تواصل السلطات المحلية بمراكش، حملتها الرامية إلى إيواء الأشخاص بدون مأوى من أجل حماية هذه الفئة الهشة وتقديم الدعم والمساندة وحمايتهم من موجة البرد التي تعرفها مدينة مراكش خلال هذه الفترة من السنة على غرار مدن المملكة، خصوصا أولئك الذين دفعتهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية لاتخاذ الشارع مأوى لهم.
وخلال هذه الحملة، التي انطلقت بالحي المحمدي الداوديات التابعة لمقاطعة جليز، جرى إجلاء ما يزيد عن 15 مشردا من مختلف الفئات العمرية، وإحالتهم على مركز الرعاية الاجتماعية دار البر والإحسان بمراكش، حيث تقدم لهم مجموعة من الخدمات تهم بالخصوص النظافة والإطعام واللباس.
ويستفيد مجموعة من الأشخاص ممن يعتبرون في حالة تشرد، الذين تم إيوائهم بدار البر والإحسان بحي الداوديات بتراب مقاطعة جيليز بمراكش، من الرعاية الاجتماعية الشاملة وجميع الحاجيات الضرورية التي تحفظ كرامتهم، وكذا الفحوصات الطبية اللازمة والرعاية الصحية الضرورية، وهو ماشجع بعضهم على التعبير عن رغبتهم في الانعتاق من وضعية التشرد، والتطلع مجددا لتحقيق حياة كريمة .
وقبل ولوجهم إلى هذه المؤسسة الاجتماعية، تم إخضاع هؤلاء الأشخاص للفحص الطبي والاستحمام، لتتم بعد ذلك رعاية المشردين من قبل مساعدة اجتماعية، التي تشرف على مواكبتهم وتقدم لهم الدعم النفسي اللازم من أجل تسهيل إعادة اندماجهم.
وعلاقة بموضوع التكافل الاجتماعي وتكريس ثقافة التضامن والتآزر التي تهدف إلى التخفيف من معاناة الأشخاص بدون مأوى انسجاما مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، تتعدد مجموعة من المبادرات الانسانية خلال فصل الشتاء تتضافر فيها جهود المجتمع المدني والسلطات المحلية والجهات الوصية للتخفيف من معاناة الأشخاص في وضعية الشارع، من خلال توفير الغداء واللباس ومكان يقي هذه الفئة من المجتمع من لسعات البرد القارس.
وفي هدا الصدد، انخرط عدد من الفاعلين الجمعويين داخل “جمعية نبضة أمل” في حملات خيرية استهدفت مجموعة من الأشخاص بدون مأوى والذين يبيتون في العراء لتخفيف معاناة هذه الفئة، التي تتخذ من الفضاءات المحاذية للمحطة الطرقية للمسافرين وبعض المحلات التجارية مأوى لها بدل حضن الأسرة الدافئ، من خلال تقديم كل أشكال الرعاية لهم من تغذية وتطبيب.
ومع غروب الشمس بمدينة مراكش خلال هذه الفترة من السنة، تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض الى مستويات متدنية، وتبدأ معها حركات أشخاص ممن يعتبرون في حالة تشرد وبدون مأوى، حرمتهم الظروف دفئ الأسرة لإيجاد مكان يقيهم قساوة القر، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويبحثون عن أي شيئ يلفون بهم أجسادهم حتى تتمكن من تحمل شدة البرد القارس، ولكل واحد منهم قصة إنسانية مختلفة، لكن مآلهم واحد وهو التشرد والبؤس وقضاء فترة مناخية قاسية في العراء، والبحث عن ما يسد رمقهم ويدفئ أجسادهم المثقلة بالهموم.
