Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

إغلاق محيط مسجد الكتبية التاريخي بعد ظهور تشققات خطيرة على مستوى الصومعة

إغلاق محيط مسجد الكتبية التاريخي بعد ظهور تشققات خطيرة على مستوى الصومعة

قررت السلطات المحلية بمدينة مراكش، أمس الأحد، إغلاق محيط مسجد الكتبية التاريخي، وذلك بعد ظهور تشققات خطيرة على مستوى الصومعة جراء أالهزة الارتدادية التي تم تسجيلها صباح اليوم نفسه، وحدد مرصد الزلازل الاورومتوسطي قوته في 4,5 درجة على مقياس ريشتر على بعد 77 كلم جنوب مراكش.

كما عملت السلطات أيضا على إغلاق بعض مرافق مسجد الكتبية التي رصدت فيها تصدعات خطيرة وبعض الإنهيارات الجزئية.

ومباشرة بعد الهزة الأرضية القوية التي ضربت إقليم الحوز ليلة الجمعة 8 شتنبر الجاري، شهدت مدينة مراكش وضواحيها عدة هزات ارتدادية، اختلفت قوتها بين المجهرية منها (من درجة واحدة إلى أربعة درجات على سلم ريشتر)، والخفيفة (من أربع درجات إلى خمس درجات).

وتسببت الهزة الارتدادية في انهيار مجموعة من البنايات بالمدينة العتيقة لمراكش، ومن ضمنها بناية في مدخل سوق القصابين، وبناية بقاعة بناهيض والمواسين بدرب الحمام، بالإضافة الى ظهور تشققات جديدة بمسجد بن يوسف.

المشاهد الأولية داخل الأحياء العتيقة، كانت تظهر المدينة كما لو فرمت دفعة واحدة بقبضة من حديد: بيوت منهارة بكاملها، أنقاض في كل مكان، جدران متصدعة، حوانيت فقدت واجهاتها و تكسرت محتوياتها، وصوامع تشققت وتداعت أجزاء منها. كانت العلامة الأبرز انهيار صومعة جامع خربوش بمدخل درب ضبشي بجامع الفنا، وتداعي الجزء العلوي من صومعة مسجد أزبزط. تداعي أجزاء مهمة من صومعة باب أيلان، و انهيار أجزاء من السور التاريخي للمدينة، تلاشي أجزاء من قصر “دار الحاج إيدار” الشهير بدرب الحجرة بدرب ضبشي، تلاشي أجزاء مهمة من المسلك السياحي ” طوالة سي عيسى” بحي القصور، انفصال جدران مرتفعة عن بناياتها بزنقة الرحبة بفعل ضخامة التصدعات مما يؤكد أن انهيارها حتمي. و لا أحد يعرف وضعية المآثر التاريخية لأنها مغلقة.

لم تكن مهمة فرق الإنقاذ سهلة، بل كانت تتم في أجواء معقدة بحكم البنية الهشة للبنايات في المدينة العتيقة، و ارتفاع الكثافة السكانية بها. في حي الملاح الذي انتشرت في بعض دروبه الانهيارات، زادت مهمة رجال الإنقاذ تعقيدا التسربات المائية، بفعل انفجار أنابيب الماء الصالح للشرب بسبب قوة الزلزال، مما كان يشكل خطرا مضاعفا عليهم، تجاوزوه بشجاعة. و في بعض الأحياء حدثت انهيارات في أزقة جد ضيقة، كان التحرك فيها جد

صعب، والوسائل التي يَسمح باستعمالها في الإنقاذ جد محدودة و ينبغي استخدامها بدقة، وإلا تسبب ذلك في كارثة أكبر. كانت العمليات تجري، تحت تهديد الموت و الفاجعة ورغم ذلك تواصلت بنجاح.

المستشفى الجامعي محمد السادس، بعد صدمة الزلزال القوي الذي أفزع المرضى والعاملين، ودفع الكثير منهم إلى ترك أجنحته و اللوذ بساحته، عاد إلى تنظيم فرقه بنجاعة للتغلب على العدد الكبير من الحالات التي تفد عليه من المصابين، فخصصت فرق للاستقبال والتشخيص وتعبأت مركبات الجراحية لإنجاز العمليات الجراحية المستعجلة لمن تستدعي حالتهم ذلك، وخصصت فرق للإنعاش. و إلى حدود ظهر يوم السبت، استقبل المستشفى ما يفوق 400 جريح، 15 منهم استلزمت حالتهم إجراء عمليات جراحية على الرأس و المتانة والقفص الصدري والأطراف، ووضع 31 من المصابين في قسم الإنعاش. المستشفى العسكري بمراكش استقبل أيضا أعداد كبيرة من الجرحى و خاصة تلك القادمة من الأقاليم المحيطة.

Exit mobile version