يتأهب الفتى المغربي يوسف التازي إلى الوصول، رفقة والده عمر التازي، إلى قمة جبل إلبروس كأعلى نقطة بالقارة الأوروبية، بارتفاع 5642 مترا.
وعن استعداداته لهذا الاستحقاق الذي يتطلب رحلة إلى منطقة القوقاز بروسيا ستدوم ما بين 25 يوليوز الجاري و7 غشت المقبل، قال يوسف، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية: “أقبل على هذا التحدي؛ بعد تسلقي أكثر من 40 قمة جبلية بالمغرب، وتسلق جبل أرارات (5165 مترا) كأعلى قمة في تركيا في شهر غشت من السنة الماضية، وبلوغ قمة جبل كلمنجارو بعلو 5895 مترا، شهر يناير الماضي”.
وأضاف البالغ 13 سنة الذي يعد أصغر متسلق مغربي وعربي يفوق حاجز الخمسة آلاف متر: “أطمح إلى الصعود إلى أعلى قمة بالقارة الأوروبية، جبال الألب، الموجود في سلسلة القوقاز بروسيا. لذا، خضت استعدادات مستمرة؛ منها تسلق الجبال، وممارسة رياضة الجري، وتمارين أخرى بالنوادي الرياضية لتقوية عضلاتي. كما أزور أطباء لمتابعة وضعيتي الصحية وطبيعة التغذية التي تزودني بنظام صحي”.
ووجه هذا الفتى، الذي تعلق بهذه الرياضة منذ سن الرابعة ويتابع دراسته بالمستوى الثانوي الإعدادي، رسالة إلى الأطفال والشباب من أجل الاهتمام بهذه الرياضة، “التي تعلمنا الصبر، واكتشاف أماكن وعوالم جديدة، وتغرس فينا القيم الإنسانية النبيلة؛ من قبيل الحرية والسعادة، والطموح إلى رفع راية بلادي عاليا فوق قمم العالم”.
من جهته، عبر عمر التازي، والد البطل يوسف، عن أسفه في عدم العثور على جهة تمول هذا المشروع، ذا التكاليف المرتفعة، بحكم الرحلات خارج المملكة المغربية؛ فرحلة الصعود إلى جبل إلبروس كأعلى قمة بأوروبا ستستغرق تقريبا ما بين سبعة إلى تسعة أيام، بمنطقة معروفة بالانخفاض الشديد لدرجة الحرارة، والتي يمكن أن تصل إلى ما بين 15 إلى 25 درجة تحت الصفر في القمة خلال هذه الفترة من السنة، بالإضافة إلى قلة الأوكسجين بنسبة 50 في المائة.
وتابع موضحا إكراهات تواجه الطفل يوسف، من قبيل: “مصاريف كبيرة تهم النقل والتأمين، ومستحقات وكالة تنظيم الرحلة. لذا، هيأنا ملفا وجهناه إلى مؤسسات عمومية وخاصة، ووزارة الرياضة والشباب، واللجنة الأولمبية، والجامعة الملكية للتزحلق ورياضة الجبال؛ لكن لم نتوصل بأي رد، والآن نعتمد على تمويل ذاتي، وهذا قد يكون له انعكاس سلبي على مسيرة هذا الفتى، الذي يحتاج إلى المزيد من التكوينات التي لا تتوفر داخل المغرب”.
وللتعليق على ما ورد على لسان عمر التازي، أوضح هشام آيت ورشيخ، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضات الجبل، أن “الرسالة التي وجهت إلى هذه المؤسسة الرياضية تمت خلال فترة لم يكن مسؤولا عن هذه الجامعة، التي لا تندرج رياضة تسلق القمم ضمن مجالات تمويلها”.
تجدر الإشارة إلى أن مغامرة تسلق جبل إلبروس تعد ثاني خطوة في مشروع يوسف لتسلق القمم السبع الأعلى في العالم “Seven Summits Challenge “ والذي يطمح يوسف إلى إكماله بتسلق جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم بعلو 8848 مترا، في غضون الثلاث أو الأربع سنوات المقبلة؛ عند بلوغه 16 أو 17 عاما.
