Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

اليوم العالمي للرياضة .. إشادات بالإنجازات المغربية ومطالب بحكامة تدبيرية

مشجعون مغاربة يصابون بـ"الملاريا" في كوت ديفوار .. وهذه طرق الوقاية

يطلّ اليوم العالمي للرياضة (6 أبريل) هذه المرة بحلّة مختلفة، بعد فوز المغرب في الشهور الأخيرة بمهمة تنظيم كأس إفريقيا للأمم في نسخة 2025، ونيل شرف احتضان مباريات كأس العالم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، مع أحداث أخرى لافتة. ورغم أن الرياضة لا تعني حصريا كرة القدم فإن “المجال في المغرب يواصل نهضة، تمثلت أساسا في الجلد المدور، وصارت تعدّ علامة على عن نموذج رياضي ربما قوي عالميّا”.

ويبدو أن الباحثين والمتتبعين الذين تحدثوا لجريدة النهار ودفعوا بهذه “المحصّلة” أصروا أيضا على تسخير هذه المناسبة للتعبير عن “حاجة المجال الرياضي المغربي بشكل عام إلى نوع من الحكامة الجيدة”، وأيضا “الحاجة إلى نقل التجربة المتطورة في المجال الكروي إلى قطاعات رياضية أخرى مازالت تشكو من خصاص كبير في التأهيل والتسويق”، و”الانفتاح على التدبير التشاركي والديمقراطي، ومنح الفرصة للكفاءة أولا”، بتعبيرهم.

“الحاجة إلى الحكامة”

عزيز بلبودالي، كاتب مختص في الشأن الرياضي، قال إن “اليوم العالمي للرياضة يجعلنا ننطلق من سؤال جوهري وحيوي حول موقع الحكامة في تدبير الشأن الرياضي في المغرب”، مسجلاً أنه “بخصوص الحكامة في الرياضة الوطنية يبدو أن المسار مازال طويلا، فمازلنا في حاجة إلى جهود كبيرة على هذا المستوى، رغم ما حققناه في رياضات معينة على غرار كرة القدم، لأن غياب الحكامة يجعل هذه الإنجازات مناسباتية وموسمية”.

ولفت بلبودالي، في تصريحه لجريدة النهار، إلى أن “غياب الحكامة مطروح رغم العناية الملكية بالرياضة”، وزاد: “التدبير والتسيير تغيب عنهما الجدية والشعور بحجم المسؤولية، لأن الرياضة صارت اليوم محددا حتى في ازدهار الشعوب وتسويق قيمها”.

وأشار المتحدث ذاته إلى حاجة المملكة إلى “حكامة رياضية نابعة من منهج علمي ومن تصور إستراتيجي يمنح الأولوية للكفاءة العلمية حصرا”، مردفا: “العالم يثق في المغرب وقدرته على تنظيم تظاهرات كروية مهمة، لكن هناك رهانات”، وتابع شارحا: “غياب الحكامة جعلنا نرصد جامعات لرياضات مهمة مازالت تعتمد النمط القديم في التدبير، ولم تنفتح على المنهج العصري في التسيير”، مؤكداً أن “الوضع ذاته انعكس على الأندية الرياضية، إذ لاحظنا أنها لم تعد تعقد جموعها العامة ولا أي شيء يحيل على تدبير يتصف بالحكامة”، وواصل: “لقد حققنا تطورا هاما في ما يتعلق بالبنية التحتية وارتفاع المداخيل واستفادة الرياضة الوطنية من ميزانية مهمة جدا، غير أن الحكامة شرط”.

تطور رياضي

عادل رحموني، إعلامي وباحث في الشأن الرياضي، قال إن “المغرب راكم نوعا من الحكامة الجيدة، أساسا في كرة القدم، ولا أدلّ على ذلك ما وصل إليه إشعاع البلد بعد الإنجاز التّاريخي لأسود الأطلس في مونديال قطر ولبؤات الأطلس بدورهنّ”، معززاً تصوّره بـ”الموقع المهم على مستوى ‘فيفا’ والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وأيضا التظاهرات المهمة التي نحن مقبلون عليها، سواء تنظيم ‘الكان’ السنة المقبلة أو تنظيم كأس العالم مع إسبانيا والبرتغال”.

وأضاف رحموني، في تصريح لجريدة النهار، أن “رياضة كرة القدم ساعدت المغرب ليسير بعيدا في عالم الرياضة، لكن هذه التجربة يجب أن تنتقل إلى رياضات أخرى مازالت تشكو من ضعف كبير على مستوى التأهيل والحكامة”، مشيرا إلى أن “تطور المجال الكروي يقابله من الجهة الأخرى خصاص كبير في الاستثمار العمومي، تحديدا في أنواع مهمة من الرياضة قد يكون لها أيضاً دورها في التعريف بالمغرب في الخارج”.

ولفت المتحدث عينه إلى “الجهود التي يبذلها المغرب لتأهيل بنيته التحتية لتوفير أرضية رياضية تنافسية وقوية، مثل الأوراش الموجودة على مستوى المدن التي ستحتضن كأس العالم، وتأهيل الجانب الطرقي وعقد شراكات لتسهيل الرحلات الجوية والنقل السككي”، داعيا إلى “تكريس المزيد من الجهود لحل إشكالات الطرق والازدحام المروري، لأن مشجعي كأس العالم سيأتون بالملايين، وعلينا أن نكون عند مستوى هذا الحدث، لأنه ليس عاديا في عالم الرياضة”.

Exit mobile version