الطبيعة والبشر وراء معاناة جماعة بن سركاو بأكادير

نموذج للتهميش بجماعة بن سركاو
حجم الخط:

تواجه الجماعة الترابية “بن سركاو”، في أكادير، تحديات بنيوية عميقة، وليدة عوامل طبيعية، من قبيل التصحر وزحف الرمال، التي تم رفعها بفضل التشجير وإنشاء مستنبت بمواصفات عالية، مكنا نسبيا من تخفيف آثار هذا المد.

تواجه أيضا، هذه الجماعة تحديات أخرى، ليست أقل عمقا ولا أقل بنيوية، أنجبتها عوامل بشرية وأخرى تتعلق أساسا بتدبير الشأن العام المحلي، على مستوى تراب هذه الجماعة، التي شهدت، خلال العقدين الأخيرين، نموا ديموغرافيا سريعا ومضطردا، زادت من حدته موجة الوافدين من المستفيدين من برنامج مدن دون صفيح وغيرهم، واكبها زحف مهول للعمران.

هذا التوسع المفاجئ أفضى إلى ترامي أطراف الجماعة المذكورة وحركية شوارعها وأزقتها، وأدى بالتالي إلى ولادة أحياء هامشية كالديور الصفرين، الذي لم يستوح اسمه إلا من لون دوره، حيث يتجلى الفقر بكل ملامحه.

دور عشوائية بأشكال هندسية ومساحات مختلفة، وهشاشة واضحة في البنيات التحتية، ونقص ملحوظ في ما يتعلق بالإنارة العمومية، وأرصفة غير مبلطة، وغياب حاويات النفايات المنزلية..

وتعتبر السويقة واحدة من النقط السوداء، التي توحي بقتامة الوضع الذي يعيشه سكان هذه الجماعة وهي شاهد عيان على الفوضى العارمة، التي تعرفها هذه الجماعة برمتها، اكتظاظ وازدحام وتحرش بشتى أنواعه، سلع معروضة فوق الأرصفة لا تخضع لأي مراقبة، وباعة متجولون يتكاثرون بشكل ملفت للنظر.

أما عن المرافق العمومية فحدث ولا حرج، نقص كبير من حيث المرافق والخدمات والموارد البشرية، التي لا تؤتي أكلها بما يرقى إلى مستوى انتظارات المواطن.