صدرت، حديثا، مجلة باللغة الفرنسية تعنى بالأطفال، وتساهم في سد الخصاص في الصحافة الخاصة بالطفل.
يتعلق الأمر بالمجلة الشهرية “كي دي كوا” ( KIDIKOI)، التي تعرض في المكتبات منذ شهر يناير، وتستعد لإصدار عددها الثالث، بداية شهر مارس، وتأتي بهدف تعزيز الصحافة بمنتوج خاص بالطفل، وتستجيب لتطلعاته الفكرية والتثقيفية.
تقول نجوى مستتر، صاحبة المشروع، والمتخصصة في مجال التواصل، “إنها فكرة ظلت تختمرنا مدة خمس سنوات، حين التقيت أنا وشريكتي الإعلامية مريم الزخرجي، ووجدنا أن لنا نفس الاهتمام بصحافة خاصة للطفل التي نفتقده لأن ما يوجد في السوق، حتى الآن، هو مجلات أجنبية لا تستجيب لاهتمامات أطفالنا لأنها لا تتحدث عن محيطهم الاجتماعي.
وهكذا قررنا بعد قيامنا لدراسة السوق، كامرأتين لهما خبرتهما في مجال التواصل، من جهتي، والإعلام من جهة شريكتي الصحافية مريم الزخرجي، إصدار أول مجلة مغربية خاصة بالطفل”.
وعن الاسم، توضح نجوى مستتر أنه يتميز بلفظ سلس يعطي دلالة جميلة قريبة المعنى من الطفل. من جهة فـ (kidikoi) تعني “من يقول ماذا” كما تعني “الطفل إيكوا” باللغة الانجليزية، وهو اسم الشخصية/ علامة المجلة. ويعد المشروع الأول من نوعه في الصحافة الوطنية باعتباره مغربيا محضا، استطاع أن يحقق العلاقة بين الجودة والثمن، بفضل فريق عمل متكامل من الإعلاميين والخبراء.
ويراد بالمجلة منشورا ترفيهيا وتربويا في آن واحد، “ونسعى من خلاله تقديم نوع من المساهمة التربوية في مجال التوجيه مثلا، بحيث إن المجلة تشرك الأطفال الذين تستهدفهم من 8 إلى 13 سنة، في النقاش، من خلال استضافتنا لعدد من الأطفال لمائدة مستديرة كل شهر، يتحدثون عن اختياراتهم ويناقشون مواضيع وبمساعدة خبراء نتمكن من إفراز المواضيع التي تهمهم أكثر”.
تتضمن المجلة مواضيع عن أحداث الساعة بأسلوب بسيط يصل إلى الأطفال بسهولة، وهو ما يجعلهم مشاركين ومتتبعين للقضايا الوطنية، كما يتضمن مواعيد وبرامج ثقافية وتربوية وترفيهية، وهي “اختيارات تخدم تنمية مداركهم وتساهم في صقل أفكارهم ومواهبهم”.
المجلة تحتوي على ملف شهري حول موضوع يهم الطفل، مثل “التغيير في حياة الطفل” سواء تعلق الأمر بهجرة أو بطلاق وتأثير ذلك على حياته (العدد الأول)، أو مشاكل الدارالبيضاء الحضرية، (العدد الثاني)، وهي مواضيع يشرك الأطفال في نقاشها وتؤخذ بالاعتبار مقترحاتهم.
ويتضمن كل عدد مجموعة من الإرشادات والتوجيهات الخاصة بالمواقع الالكترونية، فالمجلة تستعين بخبراء في المعلوميات، الذين يقترحون المواقع الآمنة التي لا تشكل ضررا بالأطفال، ويقدمون نصائحهم من أجل تصفح آمن وسليم للمواقع.
وتقدم المجلة الجديد في أخبار الرياضة حول المباريات والفرق واللاعبين، لأننا نعي مدى أهمية الرياضة في حياة الطفل.
إلى جانب فقرات خاصة بتغذية الطفل تتضمن وصفات يمكن للأطفال إنجازها، ونصائح حول التوازن الغذائي، وكذا فقرات عن “البريكولاج” كتوجيه الطفل للتعامل مع البيئة بشكل مفيد وإيجابي.
لم تغفل المجلة مستقبل الصغار من خلال فقرة “من يعمل ماذا”، وهي خاصة بالتعريف بمهنة معينة، والإيجابيات والسلبيات لهذه المهنة، ويتمكن من خلالها الطفل التعرف على بعض الملامح التي يمكن أن يسلكها في دراسته مستقبلا.
هناك أيضا دليل للمعلومات وهي فقرة تؤسس لحق الطفل في المعرفة، فتقدم المجلة مجموعة من المعطيات حول المؤسسات الدستورية مثل البرلمان، وأخبار الشخصيات المغربية المتميزة …
كل ذلك بأسلوب سهل ومتطور يمكن للطفل استيعابه، “وهذا ما دفعنا إلى التركيز على الصور، وتجنب المقالات المطولة، حتى نتمكن من التشجيع على القراءة، التي هي هدفنا الأساسي”. توضح نجوى مستتر.
المجلة تعنى بمآثرنا التاريخية، فتقدم في كل عدد معلمة تاريخية تحفز الأطفال والآباء على زيارتها، والتعرف على تاريخها وأمجادها.
وللكتاب نصيبه من صفحات المجلة، حيث تقدم اختيارات مع خلاصة لمؤلف يثير فضول الطفل، ويفتح شهيته لقراءته.
وتقدم المجلة أيضا اختيارات للبرامج، التي يمكن متابعتها على التلفزة، وكذا الأفلام السينمائية، مع تعليل هذه الاختيارات، إلى جانب فقرات للألغاز والألعاب، التي تخدم الهدف الترفيهي والتثقيفي في الوقت نفسه.
وعن مدى تجاوب الأطفال مع هذا المنتوج الحديث، قالت نجوى مستتر إن النتيجة لم تكن متوقعة، إذ كان الإقبال على المجلة إيجابيا جدا، ولهذا فنحن اليوم نسعى إلى تأسيس شراكات مع عدد جديد من المدارس، بعد أن لاقت المجلة استحسان محتواها من قبل من سبق أن اشترك فيها، “نحن نراهن على الجودة والكفاءة في العمل، وهذا ما تحقق لنا حتى الآن، إذ السر يكمن في أنها مجلة تنجز من طرف الأطفال أنفسهم، وتتوجه إليهم”.
وتضيف نجوى “لابد من الاعتماد على دور الآباء في تشجيع أبنائهم على القراءة، لكن هذا لا يمنع من أن نوجه رسالتنا إلى الجهات المسؤولة من أجل أن تبادر إلى دعم مثل هذه المبادرات، ذات التكلفة الباهظة، والتي لا يمكنها الاعتماد على الإشهار، ما دمنا نتوجه إلى الطفل”.
وتبقى مجلة “كي دي كوا” منتوجا مغربيا قدم قيمة مضافة للصحافة الوطنية المتخصصة في مجال الطفولة، وهي مجلة متكاملة من حيث المعرفة والمعطيات التي تساهم في تنمية مدارك الطفل وتطوير فكره بأسلوب سلس وترفيهي أكثر منه تعليمي، “ولا يسعنا أنا وزميلتي مريم الزخرجي إلا أن نعبر عن ارتياحنا للنتائج التي حققناها حتى الآن، لكن هذا لا يعني أننا كسبنا الرهان بل نعتقد أن مازال أمامنا الكثير من التحديات من أجل تطوير كفاءتنا وعملنا لصالح أطفالنا رجال المستقبل”، توضح نجوى.

 
                     
   
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                    