تأثرت النتائج المالية لمجموعة “مناجم”، الرائدة في الاستغلال المنجمي بالمغرب وإفريقيا، خلال السنة الماضية، بمجموعة من الظروف؛ على رأسها تداعيات زلزال الحوز محليا، وانخفاض أسعار عدد مهم من المعادن عالميا، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي أربكت نشاط معدن الذهب بمنجمي السودان وغينيا.
وكشف عماد تومي، الرئيس المدير العام لـ”مناجم”، عن تراجع النتائج المالية للمجموعة برسم السنة الماضية متأثرة بمجموعة من العوامل الخارجية، مؤكدا بالقول إن “المبادئ ظلت ثابتة والإنتاج في مستويات جيدة، ونأمل خلال السنة الجارية باستعادة قدراتنا الإنتاجية وبلوغ نتائج مالية إيجابية على غرار السنوات الماضية”، مضيفا أنه رغم هذه الاضطرابات، فإن الثقة قوية بشأن المشاريع المستقبلية.
وأضاف تومي، في تصريح على هامش ندوة صحافية خصصت لتقديم النتائج المالية لمجموعة “مناجم” برسم 2023، أنه بحلول 2025 سيجري تشغيل مشروع “تيزرت” للنحاس بالمغرب في أفق مضاعفة قدرات المجموعة في إنتاج هذه المادة، ومشروع آخر للذهب في السنغال بإمكانيات واعدة؛ وهو ما يمثل دفعة قوية للمجموعة مستقبلا.
وبخصوص تداعيات زلزال الحوز على أنشطة “مناجم”، أكد المسؤول ذاته على محدودية تأثير الفاجعة على النشاط العام للمجموعة، موضحا أن الهزات الأرضية أجبرت الإدارة بشكل مؤقت على توقيف عمل أحد أهم الآليات الخاصة بالزنك في منجم “كماسة”، على أساس دراسة الوضع واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، في أفق إعادتها للتشغيل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وسجلت المؤشرات المالية لـ”مناجم” تراجعا خلال السنة الماضية، حيث انخفض رقم معاملاتها إلى 7.5 مليارات درهم، أي بناقص 22 في المائة على أساس سنوي؛ فيما ربطت إدارة المجموعة هذا التدهور في المبيعات بالتأثير السلبي الكبير لانخفاض أسعار بيع المعادن: الكوبالت بناقص 40 في المائة، والزنك بناقص 24 في المائة، وكذا النحاس بناقص 8 في المائة، بالإضافة إلى انخفاض حجم مبيعات الذهب بسبب تعليق النشاط في السودان، والاضطرابات الخارجية لعمليات منجم “تري-كين” في غينيا.
ومن جانبه، بلغ الفائض الخام التشغيلي للمجموعة المنجمية 2.39 مليار درهم، بانخفاض قدره 954 مليون درهم، وذلك بارتباط مع تراجع أسعار المعادن الأساسية، وكذا حجم مبيعات الذهب، في الوقت الذي شددت منى محفوظ، المديرة التنفيذية المكلفة بالتدبير المالي، على تخفيف تأثيرات هذه السلبيات جزئيا، من خلال تحسن الأداء التشغيلي لمنجم “ايميضر”، فيما شهدت النتيجة التشغيلية انخفاضا قدره 968 مليون درهم، لتستقر عند مليار درهم.
وسجلت النتيجة المالية انخفاضا بقيمة 233 مليون درهم، بعلاقة مع تفاقم قيمة المديونية وفوارق التحويل المرتبط بانخفاض قيمة الدولار في نهاية السنة، حيث أشارت محفوظ إلى بلوغ النتيجة الصافية الخاصة بالمجموعة 514 مليون درهم في هذا السياق، بانخفاض قدره 1.1 مليار درهم، بسبب تراجع النتيجة التشغيلية والنتيجة المالية، بالإضافة إلى انخفاض الحصة في نتائج الشركات المعادلة (لاميكال) بقيمة 252 مليون درهم، بسبب تراجع سعر “الكوبالت” بشكل رئيسي.