Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

إعادة فتح المحاور الطرقية المغلقة بسبب الثلوج بإقليم الحوز ومبادرات تطوعية لمساعدة سكان المناطق الجبلية بمنطقة أوكايمدن

إعادة فتح المحاور الطرقية المغلقة بسبب الثلوج بإقليم الحوز ومبادرات تطوعية لمساعدة سكان المناطق الجبلية بمنطقة أوكايمدن

عاشت مختلف المناطق الجبلية باقليم الحوز، بحر الأسبوع الماضي، على إيقاع تساقطات ثلجية مهمة، تسببت في اضطراب على مستوى العديد من المحاور الطرقية الجهوية والإقليمية، من ضمنها الطريق الرابطة بين مراكش والمحطة السياحية أوكايمدن، بالإضافة الى مسالك وطرق غير مصنفة الواقعة في المداشر الجبلية للجماعات الترابية اغبار واغيل وأسني.

تساقطات ثلجية أخرجت لها السلطات الاقليمية والمحلية بتنسيق مع مجلس مجموع الجماعات بالحوز كل ما تملك من آليات وموارد بشرية، والعمل على مدى يومين لإزالة الثلوج التي تعرقل حركة المرور، وإعادة فتح الطرق المغلقة، التي تحظى بالاولوية خلال هذه الاشغال لضمان استمرار الرواج التجاري الذي يعتبر عصب الحياة في مثل هذه الظروف الجوية.
وفي هدا الصدد، قال عبد الرحيم أيت داود رئيس مجلس مجموع الجماعات الحوز، في تصريح ل”الصحراء المغربية” إن الإقليم شهد ليلة الخميس الجمعة المنصرمة تساقطات ثلجية كثيفة همت جميع المحاور الطرقية ضمنها الطريق المؤدية إلى محطة أوكايمدن، التي افتتحت أول أمس السبت في وجه الزوار.

وأضاف أن تدخلات أعوان مجلس مجموع الجماعات مدعومة بالآليات الضرورية تمكنت خلال عمل مسترسل انطلق منذ الواحدة من ليلة الجمعة والى غاية السابعة صباحا من أول أمس السبت من إزاحة الثلوج لتسهيل حركة السير في وجه كافة وسائل النقل المتوجهة نحو محطة أوكايمدن. وإذا كانت الثلوج ومناظره الخلابة، مبعثا للفرح لهواة الرياضات الثلجية والراغبين في التمتع بها، إلا أنها باتت مبعث حزن ومعاناة حقيقية لسكان الدواوير التابعة لتراب الجماعة القروية أوكايمدن، وهو ما عبرعنه الحسين أحد سكان دوار “تاشديرت”، الذي أكد في اتصال ب”الصحراء المغربية”، أن التساقطات الثلجية الكثيفة لمدة يوم واحد يمكن أن تتسبب في عزلة السكان لمدة 5 أو 6 أيام إلى أن تظهر الشمس ويتجند أبناء المنطقة لإزالة الثلوج من الممرات الرئيسية. وأشار الى أن الوضع يزداد صعوبة وقساوة في فصل الشتاء، بسبب العزلة التي تعرفها المنطقة بسبب تساقط الثلوج الكثيف، وانقطاع الطرق، قائلا “تمضي علينا أيام طويلة ونحن لا نستطيع الخروج ولا التنقل من أجل اقتناء ما يلزمنا، بسبب سمك الثلوج”.

أسر بدوية أضناها العوز والفقر، تعاني الأمرين لكسب قوت يومها، والحصول على حطب التدفئة لمواجة آثار موجة البرد، معيشتهم اليومية تقتصر على بعض الضروريات التي قد لا تستمر طويلا، فهم في صراع دائم مع شبح الخصاص والحاجة، ويستبشرون خيرا بأولى التساقطات الثلجية رغم أنها تحمل لهم سيناريوهات قاسية من البرد القارس والمعاناة والعزلة، ألفوا آهاتهم ومعاناتهم، فلم يعودوا يطلبون شيئا أكثر من الاستمرار على قيد الحياة. أحلامهم صغيرة وأمانيهم بسيطة لا تتعدى سقف ضروريات العيش اليومي وبعض الكلأ لماشيتهم، نسيهم الناطقون باسمهم مجازا، فتناسوا حقوقهم، ثم أصبحوا في حكم الحاضر المنسي.

في المقابل تتواصل مبادرات تطوعية لعدد جمعيات المجتمع المدني لمساعدة سكان المناطق الجبلية والنائية باقليم الحوز، والمساهمة في التخفيف من معاناتهم التي تتجدد مع موجة البرد القارس وضعف الإمكانيات، حيث نظمت مؤسسة “إلى الأحسن”، أمس الاحد 19 فبراير الجاري، تحت إشراف مصالح عمالة اقليم الحوز والسلطات المحلية وبمساعدة مقدمة من طرف المدرسة البريطانية بمراكش، قافلة تضامنية على شكل توزيع ملابس شتوية وأغطية بدوار تيخفيضت قيادة اوكايمدن، لإدخال الفرحة إلى قلوب المحتاجين، وخاصة الأطفال وكبار السن. وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج مؤسسة “إلى الأحسن” السنوي بشراكة مع المدرسة البريطانية بمراكش، والعديد من المساهمين، تنزيلا لأهداف المؤسسة لترسيخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي وتنمية الحس المواطناتي ومساعدة الآخر على تجاوز ظروف قساوة المناخ والتغيرات المناخية.

وفي هدا السياق، قالت سلمى مقدومي رئيسة مؤسسة “إلى الأحسن”، إن هذه القافلة التضامنية المنظمة تحت شعار”التفاتة دفئ” استفاد منها اكثر من 500 تلميذ وتلميذة يدرسون بمدرسة تيخفيضت يعيشون بمناطق جبلية ذات تضاريس وعرة وضعيتهم الفقر والهشاشة وهمهم الوحيد هو توفير ادنى حاجيات العيش الكريم والحس بالدفء والأمان العاطفي.

وأضافت مقدومي أن ما ميز هذه القافلة التضامنية تنظيم أنشطة ترفيهية وثقافية لفائدة اطفال مدرسة تيخفضت المعنية بالقافلة، قام بتنشيطها مجموعة من الشباب الغيورين على وطنهم والمساهمين بالحس الوطني أعضاء مؤسسة الى الأحسن. التساقطات الثلجية المهمة التي شهدتها محطة أوكايمدن السياحية خلقت رواجا تجاريا وسياحيا مهما، من شأنها انعاش الاقتصاد المحلي جراء استقطاب المحطة العديد من الزوار المغاربة والأجانب خصوصا خلال عطلة نهاية الاسبوع، بفضل تنوع الخصائص الطبيعية لمحطة أوكايمدن، حيث تقدم لزوارها العديد من الانشطة الترفيهية، وتعتبر بمثابة متنفس للهروب من ضوضاء المدينة نحو هدوء وجمال الطبيعة، في منطقة التزلج، يواصل مدربو التزلج تقديم خدماتهم، وكذلك مؤجرو معدات التزلج والباعة المتجولون الذين يبحثون عن زبناء محتملين.

وتكتسي محطة أوكايمدن أهمية اقتصادية وبيئية كبيرة، على الرغم من غلبة الطابع الموسمي على الأنشطة التي تمارس بها (بشكل عام بين منتصف دجنبر إلى منتصف أبريل)، حيث يساهم هذا الموقع في تنويع العرض السياحي المحلي، ويوفر أجواء هادئة، والترفيه والاستمتاع، وربط الصلة مجددا بالطبيعة الجميلة.

لكن أكثر ما يشد الانتباه في هذه المحطة السياحية التي تتنفس بياضا المناظر المحيطة بها، المقاهي والمطاعم التقليدية، التي تطل على الجبال المكسوة بالثلوج وعلى موقع التزلج، متراصة على الطريق حيث تقدم وجبات إفطار غنية وشهية، مع شاي بالنعناع وأعشاب محلية وخبز الشعير المحضر بالطريقة التقليدية، والذي يقدم مع زيت الزيتون والعسل والزبدة والبيض البلدي

Exit mobile version