Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

معنينو: هذا مسار توحيد “العلويين” أرض المغرب بعد انهيار “السعديين”

معنينو: هذا مسار توحيد "العلويين" أرض المغرب بعد انهيار "السعديين"

رسم الإعلامي محمد الصديق معنينو صورة بناء الدولة العلوية بعد انهيار الدولة السعدية، خلال القرن السابع عشر، في ظل طموحات متضاربة ومتنافسة لتوحيد المغرب تحت راية سلالات أخرى.

جاء هذا في الحلقة العاشرة من “تاريخنا مع الصديق معنينو”، البرنامج الرمضاني الذي تعرضه جريدة جريدة النهار الإلكترونية، حيث ذكّر بـ”الشعارات التي رفعها السعديون في بدايتهم، وعلى رأسها تحرير الثغور، وألهبت الرأي العام المغربي. لكن، رغم أنهم استطاعوا تكسير البرتغاليين مما حمى المغرب لمدة طويلة، إلا أن مطالبا بالسلطنة في المغرب سلم العرائش للإسبانيين في سنة 1610 وقرّر المغاربة الحزن، واحتجوا سلميا عبر ارتداء البلغة السوداء، إلى أن حرّر العرائش السلطان المولى إسماعيل.”

وتابع: “شعارات الأسرة العلوية كان يتصدرها أيضا تحرير الموانئ المغربية، لأن الاستعمار منع البحر على المغاربة مع استثناءات مثل الجهاد البحري (…) فدخلوا في صراع مع السملاليين، وانتصر العلويون، ولو أن السملاليين أسروا المولى الشريف (…) لكن بما أن لصاحب النسب الشريف هيبة في المغرب وسمعة، فإنه رغم الأَسر عومل باحترام”.

وذكر معنينو أن ابن المولى الشريف امحمد العلوي قد انطلق في حملته بحثا عن عاصمة داخلية، وسلك طريق الحدود مع الأتراك، وعقد اتفاقية أولى مع العثمانيين، لعلها الانفتاح الدبلوماسي الأول للدولة العلوية، حول الخط الفاصل الذي هو حدود وادي تافنة، وفي انتقاله إلى تازة، قتل في اصطدام مسلح مع مؤيدي أخيه المولى الرشيد.

هكذا “أخذ مولاي رشيد المشعل فيما بعد”؛ و”من تازة، بهدف التمكن لدخول فاس، عاد إلى تافيلالت بعد وفاة أخيه (…) ثم صعد عبر الحدود مع تركيا (الجزائر) وكان يحتاج انتصارا سريعا، وبدأ بالتفاوض مع قائد في بني ورياغل، وقضى عليه بعدما تآمر عليه مع الإسبان”.

وبهدف “توحيد المغرب، وتحرير الشواطئ، والتنمية المغربية، والعلاقات الدولية”، توالت الأحداث مع المولى الرشيد خلال عشر سنوات؛ فتوصل برسالة من الملك لويس الرابع عشر كانت أول اتصال دبلوماسي بين الدولة العلوية وأوروبا، تضمنت تهنئة على الانتصار، وطلبا لفتح مكتب مركز تجاري.

وبعد حصار المولى الرشيد فاس، استطاع دخولها والقضاء على زعمائها المحليين، وطمأنة الناس، ليعتني بعد ذلك بالعلماء والطلبة، ويسهّل الدراسة بالقرويين، ثم أخذ مدينة مكناس، فانطلق إلى الشمال، الذي وجد فيه مقاومة كبيرة من الخضر غيلان، لكنه هزمه، مما كان له صدى كبير وطنيا.

بعد هذه المرحلة جاءت تطوان التي قضى على حكامها من عائلة النقسيس، وخاض مغامرة الجبل مع الدلائيين الذين حطم زاويتهم نهائيا، لينتقل إلى مراكش بعد ذلك ويقضي على أصهار السعديين الشبانات، ثم يعود إلى فاس لتنظيم الأمور، ويعيّن المولى إسماعيل خليفة، ومن ثمّ ذهب إلى إليغ حيث قضى على بودميعة ومن خلَفه، علما أن مشاكل عائلية حول الحكم قد تجددت مع ابن أخ له، وضعه السلطان الرشيد تحت الإقامة الجبرية في تافيلالت بعدما تمكن منه.

ومن التقاليد البارزة المرتبطة بهذا السلطان، “فكرة سلطان الطلبة، فيكرم طلبة القرآن بأن يختار منهم سلطانا ليوم، يعيِّن حكومته، ويتجول بلباس سلطاني يحضره السلطان بعض الأحيان، ثم يهرب في الليل لكي لا يضرب”، كما أنه وفق معنينو، “ردّ هيبة المخزن والسلطة، وحارب الفتن والجريمة”، لكن وهو راكب ذات يوم خيله، وهو لا يزال في بداية الأربعينات، فقد السيطرة عليه ووقعت حادثة أودت بحياته، لينطلق أزيد من نصف قرن من حكم السلطان المولى إسماعيل.

Exit mobile version