.

ودعا الى “تفعيل الآليات والميكانيزمات المؤسساتية الرامية إلى مناهضة التمييز والعنف وحماية النساء منه، وتجويد القانون 103 /13 بشأن العنف ضد النساء، وإصدار قانون إطار للمساواة للقضاء على كل أشكال التمييز بسبب الجنس”.

وثمنت فيدرالية رابطة حقوق النساء الاجراءات والمبادرات الإيجابية التي قامت بها الحكومة الحالية خصوصا تلك المرتبطة بالرفع من النشاط الاقتصادي للنساء وتشجيع المقاولات النسائية وبعض التدابير المرتبطة بالمناصفة بناء على مقتضيات القانون الإطار في مجال الاستثمار والمقاولات، وتشجيع التعاونيات النسائية وفتح بعض المبادرات لمحاربة البطالة لدى الشباب والنساء، وتكثيف التظاهرات الثقافية والفنية والرياضية التي تبرز ريادة النساء وتساهم في خلخلة العقليات وفي تغييرها، ومأسسة اللجنة الوطنية، واخراج قانون إطار حول الصحة، والشروع في مأسسة الحوار الاجتماعي، مع إقرار بعض المكتسبات  في الحد الأدنى للأجور وفي الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية التي ستسفيد منها النساء الموظفات والعاملات في القطاع الفلاحي، وفي القطاع الخاص.

وحسب الفيدرالية، فإن اليوم الوطني للمرأة للسنة الجارية يتميز بسياق الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش (30 يوليوز 2022) الذي دعا من خلاله جلالة الملك محمد السادس  إلى ضرورة مراجعة مدونة الأسرة وتجاوز الاختلالات والسلبيات التي أبان عنها تطبيقها،  وإلى تحيين مختلف الآليات المؤسساتية والتشريعات المتعلقة بحقوق النساء، والنهوض بقضاء الأسرة . مؤكدا على المكانة المهمة للمرأة الى جانب الرجل في ضمان التوازن والاستقرار الأسري والمجتمعي والنهوض بالتنمية الاقتصادية، وعلى ضرورة مراعاة المصلحة الفضلى للأطفال وحقوقهم.

وأضافت الفدرالية، أن مضامين الخطاب الملكي، عكست مطالب الحركة النسائية ومن بينها فدرالية رابطة حقوق  النساء، التي أثارت منذ سنة 2007 وبشكل متواصل  عدد من الثغرات والاختلالات التي واكبت وتواكب تطبيق المدونة ونبهت إليها في حملاتها وفي تقاريرها السنوية ضمنها مسألة التمييز واللامساواة في مجال الإرث في علاقة بالبنات والأطفال والنساء بصفة عامة، كما أطلقت الفدرالية سنة 2016 حملة من أجل المراجعة الشاملة لمدونة الأسرة وملاءمتها مع الدستور والمواثيق الدولية وبما يضمن المساواة وحقوق الأطفال وحرية المعتقد.

وتعرف هذه السنة مكتسبات ومستجدات حقوقية في مجال حقوق النساء، ابرزها انضمام المغرب للبروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وكذلك  تقديم تقرير المغرب أمام  لجنة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في 22 يونيو 2022، وكذلك التقرير الوطني للافتحاص الدوري الشامل الذي سيقدم أمام مجلس حقوق الإنسان خلال شهر نونبر المقبل، حيث ستسفر مختلف هذه الآليات على توصيات  موجبة للإعمال والتفعيل الرسمي احتراما لتعهدات المغرب أمام المنتظم الدولي وفي مقدمتها تحسين أوضاع النساء على مختلف المستويات المؤسساتية والتشريعية والواقعية.

 

Exit mobile version