أكد المشاركون خلال المؤتمر الـ10 للجمعية المغربية لطب الأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، التي اختتمت أشغاله السبت بمراكش، على الأهمية الحيوية التي تكتسيها عملية استمرار التلقيحات بشكل خاص خلال الفترة ما بين الولادة و 18 شهرا، كما هو مخطط في تقويم التطعيم.
وشدد المشاركون ضمنهم خبراء مغاربة وأجانب في مجال علم اللقاحات وطب الأطفال، على ضرورة تتبع صحة الطفل والمواضبة عليه، خصوصا بالنسبة للأطفال المصابين بأمراض مزمنة للتأكد من حالتهم السريرية.
وأوضح محمد بوسكراوي رئيس الجمعية المغربية لطب الأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، أن هذه الجمعية العلمية المهتمة بشكل خاص بالأمراض المعدية لدى الأطفال وعلم اللقاحات، تتعهد بالمساهمة بنشاط في وضع توصيات للممارسات الجيدة.
وأكد بوسكراوي، في هذا الصدد، أن هذه التوصيات ضرورية، لإعطاء دينامية جديدة للتكفل بالأمراض المعدية لدى الأطفال والوقاية ومكافحة هذه الأمراض، التي ما تزال تشكل أحد المشاكل الكبرى للصحة العمومية.
من جانبه، أشاد زروالي خالد، أستاذ الميكروبيولوجيا بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء ومختبر الميكروبيولوجيا بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، بمشاركة العديد من الخبراء الأجانب في هذا المجال، من أجل التقاسم، والتبادل حول تجاربهم، وبالتالي توسيع النقاش حول إدخال التلقيح ضد الورم الحليمي البشري إلى المملكة، مؤكدا على نجاعة وتميز برنامج التلقيح الذي ينفذه المغرب، والذي تسهر عليه بعناية كبيرة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وجمعيات علمية أخرى، كما يدل على ذلك معدل التغطية بالتلقيح في المملكة، والذي تناهز نسبته 98 بالمائة.
وشكل هذا المؤتمر، الذي نظم تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، فرصة للمشاركين لتقاسم وتبادل المعارف، والخبرات والتجارب في مجال علم الأمراض التعفنية لدى الأطفال وعلم اللقاحات، مع الانفتاح أكثر على الممارسات الجيدة في ميدان التشخيص، والتكفل والعلاج، مع التركيز على آخر المستجدات في هذا المجال.
وجسد هذا المؤتمر، الذي تميز بتخصيص ورشات عمل حول “العلاجات بالمضادات الحيوية والموجات فوق الصوتية في التهاب الجنبة”، التزام الجمعية المغربية لطب الأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم بمواصلة التكوين المستمر، وبلورة توصيات وطنية، وكذلك نشر الدراسات المغربية المكرسة لعلم الأوبئة الوطني.
وتدارس المشاركون في هذا المؤتمر، العديد من المواضيع التي تكتسي أهمية كبيرة، ومن بينها، على الخصوص، مكافحة الأمراض المعدية، ولاسيما الاسهال الحاد لدى الطفل، الذي يبقى من بين الأمراض المميتة أكثر، إلى جانب الالتهاب الرئوي.
وتمحورت النقاشات خلال المؤتمر حول العديد من المواضيع، تتعلق ب”فائدة الاختبارات السريعة بالنسبة للأمراض المعدية”، و”فائدة وسائل التشخيص الجديدة في الأمراض المعدية”، و”دور التغذية في الأمراض المعدية”، و”علم اللقاحات: فيروس الورم الحليمي البشري، فيروس الروتا، المكورات السحائية، الأنفلونزا”، و”التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري: كان المغرب من بين الرواد في إفريقيا بإدخاله لقاح سرطان عنق الرحم في 12 أكتوبر 2022″.
وانصبت النقاشات على التلقيح، وخاصة ضد الورم الحليمي البشري ودوره في مجال محاربة سرطان عنق الرحم، بالنظر الى إدخال هذا اللقاح إلى المغرب في شهر أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى مواضيع همت “تطعيم الطفل المسافر”، و”اقتصاديات اللقاحات”، و”الالتهابات: السعال الديكي، الالتهابات العظمية المفصلية”، و”مراجعة التوصيات الوطنية بشأن الإسهال الحاد”، و”حالات الطوارئ المعدية: الحمى وتعفن الدم”.
يذكر أن الجمعية المغربية لطب الأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، التي تم تأسيسها سنة 2012، تجمع بين الكفاءات المغربية في هذا المجال، بهدف تعزيز وتطوير المعرفة بأمراض الأطفال المعدية وعلم اللقاحات في المغرب، وتطوير البحث العلمي الدولي في هذا التخصص، واقتراح الخبرة والتوجهات التي يجب اتباعها في مجال الوقاية من أمراض الأطفال المعدية، واستراتيجيات التطعيم الوطنية لوزارة الصحة في المملكة، وكذلك تقييم آثارها.
