Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

مراكش: شباب المجتمع المدني يتدارسون الحلول للتحديات الطاقية والغذائية والصحية بإفريقيا

مراكش: شباب المجتمع المدني يتدارسون الحلول للتحديات الطاقية والغذائية والصحية بإفريقيا

انطلقت، اليوم الخميس بمراكش، أشغال الدورة الثالثة لجامعة الشباب الرائد للمجتمع المدني الإفريقي، التي تنظم تحت شعار”الصمود الطاقي والغذائي والصحي لأفريقيا: أي دور للمجتمع المدني؟”.

ويلتئم خلال هذه التظاهرة، التي تنظم بمبادرة من مركز التنمية لجهة تانسيفت، بشراكة مع جامعة القاضي عياض، ومجلس مدينة مراكش، والمؤسسة الألمانية فريدريش ناومان من أجل الحرية، إلى غاية 22 أكتوبر الجاري، مائة من الفاعلين الشباب في المجتمع المدني يمثلون 20 بلدا إفريقيا جنوب الصحراء ونظراؤهم المغاربة بغية إثارة النقاش بشأن قضايا ذات صلة بالتحديات التي توجهها إفريقيا خصوصا في مجالات التغذية والصحة والطاقة.

ويبحث هذا الملتقى مواضيع متعلقة، على الخصوص، بالتنوع الثقافي والعيش المشترك والتعاون جنوب- جنوب والتنمية المشتركة.

وتشكل هذه الجامعة، فرصة للمشاركين لتبادل الأفكار وتقاسم المعرفة والخبرات حول الحلول المبتكرة وتبادل التجارب الناجحة داخل المجتمع المدني الإفريقي، ومناسبة لتسليط الضوء على دور الشباب الأفارقة في تنمية بلدانهم والقارة الإفريقية والإسهام في ترسيخ قيم العيش المشترك والتسامح والانفتاح على الآخر.

وأجمعت مختلف المداخلات على أهمية هذا اللقاء الذي يؤكد الرغبة القوية في التقارب والتعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الدول الأفريقية، مبرزين أن افريقيا تحتاج الى دعم مالي للتكيف مع تأثير حالة الطوارئ المناخية وتوفير الكهرباء المتجددة في جميع أنحاء القارة، والاستثمار في التعافي القوي من جائحة كوفيد-19 والطاقة المتجددة.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد أحمد الشهبوني رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، أن إفريقيا تعتبر ثاني أكثر القارات اكتظاظا بالسكان بعد آسيا، وتمثل 18 في المائة من سكان العالم، وتتوفر على ثروة كبيرة وموارد معدنية متنوعة.

وأضاف الشهبوني، أنه بالرغم من هذه التروات تبقى افريقيا أفقر قارة في العالم وتعرف استفحال البطالة في أوساط الشباب ونقص المعدات في البنية التحتية الأساسية. وأوضح، أن أن أزمة كوفيد 19 كشفت عن هشاشة البنية التحتية الصحية في البلدان الافريقية، كما أن أغلب السكان لايحصلون على الرعاية الطبية وتبقى التغطية الاجتماعية غير كافية على الرغم من الجهود المبذولة.

وأشار الى الأهمية تكتسيها التقنيات الرقمية لتسريع تعافي القارة، مؤكدا في هذا السياق، على ضرورة تعزيز التطور الرقمي والاهتمام بالشباب الإفريقي الرائد والمبدع باعتباره المحرك الحقيقي للابتكار.

من جانبه، أوضح الحسن احبيض رئيس جامعة القاضي عياض، أن اختيار موضوع هذه الدورة ينسجم تماما مع الرؤية الملكية الهادفة إلى تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، والذي جسدته الزيارات الملكية المتكررة لبلدان إفريقية لوضع إطار استراتيجي دائم للتنمية المشتركة، وكذا تعزيز التعاون العلمي والتقني مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأشار الى أن تعزيز التعاون بين الجامعات داخل إفريقيا يتطلب إنشاء دينامية إقليمية تهدف إلى تنسيق أنظمة التعليم العالي.

بدوره، نوه أحمد ليغوري  نائب رئيس جامعة “غراند بسام” بالكوت ديفوار، بتنظيم جامعة الشباب الأفارقة بالمغرب، الذي يعتبر أرضا للانفتاح والتسامح وكرم الضيافة ويعد رمزا للعيش المشترك، مشيرا إلى أن الرغبة في دمج القارة في حركة التاريخ تتطلب تدريبًا قويًا لشبابها لضمان سيادة الغذاء والطاقة، لأن الرأس المال البشري هو الثروة الحقيقية للقارة الافريقية.

وأوضح أن عقد مثل هذه اللقاءات تمكن من إرساء مواطنة إفريقية جديدة بما يجعلها حقيقة ملموسة، مشيرا الى أن إفشاء قيم العيش المشترك يفضي إلى تعزيز التفاعل والتبادل والتواصل بين الثقافات. وخلص إلى أن الشباب الأفريقي يحتاج إلى تدريب قوي لزيادة فرصه في النجاح داخل المجتمع.

وستنصب أشغال هذه الدورة التي ستمتد على مدى ثلاثة أيام على تنظيم محاضرات وورشات عمل مؤطرة من طرف خبراء ومتخصصين جامعيين إضافة إلى برمجة أنشطة ثقافية وفنية تعكس ثراء وتنوع التراث الثقافي الإفريقي، ليتوج هذا الملتقى بإصدار توصيات للشباب الإفريقي قصد المشاركة في الشأن العام المحلي و تحسين ظروف و حياة المواطنين الأفارقة.

Exit mobile version