Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

كورنيش سلا متنفس لسكان المدينة وفضاء لممارسة الرياضة وهواية الصيد

كورنيش سلا متنفس لسكان المدينة وفضاء لممارسة الرياضة وهواية الصيد

بعد عصر كل يوم تتقاطر على كورنيش سلا، على طول الطريق الساحلي، العشرات من سكان المدينة حيث البحر والهواء المنعش الذي يريح النفس.

كورنيش سلا أصبح قبلة للسلاويين بعد تهيئته في إطار المشروع التنموي للمدينة، ويعد اليوم فضاء ترفيهيا للأسر التي تقصده في المساء بالخصوص رفقة أطفالهم الذين يجدون فيه متعة اللعب ببعض الألعاب التي يقدمها بعض الشباب هناك كمهنة موسمية، منها ركوب السيارات الصغيرة والطائرات الورقية ولعب كرة القدم، ومنهم من يختار السباحة بالقرب من الصخور في مكان صغير به القليل من الرمال بعيد عن أمواج البحر.

وبالمقابل تفضل بعض الأسر جلب وجبات خفيفة معها إلى كورنيش سلا حيث يفترشون العشب الأخضر أو يستأجرون كراسي بعين المكان أو يجلبونها معهم ويظلون لساعات طويلة تصل إلى منتصف الليل أحيانا بالنسبة للبعض، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة حيث يكون الهواء بالبحر منعشا في المساء بالخصوص، وهو ما يشجع سكان المدينة خاصة الذين يقطنون بالقرب من الطريق الساحلي على القدوم إلى الكورنيش باستمرار.
وفي هذا الفضاء تجد شبابا يلعبون الكرة وآخرون يستمعون للموسيقى الصاخبة فيما البعض الآخر يمارس رياضة المشي علما أن ممارسة الرياضة بهذا الفضاء تكون في الصباح والمساء حسب رغبة كل شخص، وهناك شباب في الجهة الأخرى حيث توجد ملاعب القرب يلعب فيها الشباب والأطفال كرة القدم بترخيص من الجمعيات المكلفة بتدبير هذه الملاعب التي تشكل فضاء يقصده أبناء سكان الأحياء المجاورة وباقي أحياء المدينة في أوقات الفراغ خلال الدراسة وتشهد إقبالا كبيرا خلال العطل بالخصوص، وهي تشكل متنفسا للأطفال والشباب، وهي أيضا فضاء لتدريب الأطفال الذين يرغبون في ولوج عالم كرة القدم، يدربهم أساتذة ومدربون متخصصون في المجال، ويرافقهم آباؤهم أحيانا خلال فترة التدريب.
وغير بعيد عن كورنيش سلا، اختار شباب يهوى الصيد، الجلوس على حافة الصخور، يلقون صناراتهم في البحر، ينتظرون ما ستجلبه لهم مما يجود به عليهم البحر. يمضي عشاق الصيد بواسطة الصنارة ساعات طويلة في ممارسة هذه الهواية، بدون ملل، يتبادلون أطراف الحديث، ويشربون الشاي أو القهوة التي يجلبونها معهم أحيانا، في انتظار أن يتحرك خيط الصنارة ليسرع الواحد منهم في محاولة لرفعها لمعرفة نوع الصيد الذي وقع في الطعم. وحسب صياد يمارس هذه الهواية كل يوم في المساء بعد انتهاء عمله، أكد أنه في بعض الأحيان يصطاد بضع سمكات وأحيانا أخرى لا يوفق ويعود خاوي الوفاض إلى بيته.
ويحكي هذا الشاب أنه يجد راحة ومتعة كبيرة في ممارسة هواية الصيد، فهو لا يشعر بالوقت الذي يمضيه في انتظار صيده، بل إن ذلك يعلمه الصبر والثقة، بالنسبة إليه الاستمتاع بجو البحر وسماع صوت الأمواج التي تتلاطم مع الصخور أمر ممتع، وتزداد متعته حين تقع سمكة أو سمكات في طعم صنارته، فيجلبها ويجمعها في إناء صغير يأخذها معه حين مغادرته المكان، ليعود في اليوم الموالي بنفس جديد ينتظر حظه بما سيجود به البحر من أسماك يصنع منها “طجينا” لذيذا يشاركه مع عائلته.
ويظل كورنيش سلا فضاء لممارسة عدة هوايات ومتنفسا لسكان المدينة، لكنه يحتاج من الجميع الحفاظ على نظافته خاصة بالنسبة للذين يجلبون معهم مأكولات يتناولونها بعين المكان.

Exit mobile version