تجدد هذه السنة اختراق السلوكيات الخطيرة والسيئة الاحتفال بذكرى عاشوراء مخلفة حصيلة مفزعة تخللها حادثين مؤلمين، تمثلا في مصرع، أمس الخميس، طفلة وقاصر في كل من سطات وسلا، بعدما تحولت مواقع في المدينتين وشوارع بمناطق عدة في المملكة، إلى ما يشبه “ساحات حرب” على إثر انخراط مجموعات من الشباب والمراهقين والأطفال في عمليات تفجير المفرقعات والشهب الاصطناعية وإشعال النيران في الإطارات المطاطية للعجلات بوتيرة قضى على إثرها سكان أحياء ليلة بيضاء.
ولقي الضحيتين مصرعهما في انفجارين نجما عن استعمال قنينتي غاز من الحجم الصغير ضمن تصرفات متهورة ومظاهر طائشة لاحتفال بعض الشباب والقاصرين بهذه المناسبة.
ولفظت الطفلة، البالغة من العمر 5 سنوات، أنفاسها الأخيرة بالمستشفى متأثرة بجروح تسببت فيها شظايا قنينة الغاز، التي ألقيت وسط كومة من العجلات المشتعلة بحي سيدي موسى في سلا، أثناء تجمع عدد من الأطفال والمراهقين، وهو الفعل الإجرامي الذي أوقف على إثره مواطن إيفواري، للاشتباه في الوقوف وراءه.
وألقت عناصر الشرطة بالأمن الإقليمي في المدينة، منتصف ليلة أمس، القبض على المعني بالأمر، المقيم بطريقة غير شرعية بالمغرب، في تدخل فوري نفذ بعد مرور وقت وجيز من ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، كما باشرت عناصر مسرح الجريمة القيام بالمعاينات التقنية اللازمة.
وكشف مصدر أمني أن الموقوف أخضع للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية المتعلقة بالايذاء العمدي المفضي للموت، وكذا تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر. و
في تفاصيل المأساة التي عاشتها سطات، أفادت السلطات المحلية بالإقليم أن قاصرا، يبلغ من العمر حوالي 17 سنة، توفي، فيما أصيب آخر بجروح بليغة، جراء تصرفات طائشة تخللت الاحتفال بذكرى عاشوراء. وأوضحت السلطات المحلية أن مجموعة من الأشخاص، من ضمنهم العديد من القاصرين، كانوا قد أقدموا، حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء أمس بأحد الشوارع المتواجدة بديور اتصالات طريق ابن احمد سطات، على إضرام النيران في عجلات مطاطية مع الإتيان بتصرفات شكلت خطرا كبيرا على سلامة الأشخاص والممتلكات، من ضمنها رمي قنينة غاز من الحجم الصغير بمكان اشتعال النيران، الشيء الذي أدى إلى انفجارها مخلفة إصابة قاصرين بجروح بليغة، لقي أحدهما حتفه متأثرا بإصابته، فيما يوجد الآخر حاليا، في حالة حرجة، تحت المراقبة الطبية بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات. وأضاف المصدر ذاته أن بحثا فتح في الموضوع من طرف المصالح المعنية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن كافة الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث، وتحديد وترتيب المسؤوليات القانونية.
وعاشت مصالح الأمن والسلطات المحلية والوقاية المدينة، في هذه الليلة، على إيقاع تعبئة استثنائية، إذ اضطرت في أكثر من مناسبة إلى تنفيذ تدخلات فورية للتصدي لحرائق أشعلت في إطارات العجلات، ضمن طقس “شعالة”، والتي مكنت من الحد من حدوث المزيد من الفواجع وتكبيد ممتلكات مواطنين خسائر مادية جسيمة.