مدير علاقات فاينورد: أفتخر بمغربيتي
يفتخر المغرب بأبنائه من الجالية المقيمة في الخارج بحكم اعتزازهم بوطنهم، وتفانيهم في أداء واجباتهم، ناهيك عن شغلهم مناصب قوية في شتى المجالات، وخاصة المجال الرياضي، الذي أنجب العديد من “البروفايلات” التي يضرب لها ألف حساب.
غير بعيد عن المستطيل الأخضر يشغل المغربي محمد حمدي منصب مدير العلاقات العامة والتطوير بفريق فاينورد الهولندي العريق، الذي يفتخر بما يصنعه المسير الشاب في الأراضي المنخفضة، الذي يمتلك تجارب داخلها من بوابة فريق أدو دينهاغ الذي عمل مديرا تنفيذيا له، إلى جانب عمله في الإمارات مع فريق الجزيرة.
حمدي، الذي نشأ في هولندا ويرتبط وجدانيا بوطنه المغرب، فتح قلبه لـ”النهارت” وتحدث عن بداياته في أوروبا، والمسار الذي سلكه ليكون من بين أول المغاربة الذين يشغلون منصب مدير عام في “القارة العجوز”؛ إلى جانب رؤيته وتصوره من أجل تطوير كرة القدم الوطنية بحكم الاستحقاقات المقبلة التي من المنتظر أن تحتضنها المملكة، سواء كأس إفريقيا 2025 أو “مونديال 2030” الذي ستنظمه مع إسبانيا والبرتغال؛ ناهيك عن مشروعه الخاص بتطوير وتسويق البطولة المغربية.
بداية، هل يمكن تعريف الجماهير المغربية على محمد حمدي؟
حمدي هو مغربي متزوج ولديه أبناء، عاش في مدينة ليدن الهولندية منذ سن الثالثة؛ إذ قدمت مع والدي إلى الديار الأوروبية سنة 1986، وممتن لهما لما قاما به من أجلي. دراستي كانت في مجال التسيير وإدارة الأعمال، ثم ولجت عالم كرة القدم بعد تحصلي على ديبلومات في العلاقات الدولية في المجال ذاته من الاتحاد الهولندي للعبة، كما تحصلت على ديبلوم في التفاوض من جامعة هارفرد لإدارة الأعمال.
ماذا عن انطلاقتكم في كرة القدم؟
البداية كانت من قسم المبيعات في فريق أدو دين هاغ سنة 2012، حيث اكتسبت تجربة كبيرة تعرفت من خلالها على مجال التدبير الرياضي؛ ثم اشتغلت مع مؤسسة ألمانية بمدينة هامبورغ، كانت تساعد على تنظيم بطولة أمم أوروبا سنة 2016، وهو ما ساعدني على كسب تجربة جيدة في مجال كرة القدم.
بعد ذلك، طورت نفسي على مستوى التسويق التجاري، ونجحت في الوقت ذاته في العمل مع ثلاثة فرق هولندية، وهي أوتريخت ورودا وإن إي سي نيميخن، والحمد لله عملي كان ناجحا بشكل كبير، وحققنا أرقاما جيدة؛ بالإضافة إلى العمل مع شركات عالمية في مجال التسويق الرياضي، كمجموعة “واندا” التي تعد من بين أقوى الشركات في الساحة الكروية الدولية، من خلال العمل كوسيط بين أوروبا وآسيا على مستوى بيع حقوق النقل التلفزي والتجاري؛ وكانت حقا تجربة متميزة جدا وناجحة.
كيف بدأت علاقتكم مع نادي الجزيرة الإماراتي؟
مرة في سويسرا قابلت شخصًا لديه أيضا علاقات متميزة في أبوظبي، وكنا نتحدث عن تطوير نادي الجزيرة الذي كان يحتاج لإعادة الهيكلة، وهو ناد عريق كان من الواجب إعادة ترتيب أوراقه في حقبة رئيسه ومالك مانشستر سيتي الإنجليزي، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
تم التواصل معي من أجل تطوير هيكلة النادي على المستوى التجاري والتسويقي، واشتغلت هناك منذ سنة 2017 إلى 2019، بصحبة عائلتي الصغيرة التي رافقتني إلى أبوظبي، وأشكرها من هذا المنبر، إذ شكلت الدعم والسند لي. كانت حقا تجربة فريدة من نوعها استفدت منها الكثير بحكم عملي مع مجموعة “سيتي” التي تتكون من فرق ميلبورن الأسترالي ونيويورك سيتي الأمريكي ويوكوهاما الياباني.
كيف فتحت هذه التجربة باب العمل مديرا تنفيذيا في هولندا؟
كرة القدم تفتح لك أبوابا كبيرة، وتسمح لك بالانفتاح على العالم بأسره؛ فبعد تجربتي في الإمارات عدت من جديد إلى هولندا مديرا عاما لأدو دين هاغ، وهو الفريق الذي بدأت فيه مساري في مجال المبيعات، وسبحان الله عدت من جديد إلى منزلي، وهذه المرة مديرا تنفيذيا، كأول مغربي هولندي يشغل هذا المجال في أوروبا، وهو أمر أفتخر وأتشرف به.
فخور جدا لكوني شغلت هذا المنصب، وأيضا أسعد دائما لما يقوم به مغاربة المهجر، كعمر برادة الذي سيشغل منصب مدير تنفيذي لمانشستر يونايتد الإنجليزي. كما أتمنى أن يواصل المغاربة اجتهادهم في شتى المجالات لأنهم يبلون البلاء الحسن دائما لما يمتلكونه من مهارات ومؤهلات تسمح لهم بذلك.
العديد من اللاعبين الناشئين في هولندا اختاروا المغرب، لماذا برأيكم؟
سؤال جيد وإجابته سهلة للغاية؛ حب الوطن لا يباع ولا يشترى. نشكر بلد نشأتنا هولندا على ما استفدناه منه، لكن حب المغرب يسري في عروقنا ودمنا.
هل تتابعون البطولة المغربية؟ ماذا ينقصها لبلوغ الاحتراف الأوروبي؟
بالطبع، أنا ابن مدينة بركان، وأفتخر بما قدمه فريق المدينة في السنوات الأخيرة من مستويات جيدة محليا وقاريا. نرى أن مستوى الفرق يتطور، ولا بد من العمل على مجموعة من المستويات، خاصة التسيير.
بالنسبة للبطولة المغربية لا بد من تطويرها وتسويقها بالشكل الجيد. رياضيا يجب وضع إستراتيجية لتطوير الفئات السنية الصغرى لتطعيم الفرق الأولى وبعدها بيع عقودها بمبالغ محترمة تعود بالنفع على النوادي، واستغلال ذلك لتطوير المداخيل المالية التي تعد هي العامل المحفز لأي فريق.
ثانيا لا بد من العمل بشكل جدي على تطوير الجانب التسويقي للفرق الوطنية، وخلق قنوات التواصل مع أندية خارجية متقدمة في هذا المجال لتطوير الخبرات ونقلها وتطبيقها على أرض الواقع، إذ يسهم ذلك في الرفع من العائدات الاقتصادية والمادية، ببيع حقوق نقل مباريات الفريق مثلا، والتعريف بالمنتج الكروي عالميا، وهو أمر يتطلب الاستثمار من أجل الاستفادة في المستقبل.
المغرب مقبل على احتضان “الكان” و”المونديال”، كيف ترون ذلك؟
أرى أن المغرب قادر على إنجاح استضافة هاتين التظاهرتين، بحكم ما يمتلكه من مؤهلات لوجستيكية وبشرية، وبفضل إرادة ملكية من عاهل البلاد محمد السادس نصره الله، الذي وضع الحجر الأساس للنهوض بالرياضة الوطنية، ومنح المغاربة فرحة لا توصف بالترشح لاستضافة هذه البطولة واستضافتها، وأشكره على كل ما يقوم به من أجل تنمية المجتمع المغربي والرياضة بشكل عام؛ وأيضا مميزات الشعب المغربي المضياف والمنفتح على جميع ثقافات شعوب العالم، وهذه معطيات مهمة ستسهم في إنجاح هذه الأحداث الكروية.
وبالنسبة لي لا بد من مواصلة التحضير لهذه التظاهرتين، وخاصة “مونديال 2030”، على المستوى التسويقي، من خلال تقوية البطولة المغربية وتحسين جودة الممارسة التي تتطور بشكل إيجابي.
هل بإمكانكم الاشتغال مستقبلا مع أحد الفرق المغربية؟
إن شاء الله لما لا. أنا رهن إشارة الكرة المغربية، إذا تم التواصل معي بهدف وضع إستراتيجية تسويق احترافية سواء للفرق أو للبطولة فأنا جاهز لوضع مشروع يطورها، وأن أسهم بتجربتي، فأنا ابن المغرب ولا مانع لدي في ذلك.
كلمة أخيرة..
أتمنى النجاح والتوفيق للكرة المغربية. ونفتخر بكوننا مغاربة، ولدينا غيرة على هذا الوطن… “ديما مغرب”.
تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News