لم يكن أمر زيارة لاجئين سوريين استقروا بأحياء نائية بمدينة وجدة سهلا، فأغلبهم يرفضون الحديث إلى الصحافيين، بدعوى أنهم يخشون من أن تنشر صورهم وينتقم منهم موالون لنظام بشار الأسد.
موفدة “المغربية” إلى وجدة: فاطمة ياسين
استطاعت “المغربية” بعد إلحاح، زيارة بعض العائلات السورية، التي قادتها ظروف الحرب إلى اللجوء إلى المغرب، بعد ترحيلها قسرا من الجزائر، وكانت البداية مع أسرة كريم وإيناس، التي تقطن بحي الجرف الأخضر، الذي يبعد عن مركز المدينة بحوالي 15 كيلومترا، وهو عبارة عن تجزئات حديثة البناء.
حكايات مؤلمة
في عمارة تتكون من أربع طوابق، صعدنا الدرج بخطوات متأنية مخافة أن نسقط بسبب العتمة، استقبلنا كريم، الزوج، وولجنا شقة تتكون من غرفتين ومطبخ، خالية من الأثاث المنزلي والأفرشة سوى من حصير وغطاء رث، لم نستطع الجلوس من شدة البرد الذي كان يتسلل إلى جسد إيناس النحيل، ورضيعها، حذيفة، الذي يعاني من ارتفاع درجة الحرارة.
كان أول شيء سأل عنه كريم”هل الأمر يتعلق بصحيفة توزع في سوريا، أم في المغرب فقط؟”، ظل الزوج يردد هذا السؤال ثلاث مرات، وحين اطمأن إلى أن الأمر يتعلق بجريدة مغربية توزع فقط في المغرب، واصل حديثه عن معاناتهم مع الحرب والقتال بسوريا، والهروب من جحيمها إلى لبنان ثم الجزائر، والصعوبات التي اعترضتهم وهم في طريقهم إلى المغرب مشيا على الأقدام.
وسرد كريم تفاصيل مجيئه من الجزائر إلى المغرب، منوها بالسلطات المغربية التي استقبلتهم في الشريط الحدودي، ونقلتهم عبر سيارة الدرك الملكي إلى الخيام التي نصبت لفائدة المهاجرين السوريين.
وأضاف كريم، الذي يشتغل صانعا للأسنان، بكل عفوية “والله العظيم الشعب المغربي أحسن ناس وجدنا المساعدة من بعض الجمعيات، التي منحتنا الألبسة والأغطية والأكل..”، مضيفا أن المشكل الوحيد، الذي يواجهه أغلب السوريين هو مبلغ الإيجار الشهري.
صمت كريم بضع دقائق، وردد “كيف لي أن أدبر مبلغ 2500 درهم في الشهر، وأنا وزوجتي لا نتوفر على مورد رزق، بل نعتمد على مساعدة بعض المواطنين”.
وقبل أن ينهي الزوج كلامه قاطعته زوجته إيناس قائلة “صعب جدا، ثمن الإيجار مرتفع ورضيعي يحتاج يوميا إلى حليب وحفاظات”.
اغرورقت عينا إيناس ورددت “كنا نعيش قبل الحرب حياة رغدة، زوجي صانع أسنان، وأنا ربة بيت، لكن نظام الأسد خرب البيوت ودمر المنازل وقتل أهالينا، وهجر الباقي”.
وأضافت إيناس بصوت حنق “قبل سنتين فقدت رضيعي الأول الذي كان عمره آنذاك 10 أشهر، بسبب حطب التدفئة، ورضيعي حذيفة مريض ونقلته اليوم إلى المستشفى، حيث وجدت المساعدة وأعطوني الأدوية”.
ورددت أم حذيفة بنبرة حزينة “بمجرد اندلاع الحرب بدأت القذائف والصواريخ تقسقط على منازلنا بمدينة حمى، ما اضطرنا إلى مغادرة سوريا في اتجاه بيروت، حيث مكثنا مدة سنتين، وفقدت ابني هناك”.
وأضافت إيناس أن الأوضاع بسوريا مأساوية جدا، وكل المواطنين يعيشون الرعب بسبب استعمال الجنود لمنازل الناس من أجل الاختباء والمناورة”.
لم تستطع إيناس مواصلة الحديث وهي تتذكر المشاهد المأساوية للقتلى، الذين كانوا يتساقطون تباعا أمام عينيها، فقط بدأت فبدأت تدعو الله أن تعود الأمور إلى نصابها، حتى يتمكنوا من العودة إلى بلدهم آمنين.
بعد طرد المهاجرين السوريين من الجزائر وجدوا أنفسهم يواجهون خطر الطريق التي وصفوها بالوعرة والمرعبة.
طرد وإهانة
أما عبد الوهاب، وهو اسم مستعار، فصرح لـ”المغربية”، أنه بالفعل السلطات الجزائرية رحلتهم قسرا إلى الحدود المغربية الجزائرية.
وفي الوقت الذي حاول أحد مرافقيه إسكاته، ردد عبد الوهاب بصوت عال “لن يرعبني أحد، سوف أقول الحقيقة، فعلا السلطات الجزائرية طردتنا من أراضيها”.
وأضاف بعد أن انهمرت الدموع من عينيه “شعرنا أننا شعب غير مرغوب فيه، فكيف لبلد عربي أن يطردنا ونحن نجتر وراءنا ويلات الحرب”.
تساءل عبد الوهاب مستغربا “هل الجزائر بلد مسلم وديمقراطي وحقوقي؟، علما أنه صادق على العديد من الاتفاقيات الدولية في مجال حقوق الإنسان”.
وكشف رفيق ثالث اسمه عمار أنهم بالفعل تعرضوا لمعاملات قاسية من طرف السلطات الجزائرية، منذ أن حلوا بمطار هواري بومدين، مشيرا إلى أنه لولا حسن الاستقبال من طرف السلطات المغربية لكان مصيرهم الضياع أو الموت.
وتساءل عمار “كيف لدولة مسلمة أن تطرد أهالينا من أراضيها دون أن تأخذ بعين الاعتبار الأطفال والنساء”، ووصف عمار ما قامت به الجارة الجزائر بأسلوب اللاأخلاقي واللاإنساني.
وفجأة انشرحت قسمات وجه عمار وردد بصوت ضاحك “إن روح التآزر والتكافل التي وجدناها لدى السلطات المغربية والمواطن الوجدي أنستنا مرارة العذاب الذي ذقناه من طرف حرس الحدود الجزائري”.
رحلة عذاب
صرح أغلب المهاجرين السوريين أن السلطات الجزائرية طلبت منهم مغادرة الجزائر فورا، كما لم تُجد توسلات النساء اللواتي يحملن أطفالهن، ولم تمهلهم وقتا ولفظتهم على الحدود الجزائرية المغربية.  
ناموا في العراء ثلاثة أيام في الجزائر، والبرد القارس يلسع أجساد الأطفال والشيوخ، دون أن تحن قلوب السلطات الجزائرية، التي حسب المهاجرين، أهانتهم بألفاظ كلها سب وإهانة.
“ذقنا مرارة العذاب والذل”، هذا ما قاله عماد، عامل بناء، مضيفا “لن أنسى أبدا ما فعلته السلطات الجزائرية بنسائنا وأطفالنا”.
قال محمد، أستاذ، “بصراحة لن ننسى تعامل السلطات المغربية والجمعيات الحقوقية والطبية، قاموا حقا بالواجب وأكثر، قدموا لنا الأكل والشرب والأغطية”.
وردد بصوت عال “لم تنعم علينا جارتكم الجزائر بالأكل والشرب والأغطية، بل طردتنا دون مراعاة أوضاع نسائنا وأطفالنا”.
وردد محمد “لم يبق شيء أقوله سوى حسبنا الله ونعم الوكيل في نظام بشار وتعامل الجزائر”.
لم يكن أغلب السوريين المطرودين من الجزائر يعلمون العلاقة الدبلوماسية بين الجزائر والرباط ليست متينة، ذلك أنهم لا يتابعون الأحداث والأوضاع السياسية والصراعات التاريخية في الدول المغاربية، بل وجدنا لديهم اهتماما فقط بالوضع داخل لبنان وفلسطين.
حسن الاستقبال
أجمع أغلب المهاجرين السوريين على أنهم وجدوا حسن الاستقبال من طرف المغاربة، وأن السلطات المغربية تولت عملية استقبال المهاجرين السوريين عند الحدود، بعد أن أخبرت الجمعيات العاملة في المجال لتقديم المساعدات، ومن بين الجمعيات التي لم تتوان لحظة واحدة في تقديم المساعدة “جمعية الوفاء من أجل التنمية الاجتماعية بأهل أنجاد بوجدة”، التي نصبت، بدعم من السلطات المغربية، خياما من أجل إيواء المطرودين من الجزائر.
وذكرت مصادر حقوقية أن ما قامت به السلطات الجزائرية تجاه السوريين دليل قاطع على تحين الفرصة للإساءة للمغرب، ورغبتها في تصدير كل المشاكل إليه.
طلب المساعدة
كان الحديث بين الأهالي عن كيفية جمع مساعدات مالية من أجل دفع وجيبة الكراء التي تتراوح ما بين 700 درهم و 2500 درهم، وكذلك طلب المساعدة لإطعام أطفالهم.
قالت أليسيا، الشهيرة بأم ليندا، لـ “المغريية”، “أطلب المساعدة لجمع مبلغ الإيجار المحدد في 1500 درهم، إضافة إلى مصارف الأكل والشرب”.
تجلس أليسيا وهي تحضن ابنتها ليندا، التي لم تكمل الشهر السادس، ويدها ممدودة إلى الأعلى، مرددة عبارة “يا خلق ساعدوا إخوانكم السوريين”.
عاينت “المغربية” اللاجئين السوريين بالقرب من المساجد، حيث كانت الوجهة إلى الأحياء التي يقطنها هؤلاء اللاجئون، وهي “السلام”، و”الجرف الأخضر”، و”الأندلس”، و”سيدي يحيى”، لكن فوجئنا بمساكنهم خالية سوى من أطفال وشيوخ.
وأخبرنا من طرف بعض السوريين أن اللاجئين من الرجال والنساء والشباب يتوجهون منذ الصباح الباكر إلى وسط المدينة طلبا للمساعدة، ولا يعودون أدراجهم إلا في وقت متأخر من الليل.
وأكد الأيوبي، لاجئ سوري مسن، أن السلطات الأمنية أخبرتهم بعدم السماح للصحافيين بالحديث معهم أو التقاط صور، إلا في حالة توفرهم على اعتماد من المصالح الأمنية.
وتبين من خلال الحديث مع اللاجئين السوريين أن لديهم تخوف من نشر حكاياتهم وصورهم، حتى لا يعرف بعض الموالين لنظام بشار مكانهم ويتعرضوا للتصفية الجسدية.
هند وميساء وأليسيا وفاطمة، أسماء لفتيات وأمهات سوريات صغيرات السن اخترن الجلوس أمام المساجد الكبرى بمدينة وجدة، يطلبون المساعدة من المارة.
تقول هند “والله العظيم أخجل من نفسي حين أمد يدي وأطلب المساعدة من المواطنين المغاربة، أشعر بمجرد الإدلاء بجواز سفري أنني فقدت كرامتي وكبريائي”.
وأضافت هند، التي احمرت وجنتاها من شدة البرد “أغادر البيت في السابعة صباحا في اتجاه مركز المدينة من أجل طلب المساعدة لدفع ثمن الكراء وتغطية مصاريف الاحتياجات الضرورية.
ميساء ترتعش يداها النحيفتان، وأسنانها تصطك من شدة البرد، لكن تقول “لا يهمني أن أموت من البرد القارس، الأهم أن أوفر لطفلي الغذاء”.
الأسبقية للسوريين
رافقت “المغربية” أسرة كريم وإيناس إلى قسم المستعجلات بمستشفى الفارابي، بعدما طلبا المساعدة من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من أجل تسهيل عملية الولوج.
لقيت أسرة كريم العناية اللازمة داخل المستشفى، إذ تولى طبيب مختص عملية الكشف عن رضيعهما حذيفة، الذي يعاني ارتفاعا في درجة الحرارة وسيلانا في الأنف. وسلم الطبيب لها الأدوية الخاصة بالحمى والزكام، وطلب منهما الالتزام بتناول الرضيع الدواء في الأوقات المحددة.
وفي المساء حين زارت “المغربية” أسرة كريم وجدنا أن حذيفة بدأ يتماثل للشفاء، إذ انخفضت دراجة حرارته وتوقف سيلان الأنف.
ونوه والدا حذيفة بحسن استقبالهما بالمستشفى وتسليمهما الدواء مجانا وحرص الطاقم الطبي على إعطاء الأولوية للمهاجرين السوريين.
مهمتنا مساعدة المهاجرين وتفقد أحوالهم
صرح جواد التلمساني، منسق لجنة الهجرة واللجوء بفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوجدة أن اللجنة انتقلت إلى الحدود الجزائرية وعاينت المهاجرين السوريين، الذين دخلوا على شكل دفعات، وتحدثت معهم وتولت عملية متابعتهم والتنسيق مع بعض الجمعيات لمساعدتهم.
وأضاف منسق لجنة الهجرة أن مشكل التواصل بين اللهجتين الجزائرية والسورية، وعدم إيجاد محلات سكنية، كانت أيضا من بين الأسباب، التي جعلت السوريين يفضلون المجيء إلى المغرب.
وأفاد التلمساني أن بعض المهاجرين، حسب تصريحاتهم، لم يتعرضوا لأية اعتداءات خلال مرورهم بالشريط الحدودي الفاصل بين الجزائر والمغرب.
وأفاد التلمساني أن مهمة اللجنة تتجلى في تقديم المساعدة والتنسيق مع بعض الجمعيات العاملة في المجال، موضحا أن اللجنة تقوم بزيارات مستمرة للسوريين وتتفقد أحوالهم.
مائة سوري طردوا من الجزائر
أفادت مصادر أن السلطات الجزائرية رحلت أكثر من 100 سوري من الجزائر عبر الشريط الحدودي ونقطة زوج بغال الحدودية، في الفترة ما بين 25 و28 يناير الماضي.
مابين 2500 و3000 سوري حلوا بالمغرب
حسب جهاد فرغون، منسق رابطة السوريين الأحرار في الدول المغاربية، بلغ عدد السوريين الذين حلوا بالمغرب منذ بدء النزاع في سوريا، حوالي 2500 سوري.
مصادر “المغربية” افادت أن عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا مدينة وجدة حوالي 3000 لاجئ، من بينهم رجال ونساء وشيوخ وشباب وأطفال، أجبرتهم ظروف الحرب على النزوح إلى الدول الآمنة.
ألف سوري طلبوا اللجوء
أفادت مصادرنا أن مارك فاوي، المسؤول في المفوضية العليا للاجئين بالرباط، أكد أن السوريين طالبي اللجوء في المغرب، استأنفوا تسجيلهم منتصف شهر دجنبر الماضي، ويبلغ عددهم حوالي 1000 سوري تقدموا بملفاتهم.
وأضاف أن اللاجئين السوريين ينتظرون قرارا من السلطات المغربية، توفر لهم وفقه الحماية المؤقتة التي من شأنها أن تسمح لهم بالبقاء في الأراضي المغربية والاستفادة من برنامج للمساعدة.
المغرب بلد آمن والسوريون عاشوا وضعية صعبة بوهران
أكد الحسن عماري، باحث في شؤون الهجرة وقضايا اللجوء بوجدة، لـ “المغربية”، أنه من خلال العمل الميداني تبين أن اللاجئين السوريين أتوا عبر الجارة الجزائر، بعد وصولهم من كل من تركيا وبيروت والأردن.
وأفاد عماري أن بعض اللاجئين اختاروا الدخول إلى المغرب على اعتبار أنه بلد آمن وينعم بالاستقرار.
وأضاف الخبير في شؤون الهجرة أن السوريين وجدوا في مدينة وجدة الرعاية التضامنية الظرفية، بينما على المستوى الاستراتيجي المستقبلي ليست هناك رؤية أفقية، بسبب غياب مراكز إيواء الأمهات والأطفال، خاصة أن المغرب وقع على اتفاقية حقوق الطفل.
وتحدث عماري عن المساعدات التي قدمتها منظمة أطباء العالم، التي شملت الألبسة الصوفية والأغطية والأدوية، إضافة إلى علاج المرضى منهم، وإجراء فحوصات للأطفال والأمهات.
وأوضح المتحدث أن المهاجرين السوريين عانوا داخل منطقة وهران وضعية صعبة، ومعاملة غير إنسانية، مشيرا إلى أنه بدخولهم التراب المغربي ظهرت عليهم علامات التعب بسبب المسافات الطويلة التي قطعوها من الجارة الجزائر للوصول إلى المغرب.
وأضاف أنه خلال عملية الكشف عن المهاجرين السوريين تبين أنهم يعانون أمراضا جلدية والربو والحساسية وارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى مرض العيون.
وأكد عماري أن بعض الأطفال لحقوا بآبائهم بالمغرب، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين النازحين إلى المغرب مرشح للارتفاع.
معالجة وضع السوريين تتطلب قرارا حكوميا لأنه يتعلق بسيادة المغرب
قال محمد العمرتي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بوجدة، التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لـ”المغربية” إن اللجنة بطبيعة اختصاصها ومهامها المتمثلة في الرصد والمتابعة للقضايا التي لها علاقة بحقوق الإنسان، تابعت خلال الأسابيع الماضية دخول عدد من اللاجئين السوريين إلى مدينة وجدة، قادمين من الجزائر.
واعتبر العمرتي هذا الدخول ليس بالجديد، ذلك أنه سبق أن رصدت اللجنة فئة من السوريين والسوريات مصحوبين بأطفالهم، يطلبون المساعدة من المواطنين المغاربة أمام المساجد الكبرى.
وقال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، إن هؤلاء اللاجئين اختاروا المغرب، حسب تصريحاتهم، بناء على اتصالات أجروها مع أقاربهم الذين ولجوا المغرب من مدة، وأعطوهم انطباعا جيدا عن بلدنا، إضافة إلى أن المغرب بلد الاستقرار وله القدرة على توفير الحماية، ولديه تقاليد راسخة في استقبال اللاجئين والأشقاء العرب والمسلمين.
وعن ربط دخول اللاجئين السوريين بالترحيل القسري من الجزائر، قال العمرتي “نحن ليس دورنا التأكيد على أنه ترحيل قسري، نحن كلجنة حقوقية مهمتنا الاطلاع على الأوضاع التي كانوا عليها والاستماع إليهم ومعرفة حاجياتهم الأساسية والمستعجلة، وذلك بالاتصال ببعض الجمعيات”.
وكشف رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان أن اللجنة انتقلت إلى الحدود مرفوقة بجمعية أطباء العالم، التي قدمت المساعدات للاجئين وأجرت فحوصات طبية ووزعت الأدوية على المرضى.
وأكد العمرتي أن اللجنة الجهوية قدمت تقريرا في الموضوع إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، علما أن الأخير يتابع ملف السوريين منذ مدة، من أجل إيجاد معالجة حقوقية وإنسانية منسجمة مع الالتزامات الدولية للقانون الدولي لحقوق الإنسان واللاجئين.
وأضاف العمرتي “نحن ننظر إلى المشكل في وجه شمولي، وهو أن نصل إلى معالجة متوافق عليها مع السلطات العمومية لمعالجة وضع السوريين، وهذا أمر يتطلب قرارا حكوميا، لأنه يتعلق بسيادة المغرب وبضرورة احترام التزاماتنا على المستوى الدولي وتفعيل المقاربة الحقوقية والإنسانية التي أعلن عنها صاحب الجلالة بشأن وضعية المهاجرين غير النظاميين”.
وأضاف العمرتي أن هؤلاء المهاجرين الفارين من الحرب في حاجة إلى حماية سواء في المغرب أو في دول أخرى، من خلال المصادقة على اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين. وفي هذا الصدد، قال العمرتي، إن دور اللجنة الجهوية في هذا المجال هو الدعوة لتوفير حماية مؤقتة لهؤلاء اللاجئين انسجاما مع التزامات المواقيت الدولية للمغرب في مجال حماية اللاجئين.
واعتبر رئيس اللجنة الجهوية أنه من خلال موقف المغرب الحقوقي سمح لهؤلاء المواطنين بالدخول إلى أراضيه وجرى نصب خيام لاستقبالهم.
وذكر العمرتي أنه في حال وجود الأطفال القاصرين غير المصحوبين بأولياء أمورهم، يجري تنبيه المسؤولين على مستوى وزارة الداخلية والمكلفة بشؤون الهجرة والجمعيات العاملة في المجال، بالأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني والحقوقي ومراعاة حقوق الطفل ومصيره بشكل يضمن له حماية، اقتداء بالمصلحة الفضلى للطفل، حتى لا يسقط هؤلاء الأطفال في يد شبكات الاتجار في الأطفال.

 
                     
   
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                    