الخطوات الأولى لأطفال سيدي مومن في التعليم ما قبل المدرسي

الخطوات الأولى لأطفال سيدي مومن في التعليم ما قبل المدرسي
حجم الخط:

رسوم وحروف زخرفت الجذران، فزادت فضاء قسمي التعليم الأولي بمدرسة الزهراوي العمومية بسيدي مومن بالبيضاء، جمالا وروزنقا، ما يعطي الانطباع أنك بمؤسسة تعليمية نموذجية.

أطفال أعمارهم تتراوح ما بين 3 و5 سنوات التفوا حول طاولات خشبية ملونة بألوان الطيف، ينصتون بإحكام إلى المعلمة، التي تلقنهم أبجديات التعليم قبل الولوج إلى التعليم الأساسي.

بمدخل مؤسسة الزهراوي يوجد قسمان للتعليم الأولي، أحدثا في إطار المشروع الذي أطلقته التجاري وفا بنك بشراكة مع جمعية “كاير أنترناسيونال” من أجل التعليم الأولي في منطقة سيدي مومن، التي تعاني التهميش.

لم تمنع التساقطات المطرية الغزيرة أطفالا في سن البراعم من الحضور في وقت مبكر إلى المدرسة. تقول أمينة كيري، مربية، “جميع الأطفال يواظبون على الحضور لحبهم للفضاء، خصوصا بعد أن وضعت رهن إشارتهم مختلف أنواع اللعب، وهُيء القسم بالأركان التربوية المتعلقة بركن اللعب والسوق أو الدكان والصباغة و تسجيل الحضور والغياب”.

وأضافت كيري إن التلاميذ أنفسهم يسجلون الغياب والحضور، ومن خلال هذه العملية يتعلمون عملية الحساب وعدد أيام الأسبوع، مشيرة إلى أنه من خلال ركن الدكان يتعلم التلميذ أيضا عملية الحساب والتعرف على أنواع الخضر والفواكه بطريقة ملموسة.

وبصوت خافت، قالت الطفلة زينب مريد (3 سنوات) “أطلب يوميا من ماما أن ترافقني إلى المدرسة، ولا أتغيب عن الحصة”، الشيء ذاته زكته قرينتها مروة.

كان الأطفال ينظرون إلى معلمتهم بعيون كلها أمل ورغبة في اكتساب أبجديات الحروف واكتشاف الأشياء بطريقة ملموسة وحية، فحماس هؤلاء الأطفال ولّد لدى مربيتهم طاقة مضاعفة، إذ تبين من خلال تصريحاتها أنها فوجئت بحب تلاميذها للمعرفة في سن مبكرة.

وببراءة الطفولة، رددت زينب “أنا مجتهدة، أدرس جيدا، وأنتبه للمعلمة التي تمحنا فترة الاستراحة من أجل اللعب سواء داخل الفصل أو بساحة المدرسة”.

أما الطفلة مروة، ذات البياض الناصع، فقالت “أنا سعيدة لأنني تعلمت كتابة الحروف”. والشيء ذاته زكاه باقي زملائها في الفصل.

وأرجعت المربية أمينة نجاح التجربة، رغم أنها في سنتها الأولى، إلى المناهج البيداغوجية التي درسوها خلال التكوين، الذي نظمته مؤسسة “كاير”، معتبرة أن تعلم أشياء حديثة خلال فترة التكوين، ساعد المربيات على تلقين الأطفال مناهج تعليمية بطريقة بسيطة ومتطورة جدا.

واستطاعت المربية، في ظرف ثلاثة أشهر، أن تلقن تلاميذها الصغار الكتابة والقراءة بطريقة جيدة.

وقفت التلميذة رجاء، التي لا يتجاوز عمرها 5 سنوات، ورفعت يدها وقالت بصوت طفولي بريء “معلمتي أريد أن أكتب في السبورة”، فسمحت لها المعلمة، فنهضت وكتبت بكل إتقان حروف الباء والتاء والجيم..

جرأة التلميذة رجاء أدهشت الجميع وتبين بالملموس أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 5 سنوات مكانهم الطبيعي هو المدرسة لقدرتهم خلال هذا السن على استيعاب الدروس وإتقان اللغات.

وما يلفت النظر بأقسام التعليم الأولي بمؤسسة الزهراوي هو حرص “كاير” على وضع مناهج جديدة للتعليم، تهم ركن الدكان، الذي يضم مختلف أنواع المواد الغذائية من قبيل “علب السمك والمربي والشاي والسكر والحليب والزيت..” ثم الخضر، مثل الجزر والبطاطس والطماطم. والفواكه، مثل التفاح والبرتقال والموز.

وعن الهدف من وجود ركن الدكان أجابت المربية أن بهذه الطريقة الذكية يمكن للطفل أن يدرس الرياضيات ويتعرف في الوقت نفسه على أنواع الخضر والفواكه.

أطفال رسمت الفرحة على وجوههم وهم يرددون “سنقرأ، ونواصل التعليم ونشتغل في مناصب عليا في البلاد”.

بات الأطفال خلال مدة ثلاثة أشهر قادرين على إتقان الكتابة والقراءة، وتعرفوا على أسماء مختلف أنواع الفواكه والخضر، كأنهم درسوا سنة بكاملها.

بعد مدرسة الزهراوي العمومية، كانت الوجهة مدرسة “ماما سميرة” الخاصة، بمنطقة سيدي مومن.

قالت حسنة زيات، مسيرة المدرسة، إن المشروع البيداعوجي ساهم في تغيير وتطوير عملية التدريس، فقبل البرنامج كنا نشتغل على المقررات، لكن حاليا، ومن خلال الاعتماد على عدد من الأركان، يمكننا أن نعلم الأطفال في ركن السوق مثلا، على أنواع وأسماء الخضر والفواكه، إذ نقدم للطفل قفة مملوءة بالفواكه والخضر ويعطي أسماء للأشياء التي يعرفها، ونحن نتولى عملية تلقينه أسماء الفواكه والخضر التي يجهل تسميتها” تقول كريمة بابتسامة عريضة “تعلمت أسماء الخضر والفواكه”،
وأضافت “أنا تعلمت كتابة الحروف والقراءة”، أما محسن، 5 سنوات، فردد بصوت مرتفع “أنا لا أشعر بالتعب أحببت الدراسة”.

تعزيز التعليم ما قبل التمدرس

جاءت زيارة “المغربية” لمؤسسات نموذجية لدعم التعليم الأولي بعد أن أطلق أخيرا بالمقر الرئيسي “التجاري وفا بنك”، بالدارالبيضاء، مشروع دعم التعليم ما قبل التمدرس بسيدي مومن، الذي يهدف إلى الحد من الهدر المدرسي، وزيادة فرص النجاح للأطفال المتحدرين من الأسر المعوزة.

ويهدف المشروع، الذي أطلق بتعاون بين مؤسسة “التجاري وفا بنك” ومنظمة “كاير أنترناسيونال ماروك” وبشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حسب مديرة البرنامج، خديجة بوفوس، التي رافقت “المغربية” خلال زيارتها لتلك المؤسسات، تعزيز التعليم وإعادة هيكلة التعليم ماقبل التمدرس بسيدي مومن، وتشجيع أطفال الأسر المعوزة على التعليم مع محاربة الهدر المدرسي.

وجرى خلال حفل إطلاق مشروع دعم التعليم الأولي، الذي حضره والي جهة الدار البيضاء الكبرى عامل عمالة الدار البيضاء خالد السفير، وعامل مقاطعات سيدي البرنوصي، محمد علي حبوها، والرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك، محمد الكتاني، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، خديجة بن شويخ، وتكريم عدد من المعلمين والمعلمات من 12 مدرسة تقع في سيدي مومن، استفادوا في المرحلة الأولى للمشروع من تكوين يسمح لهم بتحسين مهاراتهم وإعداد الأطفال للتعليم الابتدائي.

انطلقت المرحلة الأولى من المشروع، الذي يمتد لثلاث سنوات، في يناير 2013، وشملت 12 مدرسة عمومية وخصوصية.

وبدأت المرحلة الأولى من المشروع رفقة معلمين تدربا جيدا اعتمادا على مناهج تربوية وبيداغوجية جديدة وكتب مدرسية مناسبة، وفي فضاء مؤثث بمساحات مطابقة للمواصفات المتعارف عليها، وستخصص المرحلة المقبلة لمراقبة المدارس الأولى المستفيدة وتنفيذ الإجراءات المتبقية.

استفادة أزيد من 2000 طفل

استفاد أزيد من ألفي طفل تتراوح أعمارهم ما بين 3 و6 سنوات من هذا المشروع، إلى جانب 40 مدرسة عمومية وخصوصية، وعدد من الآباء، الذين استفادوا من تكوينات ومعدات ودورات تحسيسية ومشاريع مؤسساتية.

وزارة التربية الوطنية معنية بخلق مؤسسات لدعم التعليم الأولي

حاورتها: فاطمة ياسين – أكدت صوفي بييرز، مديرة “جمعية كاير المغرب”، أن إطلاق مشروع دعم التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن، جاء نتيجة شراكة مع مؤسسة التجاري وفا بنك والجمعية الدولية “كاير”، من أجل مساعدة أطفال الأسر المعوزة على التمدرس. وأفادت بييرز أن قيمة الدعم المالي الذي قدمته مؤسسة التجاري وفا بنك حدد في 3 ملايين الدرهم، لمدة ثلاث سنوات، من أجل خلق 40 مؤسسة تعليمية واستفادة 2000 طفل من التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن.
وترى بييرز أن وزارة التربية الوطنية معنية بخلق مدارس للتعليم الأولي، من أجل تعميم التعليم الأولي في مختلف الأحياء الهامشية.

كيف جاءت فكرة إطلاق مشروع لدعم التعليم الأولي، ولماذا اختيار منطقة سيدي مومن؟

– فكرة إحداث مشروع لدعم التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن هو اختيار مشترك ما بين مؤسسة التجاري وفا بنك وجمعية “كاير أنترناسيونال”، ومثل هذه المبادرات تحظى بالأهمية، خاصة في المناطق التي تعاني الفقر والتهميش.

ونقوم بمثل هذه المبادرات في المناطق شبه الحضرية التي توجد بها فئات عريضة محرومة من التعليم الأولي، ما تطلب منا تطوير المؤطرين والمكونين بإخضاعهم لتكوينات بيداغوجية.

وكان التركيز على عقد الشركات في سيدي مومن أيضا عاملا في اختيار المنطقة، لأننا نريد أن نشجع الشركاء الآخرين من القطاع الخاص لتعبئة للتعليم ما قبل التمدرس للأطفال المحرومين.

ما هي العراقيل التي واجهتكم، خلال إنجاز المشروع بمنطقة توصف بنقطة سوداء؟

– كما هو الحال فإن أي مشروع تنموي، يتطلب تنفيذ المشروع الخبرة في المجتمع والتعبئة الاجتماعية مثل جمعية “كاير” غير الحكومية تعمل بجدية وتحد. ويتمثل التحدي في ضمان مشاركة جميع أصحاب المصلحة في كل من القطاع الخاص والسلطات المحلية والدولة وممثلين عن الوزارات والمجتمعات المحلية، ولهذا السبب كل مشاريعنا تمر من خلال إنشاء لجنة توجيهية تضم جميع أصحاب المصلحة.

ماهي قيمة الدعم المالي للمشروع؟

– تبلغ قيمة الدعم المالي الذي قدمته مؤسسة التجاري وفا بنك في 3 ملايين الدرهم، لمدة ثلاث سنوات، من أجل خلق 40 مؤسسة تعليمية واستفادة 2000 طفل من التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن.

هل يمكن أن يتجاوز عدد التلاميذ، خلال السنتين المقبلتين ألفي تلميذ؟

– هدفنا في هذا المشروع هو الوصول إلى 2000 طفل، لكن إذا رغب شركاء آخرون في الانضمام إلى هذا المشروع، حينها يمكننا توسيع الأنشطة والأهداف.

هل يدفع أولياء التلاميذ مبلغا رمزيا خلال كل شهر؟

– نحن نهيء للمشروع شركاءنا، سواء في القطاع الخاص أوالعمومي، علما أنه كانت توجد بعض المدارس تهتم بمرحلة ما قبل التمدرس، وكان الآباء يدفعون مبلغا يتراوح ما بين 40 و150 درهما في الشهر، وهذا المبلغ يعتبر رمزيا مقارنة مع الوسائل والمعدات التي تتوفر عليها تلك المؤسسات.

هل وجدتم صعوبة في إقناع أولياء الأمور بأهمية مرحلة ما قبل المدرسة؟

– عندما وصلنا إلى منطقة سيدي مومن، لاحظنا أن أغلب الآباء لم ينخرطوا في هذا العمل الذي يهدف إلى تعليم أبنائهم وإنقاذهم من الهدر المدرسي، وليس ذلك لعدم اهتمامهم بالتعليم، ولكن لأن هؤلاء الآباء يعانون ظروفا صعبة جدا، لكن بعد عقد سلسلة من الاجتماعات من أجل زرع الثقة مرة في نفوس هؤلاء الآباء، تغيرت في الأخير نظرتهم، وباتوا يحبذون فكرة استفادة أطفالهم الصغار من التعليم الأولي، ودأبوا على حضور اللقاءت والنشاطات التي تنظمها المربيات، وشاركوا بدورهم في الاستفادة من المناهج البيداغوجية، لكن الملاحظ هو حضور الأمهات بصفة أكبر.

وكان الهدف من هذه اللقاءات أيضا هو تثقيف الآباء وتوعيتهم بأهمية التعليم الأولي قبل سن التمدرس.

بلغنا أن هناك أحياء في سيدي مومن الجديد يوجد بها عشرات الأطفال غير متمدرسين، هل هناك برنامج لتعميم المشروع في جميع الأحياء الهامشية بالبيضاء؟

– يجب أن يكون التعميم من مرحلة ما قبل المدرسة من أولويات وزارة التربية والتعليم، ومع ذلك، فإن الفكرة ليست فعالة على أرض الواقع، وبالتالي، يجب علينا تمديد العرض في المدارس الحكومية وعقد الشراكات مع المدارس الخاصة أو الرسمية في الأحياء المحرومة لتحسين جودة التعليم، ومساعدة الأطفال المحرومين من التمدرس.

محمد الكتاني، الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك:
الهدف نجاح المشروع والوصول إلى جودة المنتوج

أكد محمد الكتاني، الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك، أن خلق مشروع لدعم التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن، يدل هلى الاهتمام المحوري والهام في كل ما يتعلق بتربية أطفالنا، مشيرا إلى أن هذه التجربة مهمة جدا، لمساعدة أطفال يتحدرون من أسر معوزة من ولوج تعليم ذو جودة متوسطة.

وأفاد الكتاني “أن المشروع هو بشراكة مع “كاير”، وبما انني رجل ميداني، قمت بزيارة إلى سيدي مومن من أجل معاينة المشروع.

وأضاف الكتاني أن مؤسسة التجاري وفا بنك دأبت منذ سنوات على دفع نفقات تلاميذ بالأقسام التطبيقية ومتابعتهم، كما أطلقت تجربة منذ أربع سنوات بجامعة الأخوين بإفران، زكذلك خلق تجربة ماستر المالية بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء “الفوج رقم 7 حاليا”، وذلك بتقديم تسهيلات للطلبة، وذلك بتحقيق نتائج مهمة وتقدم كبير.

وأكد الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك أن الهدف من هذا المشروع هو محاربة الهدر المدرسي ومساعدة الأطفال ما بين 3 و 6 سنوات على التمدرس، وذلك عن طريق تحسيس آبائهم من طرف الجمعيات.

وتحدث الكتاني عن الزيارة التي قام بها إلى إحدى دور الصفيح اكتشف وجود فضاءات تعليمية لا تتوفر على معايير التعليم الأولي، وأطفال مكدسون داخل “براكة” الحجم الصغير، وأولياء أمورهم يدفعون مبلغ 50 درهم في الشهر.

وأكد الكتاني أن خلق مشروع للتعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن خلق الفرحة والسعادة لدى الأطفال، وتقرر إحداث 40 مؤسسة بشراكة مع مجموعة من المتدخلين من بينهم وزارة التربية الوطنية والجماعة الحضرية ومقاطعة سيدي مومن والمجتمع المدني.
وقال الرئيس المدير العام “أنا متأكد من نجاج المشروع والوصول إلى جودة المنتوج خلال مستوى الباكلوريا وبعد الباكلوريا”، مضيفا “ربما هذا المشروع يعطي انطلاق لمشاريع أخرى سواء على صعيد الدارالبيضاء، أو في كل المدن المغربية”.

خديجة بن الشويخ، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين:
مشروع يهم جميع المتدخلين والمنتخبين

قالت خديجة بن الشويخ، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدارالبيضاء “هذه فرصة لإيجاد شركاء ومسؤولين في المستوى لإطلاق مشروع مهم يتعلق بدعم التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن التي ينعدم فيها التعليم الأولي.

وأفادت بن الشويخ أن هذا المشروع هو اقتداء بما جاء في خطاب جلالة الملك الذي تحدث عن أزمة التعليم والمدرسة، مشيرة إلى أن هذا المشروع يهم جميع المسؤولين والمنتخبين.

وأضافت أن نسبة الهدر المدرسي بالدارالبيضاء مخيفة، تبلغ حوالي 97 في المائة، مشيدة بأهمية ودور التعليم الأولي في خلق تلميذ ناجح.

أحمد بريجة، رئيس مقاطعة سيدي مومن
مشروع دعم التعليم الأولي برنامج طموح

إطلاق مشروع لدعم التعليم الأولي بمقاطعة سيدي مومن هو برنامج طموح وأساسي يهدف إلى محاربة الهدر المدرسي بمنطقة تعيش الهشاشة والفقر والتهميش.

تعاني المؤسسات التعليمية بالمنطقة، التي تعرف وجود 34 “كاريان”، مشكل الاكتظاظ داخل الأقسام ما بين 46 و48 تلميذا في القسم الواحد.

وهناك العديد من المؤسسات المواطنة التي اختارت الاستثمار والاشتغال في هذا المجال بمنطقة سيدي مومن، من قبيل مركز أم كلثوم، ومؤسسة برادة…، في إطار شراكة مع المقاطعة والمجلس الجماعي، إضافة إلى عدد من الشراكات مع الجمعيات.
نحن فقط وفرنا الظروف المناسبة حتى يخرج هذا البرنامج إلى الوجود الذي أعتبره شخصيا تجربة ناجحة جدا.

وساهم في إنجاح هذا المشروع الكبير كل من مؤسسة التجاري وفا بنك، وعدد كبير من المتدخلين والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والكل يتوخى النجاح والاستمرارية لهذا البرنامج الاجتماعي.

عثمان بكاري، رئيس “منظمة كاير أنترناسيونال ماروك”
التعليم الأولي مفتاح الدراسة

نحتفل اليوم بإطلاق مشروع دعم التعليم الأولي بمنطقة سيدي مومن وتوزيع الشهادات التقديرية على المؤطرين الذين حصلوا على تكوين بيداغوجي.

وجاءت فكرة اختيار منطقة البرنوصي، من أجل خلق مشروع لدعم التعليم ما قبل التمدرس، بسبب الكثافة السكانية التي تعيشها تلك الأحياء وحرمان عدد من الأطفال من التعليم.

وبمجرد تقديم طلب التمويل من مؤسسة التجاري وفا بنك، اطلع المدير الرئيس العام على المشروع وحصلنا على الموافقة من أجل إنجاح هذا البرنامج الاجتماعي والإنساني الكبير، وتغيير نظرة المواطنين إلى سكان تلك المنطقة.

وجرى خلق 40 مدرسة للتعليم الأولي يستفيد منها حوالي ألفي طفل، واستفادة عدد من الآباء من تكوين بيداغوجي، وتزويد المدارس بالآليات الضرورية، على مدى ثلاث سنوات.

لدينا آلاف الجمعيات الديناميكية بالمغرب، لكنها في حاجة إلى مساعدة وتأطير من أجل إظهار استراتيجياتها، لهذا هدفنا هو مساعدة الجمعيات التي تسعى إلى النجاح والتطور في المجال الاجتماعي.

وهدفنا الأساسي مساعدة السكان ذوي الدخل المحدود والأسر المعوزة، خاصة النساء، بخلق مشاريع ومساعدة الأطفال في مجال التربية والتعليم.

سلوى بنمحرز، مديرة التواصل بمجموعة التجاري وفا بنك:
التعليم قبل التمدرس يحد من الفشل الدراسي

“إن الهدف الأساسي من مشروع التعليم الأولي هو دعم التعليم ما قبل التمدرس بسيدي مومن، من أجل الحد من التسرب والفشل الدراسي، لأن العديد من الدراسات حول العالم أظهرت أنه حتى يكون للأطفال حظوظ كبيرة في النجاح، ينبغي أن تبدأ عملية تعليمهم في سن مبكرة قبل 6 سنوات.

لدينا مشاريع لدعم النظام التعليمي منذ سنوات عديدة، وكان جرى دمج جميع مكونات المدرسة الابتدائية والنظام الجامعي، لكن تفتقر إلى مرحلة ما قبل التمدرس، لهذا نريد أن نعطي المزيد من الفرص للأطفال للنجاح في المدرسة. نتوقع ليس فقط تكرار مرة أخرى بل تذهب أبعد من ذلك، عن طريق تعبئة الشركات الخاصة الأخرى للانضمام إلى هذا المشروع أيضا لأنه حتى لو توفرت موارد كبيرة جدا ومهمة، على أية حال، لكن بواسطة التعبئة الكل سيكون في الموعد.

مصطفى كفا، مدير مدرسة الزهراوي العمومية:
مبادرة حققت نسبة من النجاح

خلق مشروع لدعم التعليم الأولي من طرف مؤسسة التجاري وفا بنك وجمعية “كاير أنترناسيونال”، مبادرة جيدة تهدف بالأساس محاربة الهدر المدرسي في صفوف الأطفال خاصة المتحدرين من الأسر المعوزة. فبمجرد انطلاق المشروع اعتاد هؤلاء الأطفال الحضور كل يوم ابتداء من الثامنة صباحا مرفوقين بأولياء أمورهم، نظرا لصغر سنهم، وتستمر الدراسة من الثامنة إلى الحادية عشرة، وتستأنف في الثانية ظهرا لتستمر إلى الخامسة مساء.

وبدعم من مؤسسة التجاري وفا بنك، عملت جمعية “كاير أنترناسيونال” على تجهيز قسمين بمدرسة الزهراوي العمومية بمواصفات عالية، إذ عملت على تبليط الجدران وتأثيث الفضاء بكراس وطاولات حديثة، تشجع الأطفال على الدراسة.

وبما أن المبادرة تضم أطفالا أعمارهم ما بين 3 و 5 سنوات، فإننا نمنحهم كل يوم استراحة لمدة 10 دقائق من أجل اللعب في ساحة المدرسة، حيث توجد مساحة خضراء وملعب رياضي.

أرى أن هذه التجربة حققت، خلال السنة الأولى، نسبة مهمة من النجاح، بعد تحسيس أولياء الأمور بأهمية التعليم الأولي، وحرصهم الشديد على تعلم أطفالهم ومرافقتهم إلى المؤسسة.

حسنة زيات، مسيرة بمدرسة “ماما سميرة الخاصة”:
التكوين البيداغوجي يساهم في التواصل مع الأطفال

كُلفت بتسيير مدرسة ماما سميرة، وأمثل جميع مربي ومربيات المؤسسات التعليمية للتعليم الأولي بسيدي مومن.

في بداية مشروع، لم يتقبل بعض أولياء الأمور الفكرة، لكن بعد عقد المؤطرين سلسلة من الاجتماعات تولد عنها قناعة الجميع بضرورة دعم التعليم الأولي في صفوف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و6 سنوات.

بدوري استغربت في البداية للبرنامج الذي سينجز في منطقة مهمشة، خاصة أننا نقطن في منطقة تعد نقطة سوداء، لكن بعدها قلت لا بد ألا نفوت الفرصة.

لكن حاليا الكل أشاد بتجربة المشروع، الذي أطلقته مؤسسة التجاري وفا بنك، بشراكة مع منظمة “كاير أنترناسونال”، بعدما تلقينا مجموعة من التكوينات البيداغوجية ، وبعدها جاءت الإصلاحات، إذ كانت أكبر مساحة في حدود 100 متر مربع وأصغرها 40 مترا مربعا.

كانت تلك الفضاءات تعاني مشكل الإضاءة والتهوية وتكدس الأطفال، إذ بفضل مؤسسة التجاري وفا بنك وجمعية “كاير أنترناسيونال” تم التغلب على كل تلك الصعوبات، واستفادت المؤسسة من الأدوات والمعدات، كما ساهم في تغييرها بشكل جذري، وكل هذا من أجل خلق فضاء يجذب الأطفال ويجعلهم يواظبون على التعلم.

وخلال التكوين البيداغوجي، تم التركيز على ضرورة السماح للطفل باللعب وعدم الضغط عليه، خلال مرحلة التدريس، لأن الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى اللعب، كما عملنا على تبسيط طريقة التعليم، وتسهيل التواصل مع الأطفال”.

وحرصا على راحة الأطفال وضعت “كاير” قاعة للراحة، بوضع أسرة رهن الأطفال في حالة شعورهم بالتعب أو رغبتهم في النوم، لأن هدفنا السهر على راحة الأطفال وتلقينهم تعليما جيدا.

نجاة شكري، رئيسة جمعية الصداقة للتعليم الأولي:
دعم التعليم الأولي مبادرة ناجحة

تربطنا شراكة مع جمعية “كاير”، من أجل النهوض بالتعليم الأولي في منطقة سيدي مومن، في البداية صادفنا عدم الوعي لدى الآباء في ما يخص تعليم أطفالهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و 4 و5 سنوات، بدعوى أن مكانهم الطبيعي هو اللعب في الأزقة، وهذا كله يرجع لغياب التوعية بمدى أهمية التعليم الأولي.

الحمد لله، مع “كاير” استطعنا تحسيس وتوعية أولياء الأمور بأهمية التعليم الأولي، كما تلقت المربيات تكوينا بيداغوجيا أهلهم لتدريس التلاميذ بطرق حديثة.

كما أن هذه المبادرة أضافت قيمة مضافة من خلال توفير “كاير” للمؤسسات التعليمية تجهيزات تتلاءم وطبيعة التعليم الحديث، مع العمل بمبدأ تكافؤ الفرص. إن إطلاق مشروع دعم التعليم الأولي بالمناطق المهمشة تجربة ناجحة، وستساعد الأطفال على كسب معارف ومبادئ التعليم الأولي قبل ولوج التعليم الأساسي.

ما أطلبه هو توفير فضاء للعب أمام المؤسسات التعليمية، لأن هؤلاء يميلون خلال مرحلة التمدرس إلى اللعب في فضاءات مفتوحة.