بحثا عن صدور مكتنزة وأرداف ممتلئة، باعتبارها إحدى علامات الجمال بالنسبة لبعض فئات المجتمع المغربي، تلجأ مجموعة من الفتيات والنساء إلى تناول أدوية مخصصة لعلاج أمراض الحساسية والربو للرفع من أوزانهن دون استشارة الطبيب ما يعرضهن لمضاعفات خطيرة على صحتهن.
وتقبل الفتيات والنساء، لاسيما ممن يعانين من النحافة الشديدة، على عدد من أنواع العلاجات المضادة للحساسية والربو المتوفرة في الصيدليات، والتي لا يتجاوز ثمن بعضها 20 درهما وتؤخذ دون الحاجة إلى وصفة طبية، وتوجد على شكل أقراص وكبسولات وسوائل، تتناولها المعنيات ثلاث مرات يوميا ولمدة غير محددة، من أجل الحصول على الوزن المرغوب، في تجاهل تام لما يمكن أن يسفر عنه استخدام هذه الأدوية بشكل مفرط ولفترة طويلة من خطورة على سلامتهن الجسدية.
في حديث لـ “الصحراء المغربية” أشار محمد، مستخدم بإحدى الصيدليات بالقنيطرة، إلى الإقبال المتزايد على الأدوية الفاتحة للشهية وكذلك على الأدوية الموجهة لعلاج أمراض الحساسية والربو لمفعولها السريع في الرفع من الوزن، وأوضح أنها متاحة في الصيدليات وغير مقيدة بوصفة طبية، وهذا ما يجعل الشابات وحتى المراهقات يشترينها لاستغلالها في التسمين دون الأخذ بعين الاعتبار لتنبيهاته وتحذيره لهن من مضاعفات ذلك.
واعتبر أن تأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر النساء بأجسام ممتلئة، يلعب دورا في إصرار الفتيات على التشبه بهن والحصول على وزن إضافي بأية وسيلة ممكنة حتى لو كانت هذه الوسيلة ستهدد حياتهن، داعيا في هذا الصدد إلى نشر التوعية والتحسيس بخطورة تناول الأدوية دون الحاجة إليها وعواقب ذلك على الصحة والحياة.
من جهتها، صرحت حبيبة، 28 عاما، أنها تستعمل أحد الأدوية المحتوية على الكورتيكويد بهدف ملء مناطق معينة من جسدها منذ سنتين، وبالرغم من طول المدة إلا أنها لا تشعر بأي آثار جانبية للدواء على حد قولها، وأبدت في تصريحها لـ”الصحراء المغربية” رضاها عن وزنها الحالي وتفكر في الانقطاع عن تناول الدواء، مشيرة إلى أن عددا من قريباتها يستعملن هذا النوع من العلاجات للزيادة في الوزن.
مضاعفات سلبية على الصحة
وفي هذا السياق، أوضحت مريم البردعي، الطبيبة العامة والأخصائية في التغذية العلاجية بالقنيطرة، أن خطورة هذه العلاجات تتجلى في ظهور مضاعفات سلبية على الصحة وحذرت من استعمالها لأغراض أخرى غير تلك التي صنعت من أجلها، لاحتوائها على الكورتيكويد ومضادات الهيستامين، لما في ذلك من تداعيات خطيرة على مناعة الجسم وتعريضه للإصابة بأمراض الضغط الدموي والسكري وهشاشة العظام.
وأوضحت مريم البردعي في تصريحها لـ”الصحراء المغربية” أن الأدوية المضادة للهيستامين توصف للمصابين بأعراض الحساسية على غرار الحكة والتهاب الحلق والعطس، حيث تعمل هذه العلاجات بشكل فعال على الحد من حساسية الهيستامين، ويمكن أن تؤدي إلى ظهور آثار جانبية مؤقتة من بينها فتح الشهية وتحفيز السمنة، لكن يختفي هذا العرض الثانوي بعد اعتياد جسم الإنسان على تناول الدواء لمدة أطول، في حين توصف الأدوية المحتوية على الكورتيكويد لأمراض كالربو أو حساسية الدم، وتخضع لتقنين طبي جد دقيق في الحالات الخطيرة كأمراض الروماتيزم والتهابات الحلق والحنجرة، حيث تعمل بشكل فعال وفي ظرف وجيز في الحد من التهابات الجسم.
وأفادت المتحدثة ذاتها أن استعمال الكورتيكويد يؤدي إلى احتباس الماء والأملاح في الأنسجة مما يجعل حجم الجسم يتضاعف وهو ما يعطي انطباعا للنساء أن وزنهن ازداد، مشيرة إلى أن تناول الكورتيكويد لفترة طويلة يؤدي إلى ظهور مضاعفات كثيرة، من بينها ارتفاع الضغط الدموي والزيادة في نسبة السكر في الدم وهشاشة العظام وخطر الإصابة بأمراض الكلى، كما يسبب ذلك في تشققات على مستوى الجلد وهبوط المناعة الطبيعية وتعريض الشخص لمجموعة من الأمراض البكتيرية والفيروسية بسبب نقص المناعة.
وحذرت الأخصائية النساء والفتيات من الدخول في مرحلة إدمان ذواتهن لمادة الكورتيكوريد التي تثبط الجسم عن انتاج الكورتيزول الطبيعي وتؤثر على عمل الهرمونات، لافتة إلى أن الانقطاع المفاجئ عن تناول الكورتيكويد يعرضهن لتبعات صحية خطيرة في مقدمتها الهبوط السريع في الوزن.
ودعت البردعي في ختام حديثها الراغبات في الزيادة في الوزن بطريقة صحية، اعتماد نمط غذائي صحي باختيار أطعمة غنية بالعناصر الغذائية خاصة مصادر البروتينات الخالية من الدهون والخضروات والفواكه، واتباع برنامج رياضي خاص يقوي العضلات ويرفع من الوزن .
أسماء إزواون
