Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

إحساس التعب والحاجة إلى النوم بعد تناول وجبة الإفطار .. الدكتورة البردعي تفسر

إحساس التعب والحاجة إلى النوم بعد تناول وجبة الإفطار .. الدكتورة البردعي تفسر

قالت الدكتورة مريم البردعي، الأخصائية في التغذية العلاجية، إن الشعور بالتعب أثناء الصيام عموما يعود لمجموعة من الأسباب من بينها تعود الجسم على تلقي الطاقة على شكل غذاء منتظم لثلاث مرات في اليوم، وعند الصيام يحدث أن الجسم لا يحصل على هذه الطاقة بشكل كاف ما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق ونقص الطاقة.
إحساس التعب والحاجة إلى النوم بعد تناول وجبة الإفطار .. الدكتورة البردعي تفسر

وأشارت البردعي في حديث لـ “الصحراء المغربية”، إلى أن الجسم يستخدم أثناء الصيام احتياطاته من الطاقة المخزنة في الدهون حيث تعتبر هذه العملية بطيئة وأقل كفاءة من تحويل الطعام مباشرة إلى طاقة، مما يساهم في حالة الشعور بالإعياء التي يشعر بها الصائم بسبب استهلاك الطاقة، كما أن نقص المياه يسبب التعب لأن هذه المادة ضرورية للحفاظ على وظائف أعضاء الجسد.

وأبرزت المتحدثة ذاتها أن علامات نقص الطاقة في الجسم تشمل الإحساس بالتعب المستمر والرغبة في النعاس، صعوبة في الاستيقاظ في الصباح وانخفاض في الإنتاجية، إلى جانب ضعف التركيز والتذكر والتهيج وتقلب المزاج، وانخفاض القدرة على التحمل البدني أو ممارسة التمارين الرياضية، وكذلك عدم وجود دافع أو اهتمام بالأنشطة المعتادة وآلام العضلات والمفاصل، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الاجتفاف وسط النهار يزيد من حدة الأعراض المذكورة سلفا كما ينتج عنه الإصابة بالدوار والدوخة والصداع.

وفي هذا السياق، دعت البردعي إلى أخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإرهاق المفرط أثناء الصيام من خلال الحفاظ على الترطيب المناسب للجسم والحرص على أن تحتوي الوجبتان الرئيسيتان (الإفطار والسحور) على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية لضمان الحصول على كميات كافية من مخزون الطاقة التي يحتاجها المرء خلال ساعات الصيام، مؤكدة على أهمية اختيار الأطعمة التي يتناولها الصائم بعناية في وجبة الإفطار بهدف تعويض ما ضاع في اليوم من طاقة.

أما بالنسبة لحالة التعب الشديد والحاجة إلى النعاس التي تنتاب بعض الصائمين مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار، أوضحت الأخصائية في التغذية العلاجية في تصريحها لـ»الصحراء المغربية»، أن الجسم يحتاج وقتا للتأقلم مع الطعام بعد ساعات طويلة من التقيد بالصيام وهو ما يدفع أعضاء الجسد لبذل مجهود أكبر لهضم الطعام مما يولد الشعور بالتعب، زد على ذلك أن الجسم أثناء وجبة الفطور يستخدم كميات كبيرة من الطاقة لهضم واستيعاب الطعام حيث ينفق من الطاقة التي حصل عليها مباشرة من الطعام وكذا المخزون الطاقي.

وتابعت المتحدثة أن المعدة عندما تمتلئ ترسل إشارات إلى الدماغ عبر العصب المبهم الذي يولد الشعور بالرضى والشبع ما يجعل الدماغ يرسل بدوره إشارة إلى الجهاز الهضمي لإبطاء عملية الهضم من أجل مساعدة الجسم على تنظيم كميات الطاقة المخزنة به، مضيفة أن هضم الأطعمة الصلبة يمكنها أن تحفز الجهاز العصبي المسؤول عن الاسترخاء وانخفاض النشاط البدني مما يساهم في الشعور بالنعاس بعد تناول وجبة الإفطار، كما أن تناول المكون الغذائي التريبتوفان، الموجود في بعض الأطعمة المستهلكة، بكميات كبيرة يعزز إنتاج السيروتونين الناقل العصبي المنظم للمزاج والذي يحفز الجسم على النوم.

الإجـــــراءات العــــامة لمساعدة الصائـمين 
في تعــــويض نقـــص الطــاقة: توصي مريم البردعي بضرورة الحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب على الأقل لتر ونصف من السوائل، سواء مياه أو عصائر طبيعية في أوقات متفرقة بين وجبتي الإفطار والسحور، والحرص على اتباع نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على كميات مهمة من الفواكه والخضر والبروتينات والنشويات والسكريات المعقدة والبطيئة الامتصاص.

وأكدت الأخصائية على ضرورة الحرص على تناول وجبة الإفطار الغنية بمصادر الطاقة وتأخير وجبة السحور قدر المستطاع، والحصول على قسط كاف من النوم للسماح للجسم بالتعافي، كما أوصت بضرورة ممارسة نشاط بدني غير مجهد ولمدة 30 دقيقة في اليوم لأن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعزز مستويات الطاقة بالجسم ويجنب التعب وسط النهار، وركزت على أهمية إدارة الإجهاد من أجل تلافي استنزاف الطاقة وذلك عن طريق الصلاة أو التأمل أو ممارسة اليوغا والتنفس والمشي بطريقة منتظمة وبطيئة.

 

اسماء ازواوان

Exit mobile version