تكتسي وجبة الفطور أهمية كبيرة بالنسبة إلى الصحة، سواء للأطفال أو البالغين، إذ أنه يغطي 25 في المائة من احتياجات الجسم في اليوم، ويمنحه الكمية الكافية من الطاقة التي يحتاج إليها خلال النهار، وبالتالي يعطي القدرة على العمل والتركيز في المدرسة.
وأفاد البروفيسور جعفر هيكل، أخصائي في مجال السلوك الغذائي والطب الوقائي، في لقاء صحفي نظمته مؤسسة “نسليه”، السبت الماضي في الدارالبيضاء، حول موضوع الفطور الصحي، أن المحافظة على تناول وجبة الإفطار، تكتسي فائدة كبيرة للصحة.
وأكد هيكل أن وجبة الفطور، هي من أهم الوجبات اليومية، إلا أنه للأسف يتجاهلها العديد من الأشخاص، ويؤجلون مواعد أخذها. وتبعا إلى ذلك، حذر هيكل من الخروج من البيت بمعدة فارغة، وتأجيل ذلك إلى مقر العمل أو المدرسة، لتناول بعض المأكولات السريعة التي تضر بالصحة.
وحذر اختصاصي التغذية الأسر المغربية من تجاهل خطورة إفطار الأطفال بـ”الشيبس” أو “البسكويت” أو “البيتزا” في فترة الصباح، لعدم نفعيتها لصحتهم مع احتوائها على مواد حلوة، ما يتسبب في السمنة وأضرار صحية متنوعة.
وتبعا لذلك، وجب الحرص على توازن غذائي، يرفع من مستوى تركيز الطفل خلال الدرس، والمحافظة على مستوى عال من درجة التتبع، تتراوح ما بين 4 إلى 10 في المائة، يقل خلالها شعور الطفل بالعياء أو الضجر.
وذكر هيكل أن من مكونات الفطور الجيد، تناول خبز القمح الصلب، ومواد ذهنية مكونة من الزيت الطبيعي، ومنه زيت الزيتون، متحدثا عن أنه لا يجب الإفراط في تناول المواد الذهنية، إلى جانب مواد مكونة من حبوب القمح وفاكهة ومنتوج حليبي، ومشروب ساخن، ما يرفع من نسبة الألياف والكالسيوم والفيتامينات والأملاح المعدنية في جسم الإنسان، في مقابل مساهمته في خفض نسبة الكوليسترول والسعرات الحرارية الزائدة والذهنيات.
يشار إلى أن جسم الإنسان يحتاج إلى ما بين 50 في المائة إلى 55 في المائة من الكاربوهيدرات في اليوم، وما بين 30 في المائة إلى 35 في المائة من الدهنيات، وما بين 10 و15 في المائة من البروتينات.
يشار إلى أنه شارك في اللقاء المذكور، أكثر من 200 شخص، في إطار مبادرة ضمن حملة تحسيسية تنظمها نستله، بهدف توعية المستهلكين بأهمية وجبة الإفطار في التغذية، نظرا للمكونات الأساسية والفيتامينات والأملاح المعدنية التي توفرها، والتي تعتبر لازمة لضمان التوازن والصحة الجيدة لجميع أفراد الأسرة.
ما هي فائدة وجبة الفطور؟
أثبتت الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أنه عند إهمال وجبة الفطور يحتفظ الجسم بمعدل حرق منخفض حتى وقت الغذاء بغرض الحفاظ على الطاقة الموجودة به مسبقا، ما يتسبب له في الشعور بالإرهاق والتعب، نتيجة القيام بأي مجهود بدني ولو بسيط.
وعليه ينصح الخبراء بأن تحتوي وجبة الفطور على جزء كبير من الكربوهيدرات المعقدة، التي تحتاج إلى وقت طويل لهضمها ما يحافظ على توازن الجلوكوز في الدم، وإمداد الجسم بالطاقة التي يحتاجها لبدء نشاطه في الصباح الباكر.
في ما يلي نقدم مجموعة من النصائح الغذائية التي تفيد في تنظيم وجبة فطور صحية، من أهمها:
– شرب كأس من الحليب البارد منزوع الدسم والمحلى بملعقة من عسل النحل الصافي.
– تناول وجبة خفيفة بعد وجبة الفطور وقبل الغذاء بنصف ساعة، مثل تناول ثمرة من فاكهة التفاح التي تعمل على امتصاص الدهون الزائدة من الطعام في الأمعاء والتخلص منها مع الفضلات، أو تناول ثمرة من الموز الغني بمعدن البوتاسيوم المهم في سلامة الجهاز العصبي والحد من الشهية، أو تناول ثمرة من البرتقال أو الجوافة المحتوية على فيتامين C، الذي يعمل بدوره على زيادة سرعة الاستقلاب الخلوي في الجسم وبالتالي إنقاص الوزن.
– ينصح أن تكون وجبة الفطور غنية بالمعادن والفيتامينات المهمة. فمثلاً يؤدي تناول الحليب منزوع الدسم إلى إمداد الجسم بحاجته من الكالسيوم المفيد في تقوية العظام وتقليل الإصابة بهشاشة العظام خاصة للمرأة بعد سن الأربعين.
ويؤدي تناول أنواع معينة من الفاكهة والخضروات في وجبة الإفطار كشرائح الخيار والطماطم، إلى جانب قطعة صغيرة من الجبن الأبيض منزوع الدسم يليها تناول ثمرة من الكيوي أو البرتقال أو الفراولة إلى إمداد الجسم باحتياجاته من الطاقة والفيتامينات ومساعدته على القيام بوظائفه الحيوية بكفاءة كعملية الهضم وما شابه ذلك.
– تجنب تناول الأطعمة المقلية أو الوجبات صعبة الهضم في وجبة الإفطار، بسبب احتوائها على نسبة عالية من الزيوت والدهون كما في البطاطس المقلية أو نتيجة الشعور بالانتفاخ الناتج عن تناول الفول وما شابه ذلك من الأطعمة الأخرى.
– ينصح الخبراء بالجمع بين عنصري البروتين والكربوهيدرات في وجبة الفطور مرتين في الأسبوع، مثل تناول بيضة مسلوقة مع قطعة من الخبز البني الغني بالألياف، ما يحسن من حركة الأمعاء ويزيد من قوة بناء الكتلة العضلية في الجسم التي تعمل بدورها على إذابة الدهون من حولها بفعالية كبيرة.
– الأداء الرياضي يكون أفضل بكثير بعد تناول وجبة فطور محتوية على كافة العناصر الغذائية، التي تعمل بدورها على رفع طاقة الجسم وتجديد نشاطه والتحسين من دورته الدموية، لبذل أقصى مجهود بدني دون إحساس بالتعب أو الإجهاد من ممارسة التمارين الرياضية الصباحية.