Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

الجغرافي فيليكس داميت يؤطّر “دكاترة الأكاديمية” في أسئلة “التنمية الحضَرية”

الجغرافي فيليكس داميت يؤطّر "دكاترة الأكاديمية" في أسئلة "التنمية الحضَرية"

يستمر مشروع “دكاترة الأكاديمية”، الذي تشرف عليه أكاديمية المملكة المغربية ويستفيد منه الطلبة الباحثون في أسلاك الدكتوراه بمختلف الجامعات المغربية حسب تخصصاتهم، بسلسلة محاضرات جديدة حول التهيئة المجالية والتنمية الحضَرية، يلقيها الجغرافي الفرنسي فيليكس داميت، ويشرف عليها الجغرافي المغربي محمد الناصري.

ومن المرتقب أن يستمر هذا التأطير والنقاش 4 أيام، بعد محاضرة افتتاحية، استقبلها اليوم الاثنين، مقر المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بالرباط، التابع لأكاديمية المملكة المغربية.

وقال البشير تامر، المدير التنفيذي لأكاديمية المملكة، إن الطلبة المستفيدين من هذا الموعد الجديد من “دكاترة الأكاديمية” قادمون من العديد من مدن المغرب ومن جامعات بعيدة، للاستفادة من خبرات ورؤى وأسئلة فيليكس داميت، في سلسلة تكوين يشرف عليها عضو أكاديمية المملكة المغربية محمد الناصري.

وأضاف: “فيليكس داميت، كان أستاذا بالسوربون (…) وله تجربة كبيرة في التّهيئة المجالية، وقضى 20 سنة في تونس، بخبرة دولية غنية جدا، وأكثر من عقد بالمغرب، وبلدان أخرى؛ منها: مالي، النيجر، تشاد، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، كاميرون، بوروندي، الصين، فيتنام، الهند، السنغال، ناميبيا… وله تجربة مهنية كبيرة في العمران والتهيئة المجالية، والمهمات (…) والتخطيط، والاستشارة، مع الحكومات والمسؤولين (…) بتشارك مع المجتمع المدني، لأن المدينة مجال تداخل العديد من الفاعلين”.

من جهته، قال محمد الناصري، جغرافيّ عضو أكاديمية المملكة، إن “الأستاذ داميت كان له إسهام كبير جدا في تكويني الثقافي؛ لأن طريقة مقاربته للمشاكل والأسئلة والمشاريع غير مسبوقة.. يحدثك عن شيء يبدو أن لا علاقة له بالشيء المدروس؛ لكنه دائما مدخلٌ، وإمكان للفهم المركّب للأمر. في الحديث عن المدينة، مثلا، يهتم أولا بالعالم القروي، لأن العلاقة بين المدينة والقرية مهمة جدا في تدبير المجال”.

وفي تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، قال فيليكس داميت، أستاذ محاضر وجغرافي فرنسي، إن هذا التأطير في مجال المدينة والتعمير يتوجه إلى طلبة لهم درجات عليا مثل الماستر والدكتوراه، وهذه مبادرة ممتازة من أكاديمية المملكة المغربية؛ مثل هذه الندوات والتفكّر”.

وتابع داميت: “يوجد طلب وحاجة؛ طلبٌ من الطلبة الذين يريدون الانفتاح على مثل الأسئلة، وحاجةٌ لأن المملكة المغربية تعرف نموا ملحوظا، يدعو إلى تفكير في نفس مستواه، وفي الوضع الحالي للبلد سؤال المدينة والتعمير من الأسئلة المفتاح، التي ينبغي الحفر فيها وتطويرها”.

وجوابا عن سؤال جريدة النهار حول مفهوم ورد في محاضرته الافتتاحية هو “إعادة التعمير”، قال فيليكس داميت: “للمغرب تجربة مهمة في إعادة التعمير (أو تجديد التعمير) باستعادة مجالات كانت بها مدن صفيح أو هامش وتحويلها إلى أحياء حضرية، وهو عمل كبير مستمر من أجل تجهيز هذه الأحياء وجعلها في وضع سليم، باستبدال الأحياء المبنية بشكل عفوي غير قانوني”.

ثم استدرك الجغرافي الفرنسي قائلا: “لكن، ما سنراه أكثر فأكثر هو إعادة التعمير مثل ما يحدث في أوروبا؛ أي إن أحياء بأكملها ينبغي إعادة تصميمها أو إعادة بنائها تماما، وسيطرح هذا مشاكل ضخمة، لأنه متى ما طرحنا إشكال إعادة التعمير نطرح سؤالا اجتماعيا أساسيا: عندما نعيد التعمير، وعندما نغير نظام العمل، ونُحدّث، ونجهّز حيّا، هل نقوم بذلك لصالح ساكنته الحالية أو نقوم به لتغييرها؟”.

يذكر أن مشروع “دكاترة الأكاديمية” قد أطلقته أكاديمية المملكة المغربية سنة 2021، بمقاصد؛ من بينها إعداد الخلَف الشاب من الباحثين، وتنمية البحث العلمي بالبلاد، والإسهام في استكمال تكوين الطلبة المسجَّلين في سلك الدكتوراه بالجامعات الوطنية.

Exit mobile version