أعلن رئيس الوزراء السنغالي اليساري عثمان سونكو، الجمعة، عن تشكيلة حكومته الجديدة التي حظيت بموافقة الرئيس المنتخب حديثا، باسيرو ديوماي فاي، ضمت 25 وزيرا وخمسة وزراء دولة، فيما كانت اللمسة المغربية حاضرة ضمن التشكيل الوزاري الجديد بشخصيتين عسكريتين تلقتا تكوينهما العسكري في المدارس المغربية وأسندت إليهما حقيبتا الداخلية وإدارة شؤون الجيش.
الجنرال ديوب .. خريج مدرسة مراكش
أولى هاتين الشخصيتين، هو الجنرال بيرام ديوب، وزير القوات المسلحة السنغالية، الذي راكم أكثر من ثلاثة عقود من الخبرة العسكرية والأكاديمية، خريج المدرسة الملكية الجوية بمراكش، والرجل الذي مكنته حنكته والخبرات التي راكمها من خلال التكوين في المدارس العسكرية الفرنكوفونية والأنجلوساكسونية من تقلد مجموعة من المناصب الحساسة في البلاد.
ولد الجنرال ديوب، وفق المعطيات التي استقتها جريدة النهار من مصادر متعددة، في مدينة “تييس” أواخر شهر مارس من العام 1961، ليلتحق مبكرا بالقوات الجوية السنغالية بعد إكمال تعليمه الثانوي، حيث تلقى تكوينه الأول بالمدرسة الملكية الجوية بمراكش، قبل أن يلتحق بالكليات الحربية الفرنسية والأمريكية، ليترقى بعدها في الرتب والمناصب العسكرية في بلاده وفي الخارج وصولا إلى رتبة جنرال.
في العام 2015 تمت ترقية الضابط ديوب إلى رتبة عميد، ليتولى بعدها مباشرة قيادة القوات الجوية السنغالية، كما عمل مستشارا للأمن القومي لدى الرئاسية السنغالية، قبل أن تتم ترقيته من جديد إلى رتبة فريق في أوائل العام 2020 إثر تعيينه في منصب قائد الأركان العامة للجيش السنغالي.
في أواخر شهر ماي من العام 2021، عينه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مستشارا عسكريا لإدارة عمليات السلام خلفا للجنرال الأوروغواياني هومبرتو لويتي، كما شغل منصب نائب رئيس ثم رئيس العمليات الجوية لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية بين العامين 2002 و2003.
كما حصل الجنرال بيرام ديوب الذي راكم خبرة واسعة في العمل في بعثات السلام الأممية على العديد من الأوسمة الوطنية والدولية، منها “وسام الأسد الوطني” الذي يعد من أعلى الأوسمة في السنغال، ووسام الاستحقاق والشرف للملاحة الجوية العسكرية، ووسام جوقة الشرف للجمهورية الفرنسية، ووسام “الصليب الأكبر” لجدارة الطيران في إسبانيا، ووسام قائد الاستحقاق في النمسا، قبل أن يحظى بثقة الرئيس السنغالي الجديد لتولي حقيبة الجيش في حكومة عثمان سونكو، رئيس حزب “باستيف” المُعارض الشرس للرئيس السابق ماكي سال.

الجنرال تاين .. خريج مدرسة مكناس
ضمت التشكيلية الحكومية الجديدة مواطنا من مدينة “تييس” هو الآخر، من مواليد أوائل شتنبر من العام 1961، يتعلق الأمر بالجنرال جان بايتيست تاين، الذي عين وزيرا للداخلية والأمن العام، والذي سبق أن شغل منصب قائد قوات الدرك، وهو خريج الأكاديمية الملكية بمكناس، ومدرسة ضباط الدرك الوطني الفرنسية، وتولى ما بين العامين 1989 و1994 قيادة السرب المدرع لفيلق الدرك السنغالي، ثم قيادة “سرب زيجينشور” ما بين شتنبر 1995 ومارس 1996، وفق المعطيات المنشورة في عدد من الصحف السنغالية.
كما تولى وزير الداخلية الجديد قيادة عدد من مدارس الدرك في بلاده، وكان مسؤولا عن إدخال مجموعة من الإصلاحات على هذا الجهاز، قبل أن تتم إقالته من على رأس هذا الأخير، بعد سنوات في هذا المنصب، على خلفية قضية كان رئيس الوزراء عثمان سونكو طرفا فيها، إثر تقديم شكاية ضد هذا الأخير من طرف مدلكة شابة اتهمته بالاغتصاب تحت التهديد بالسلاح، وهي القضية التي كلف الدرك بالتحقيق فيها.
قضية سونكو كانت السبب في اندلاع احتجاجات عنيفة رافضة لمتابعة الرجل في العاصمة دكار، سقط فيها عدد من القتلى وأدت إلى إقالة الجنرال تاين من قيادة الدرك من طرف الرئيس السابق ماكي سال، بعد أزيد من ثماني سنوات في هذا المنصب وقبل أقل من ثلاثة أشهر على تقاعده، بسبب ما وصفته صحف سنغالية بـ”العيوب الأمنية التي شابت علمية التعامل مع الاحتجاجات”، وبسبب “خلافات عميقة” بين الرجلين حول عدد من القضايا والملفات.
ورغم إقالته من قيادة الدرك السنغالي، إلا أن الرئيس الأسبق عينه بعد ذلك سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية السنغالية لدى الكرملين في روسيا، فيما وصفت وسائل إعلام محلية حضور اسم الجنرال جان بايتيست تاين ضمن تشكيلة حكومة سونكو بـ”العودة إلى السلطة من أبوابها الأمامية”.
