Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

علماء ومختصون يسلطون الضوء على واقع الفتوى الشرعية في البلدان الإفريقية

علماء ومختصون يسلطون الضوء على واقع الفتوى الشرعية في البلدان الإفريقية

شكلت الندوة العلمية الدولية للعلماء المفتين، التي تنظمها مؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة حول موضوع “ضوابـط الفتـوى الشرعية في السياق الإفريقي”، في يومها الثاني الاحد 09 يوليوز الجاري، مناسبة لمناقشة الضوابط التي يجب أن تخضع لها الفتوى كالالتزام بمنهجية علمية منضبطة للوقوف أمام كل أشكال للتطرف خصوصا بالقارة الافريقية، وفرصة لبناء تصور علمي متين عن الفتوى الشرعية مقيد بالاصول الشرعية المعتمدة ومحصن من آفات التطرف.

وسلط نخبة من العلماء والمفكرين، خلال هذه الندوة العلمية الدولية، الضوء على واقع الفتوى الشرعية في البلدان الافريقية من حيث إشكالاتها ومحترزاتها، مع التأكيد على مسؤولية المفتين في دحض دعوات التطرف والنزاعات.

وأجمع المشاركون، خلال جلسات النقاش، على ضرورة ضبط مجال الفتوى في ظل تعدد مصادرها وخصوصيات كل مجتمع، وتحصين الفكر الجماعي في ضوء التطور الذي يشهده العصر الحالي.

وفي هدا الاطار، ذكر علي يعقوب عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالنيجر، بتنوع ثقافات وأعراف وخصوصيات القارة الإفريقية سواء تعلق الأمر بالمجتمعات الاسلامية أو غيرها، ما يجعل علماء الفتوى يقفون متحيرين أحيانا أمام هذه الخصوصيات.

وأكد يعقوب أن الفتوى في السياق الإفريقي غارقة في ” أزمة”” بسبب عدم تنظيمها وظهور من وصفهم بأنصاف العلماء الذين لهم معرفة ضحلة بالعلم الشرعي ويصدرون الفتاوى دون حق، داعيا في هذا الإطار إلى تنظيم الفتوى في دول القارة وإلى تعيين علماء أكفاء يختصون بهذا المجال، مع التركيز على التكوين العلمي للدعاة.

ورصد المتدخلون مجموعة من النقاط التي يجب تجنبها في إطار تشديدهم على التقيد بضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي.

وبهذا الخصوص، أكدت زهراء الشيخ أبوبكر، عضوة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، على ضرورة تجنب الأحكام الخلافية كلبنة أساس يحترز بها عن خروج الفتوى عما سيقت لأجله، داعية الى تجنب الأحكام الشاذة في الفتاوى الشرعية.

وتعددت محاور النقاش في هذه الندوة العلمية الدولية، التي أكدت حرص المملكة المغربية على توحيد جهود العلماء الافارقة، لتشمل جملة من القضايا الراهنة المرتبطة بعلم الافتاء

ومنزلة الفتوى في العلوم الاسلامية وضوابطها العلمية والموضوعية وأهميتها داخل المجتمعات الافريقية.

وعلى هامش هذه الندوة العلمية، جرى تنظيم معرض “تراث الفتوى بالمغرب وإفريقيا”، لإبراز غنى وتنوع تراث الفتاوى والنوازل بالمغرب وباقي البلدان الإفريقية.

ويهدف المعرض، الذي ينظم من طرف مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، إلى إعطاء لمحة عن التواصل العلمي على مدى قرون عديدة، وهو ما يؤكده انتقال المخطوطات، والعلماء، والتقاليد العلمية بين المغرب والبلدان الإفريقية.

ويسلط المعرض الضوء على عمق العلاقات المغربية الإفريقية في مجال تراث الفتوى والنوازل، ويشكل فرصة للزائرين لاكتشاف مخطوطات مغربية وأندلسية وإفريقية متنوعة، تغطي أزيد من ألف سنة من الإنتاج الفكري، ومنها مخطوطات تعود الى ما قبل القرن الخامس الهجري، وإلى غاية آخر ما أنتجته المطبعة الحجرية بفاس، التي كانت أول مطبعة تدخل إلى المغرب في أواخر القرن التاسع عشر، والتي ساهمت في إصدار العديد من الكتب في هذا المجال.

ويأتي انعقاد هذه الندوة العلمية الدولية، تنفيذا لتوصيات المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دورته الرابعة، التي انعقدت بفاس يومي 19 و20 أكتوبر 2022، والمتعلقة بعقد ندوات علمية وفكرية تعنى بشأن الفتوى في الواقع الإفريقي.

وتندرج هذه الندوة، في إطار الجهود التي تبذلها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، لتوحيد جهود العلماء الأفارقة وجمع كلمتهم على ما يحفظ الدين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وعلى ما يجعل قيمه السمحة في خدمة الاستقرار والتنمية في بلدانهم.

Exit mobile version