Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

نجاح تنظيم معرض الكتاب بالرباط يخفت “سجالات الترحيل” من الدار البيضاء

نجاح تنظيم معرض الكتاب بالرباط يخفت "سجالات الترحيل" من الدار البيضاء

لوحظ خلال انطلاق النسخة التاسعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط خفوت صوت نقاش نقله من الدار البيضاء، وهو من السجالات التي كانت معتادة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ قرار تغيير مكان المعرض سنة 2021.

وفي نسخة سنة 2023 بلغ عدد زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط خلال ثمانية أيام (2- 9 يونيو من العام المنصرم) 163 ألف زائر، حسب ما أفادت به وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

ومنذ إعلان تنظيم المعرض في الرباط عوض الدار البيضاء ظل النقاش يتصاعد بين النشطاء من جهة والمهتمين بالشأن الثقافي من جهة ثانية، بين مؤيد ومعارض، غير أن تراجعه هذه السنة بدا لافتا.

ويؤكد مهتمون ومتتبعون للشأن الثقافي أن “تراجع النقاش يعود إلى نجاح الرباط في تنظيم النسخ الثلاث، خاصة على المستويين اللوجيستي والتنظيمي”.

في هذا الصدد يرى رشيد بوهدوز، كاتب ومتتبع للشأن الثقافي، أن “تراجع النقاش حول نقل المعرض من الدار البيضاء إلى الرباط يعود بالأساس إلى نجاح عاصمة المملكة بشكل كبير في تنظيم الدورات الثلاث”.

وبيّن بوهدوز لجريدة النهار أن تراجع النقاش حول هذا الأمر يعد “رضوخا للأمر الواقع، واعترافا ضمنيا من المنتقدين بنجاح التنظيم في الرباط”، موردا أن “الدار البيضاء عاصمة اقتصادية، وهي بالتالي تحتاج إلى السير في هذا الشق؛ أما الرباط فهي عاصمة الثقافة، سواء وطنيا أو إسلاميا أو إفريقيا”.

وأكد المتحدث عينه أن “هذا الأمر يبين أهمية تحقيق التوازن بين كلا المدينتين”، موضحا أن “الجميع يلاحظ المستوى التنظيمي الكبير لمعرض الكتاب بالرباط، خاصة على المستوى اللوجستي، حيث الولوج سهل، عكس نسخ الدار البيضاء”.

كما شدد بوهدوز على أن لعاصمة الرباط تطورت على مستوى البنية التحتية، وتواجد البعثات الأجنبية الدبلوماسية أمر إضافي جعل تنظيم المعرض فيها مهما، لما له من عوائد كبيرة على الناشرين”.

وبلغ عدد المشاركين في نسخة 2023، وفق أرقام الوزارة الوصية، أكثر من 700 عارض ما بين مباشر وغير مباشر، مثلوا أكثر من 50 بلدا، من أجل تقديم عرض وثائقي يتجاوز عدد العناوين فيه 120 ألفا، تنتمي إلى مختلف حقول المعرفة والإبداع.

وفي السياق ذاته أقر يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، ومقرها بالدار البيضاء، بـ”نجاح العاصمة في تنظيم المعرض”.

وقال بورة لجريدة النهار إن “المعرض يعرف تنظيما باهرا وممتازا، خاصة على مستوى الولوج”، مستدركا بأن “تراجع النقاش ستظهر بعده مطالب بمعرض لكل من المدينتين”.

وأورد المتحدث ذاته: “معرض الرباط توجد فيه دور النشر الكبيرة، ومن له الإمكانيات المادية هو من يستطيع التواجد هناك، لذا نريد معرضا في كل مدينة، حتى يتمكن العارض البسيط من المشاركة أيضا”.

كما أكد رئيس جمعية البيضاوية للكتبيين أن “تراجع نقاش نقل المعرض هذه السنة أمر عادي ومتوقع، لكن نسخ الدار البيضاء كانت أيضا فريدة، وتوجد فيها أشياء يصعب تعويضها”، وفق تعبيره.

Exit mobile version