قرر أحمد مركوش، عمدة مدينة آرنم الهولندية ذو الأصول المغربية، منع تجمع لـ”حركة الأوروبيين الوطنيين” العنصرية اليمينية المتطرفة ضد “أسلمة الغرب” (PEGIDA)، كان من المقرر تنظيمه يوم السبت المقبل بغرض حرق كتاب القرآن.
وذكرت وسائل إعلام هولندية أن إدوين فاجينسفيلد، زعيم جماعة “بيغيدا”، وضع طلبا للترخيص للتجمع في ميدان جانسبلين الشهير بمدينة آرنم الهولندية؛ غير أن هذا الطلب قوبل برفض العمدة الذي أرجع ذلك إلى “الخوف من الاضطرابات والفوضى وعدم القدرة على ضمان السلامة أثناء العملية، حتى إذا تم نشر قوة أمنية كبيرة جدا”، واصفا التجمع بـ”المقزز والسام”.
وذكّر مركوش، في تعليله لقرار منع الوقفة، بأحداث سابقة خرجت عن السيطرة في تجمع مماثل أُصيب خلاله فاغينسفليد وعدد من ضباط الشرطة بجروح بعد تعرضهم، في يناير الماضي، لهجوم رافضين لحرق القرآن.
ومع ذلك، أصر زعيم الجماعة المتطرفة على الحضور يوم السبت إلى آرنم متحديا قرار المنع، إذ نشر على صفحته على موقع “إكس” منشورا يقول فيه: “نحن قادمون إلى جانسبلين على أي حال، لذا فقط انشروا الجيش”.
وتشدد السلطات الأمنية، وفق المصادر الإعلامية ذاته، المراقبة على مداخل المدينة لمنع أفراد الجماعة اليمينية المتطرفة وزعيمها من دخولها، مؤكدة أنه “إذا تم انتهاك هذا الحظر، فستتخذ الشرطة بالطبع إجراءات، وبمجرد ظهور اليميني المتطرف فاغينسفيلد أو أحد أتباعه سيتم القبض عليهم”.
وبالإضافة إلى ذلك، نبهت السلطات الهولندية إلى أن هناك تهديدا إرهابيا يحيط بالمظاهرة. وحسب مركوش، فقد تلقت الشرطة “معلومات محددة تفيد بوجود دعوات لارتكاب هجوم في هولندا أو استهداف حياة أحد ممثلي بيغيدا بها”.
وناشد عمدة المدينة الأئمة ومديري المساجد وأولياء الأمور تشجيع الشباب على البقاء في منازلهم حفاظا على سلامتهم، قائلا: “لكن الآن لم يعد بإمكاني ضمان النظام العام والسلامة، ولا حتى لسكاننا ورجال الأعمال لدينا”.
وكان ميدان جانسبلي شهد، في فبراير الماضي، توزيع نسخ من القرآن الكريم باللغة الهولندية وكُتيب يتضمن تعاليم الدين الإسلامي، ردا على محاولة إحراق المصحف من قِبل إدوين فاغنسفيلد، تحت شعار “لا تحرق القرآن، بل اقرأ ما بداخله”.