ارتفاع الطلب على العناية المركزة لفئة الأطفال جراء انتشار الإصابات الفيروسية التنفسية

ارتفاع الطلب على العناية المركزة لفئة الأطفال جراء انتشار الإصابات الفيروسية التنفسية
حجم الخط:

تشهد الوضعية الوبائية لانتشار فيروسات الأنفلونزا الفصلية شدة كبيرة، مست بشكل ملحوظ عددا من الأطفال أقل من سنتين، لا سيما منهم الرضع لأقل من 3 أشهر، الذين أصيبوا بالتهابات شديدة القوة على مستوى القصبات الهوائية، من نوع VRS، والذي يشكل الفيروس السائد حاليا لدى الأطفال بنسبة 50 في المائة، والتي تطلبت استشفاءهم في المصالح الطبية المختصة بسبب وضعيتهم الاستعجالية، بشكل فاق الوضعية الوبائية لدى الأطفال التي سجلت السنة الماضية.

وفقا لما أفاده الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس جمعية “أنفو فاك-المغرب”، طبيب اختصاصي في طب الأطفال، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”.
وتطلبت الوضعية الصحية لهؤلاء الأطفال تدخلات طبية داخل مصلحة الإنعاش الطبي والعناية المركزة لمساعدتهم على التنفس، بسبب حالات الضيق وعجز وظائف جهازهم الرئوي على أداء مهمته الطبيعية بكل سلاسة ودون تدخل من الأجهزة الطبية، وهو ما تسبب في اكتظاظ على مستوى إحدى مصحات طب الأطفال بالعاصمة الاقتصادية، بسبب عدم كفاية الأسرة الطبية المخصصة إنعاش الرضع والأطفال، يبرز الدكتور سعيد عفيف، الذي يشغل أيضا عضوا بالجمعية المغربية لطب الأطفال بالقطاع الخاص.
وتأتي هذه الإصابات في سياق وبائي، يشهده المغرب في الفترة الحالية، والذي يتسم بحدوث إصابات متوازية بفيروسات “لاكريب” وفيروس كوفيد19، كما سجلته العديد من المصالح الطبية استنادا إلى الاختبارات المتعددة، نوع PCR multiplexe، الذي يسمح بالرصد الآني للإصابة بالفيروسات وتحديد نوعيتها.
وأوضح اختصاصي طب الأطفال نفسه أن الأمر مرده إلى ضعف المناعة لدى الأطفال لأقل من سنتين، سيما الذين يقل عمرهم عن 3 أشهر، ما يتطلب حمايتهم من عدوى الفيروسات، سواء المتعلقة بالأنفلونزا أو بكوفيد19، عبر ارتداء الكمامة وغسل اليدين وتفادي تقبيلهم وابتعاد البالغين المرضى أو المشكوك في إصابتهم عن الاقتراب من صغار السن. وينضاف إلى ذلك ضرورة الحرص على الرضاعة الطبيعية التي تقوي الجهاز المناعي لدى صغار السن.
وتتزامن إصابات الأطفال بالتهابات القصبات الهوائية، إصابة عدد منهم بداء السعال الديكي وبالتهابات على مستوى اللوزتين، من النوعية التي تتطلب علاجا بواسطة المضادات الحيوية بسبب التعفنات التي تتسبب فيها، درءا لمضاعفاتها الصحية على مستوى إصابة جهاز القلب بداء الروماتيزم.
وفي هذا الصدد، شدد الاختصاصي نفسه على ضرورة حرص الأسرة على تنظيف أنف الأطفال والحرص على تغذيتهم بشكل سليم، على مراحل خلال اليوم، لعدم إصابتهم بالإجهاد عند التنفس، علما أن من علامات إصابة الصغار بهذه النوعية من الفيروسات، سيلان الأنف، ضيق التنفس، التنفس من البطن، زرقة على مستوى الشفتين، الامتناع عن الرضاعة إلى جانب تسارع في ضربات القلب وسعال يشبه صوت الديكة أو ما يعرف بالسعال الديكي، يضيف الدكتور سعيد عفيف لرفع نسبة التدخل الإسعافي لدى الأطفال لحمايتهم من المضاعفات الصحية.