Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

نقاد: تجربة إدخال السينما إلى “الهامش” إيجابية.. ورمضان فرصة مصالحة

نقاد: تجربة إدخال السينما إلى "الهامش" إيجابية.. ورمضان فرصة مصالحة

ما زال إطلاق وزارة الثقافة والشباب والتواصل 50 قاعة ضمن الشطر الأول من مشروع افتتاح 150 قاعة للعرض السينمائي في الجهات الـ12 للمملكة يحظى باهتمام النقاد والمخرجين والمتتبعين، الذين كان جزء مهم من ملاحظاتهم دائما “موضوعيا”، لتأهيل “المادة السينمائية” بالمغرب وتوفير ما يكفي من البنيات والشروط لإنهاء “الخصام” الذي باعد المشاهد المغربي عن الفن السابع، أمام الحنين الذي ظل قائما إلى “الأندية السينمائية”.

وأمام “القدر التاريخي” المتمثل في الانفجار الرقمي والفورة التقنية ومشاكل “القرصنة”، بدت الحاجة قائمة إلى “إطار ثقافي” لمشاهدة الأفلام السينمائية المغربية الجادة وترويجها ومناقشتها وأيضا تقريب الصورة السينمائية من معيش الناس، “خارج منطق التجارة والاستهلاك والمردودية المادية” و”داخل منطق الإرادة السياسية الحقيقية في تعزيز المسار الكمي والنوعي المثير للانتباه الذي تعرفه السينما بالمغرب، وتقوية عناصر الصناعة الثقافية والسينمائية”.

“رمضان فرصة”

إدريس القري، ناقد سينمائي مغربي، قال إن “إطلاق الـ50 قاعة الأولى ضمن خدمات المراكز الثقافية ودُور الشباب يُنتظر منه أن يوطن تقاليد جديدة للتعاطي مع الفن السابع على مستوى المناطق البعيدة وسيغذي لهفة المُغرمين بالسينما في المدن الصغيرة والمتوسطة”، مشترطا أن “يكون ذلك مصحوبا بتنشيط نقاشات فكرية وفنية ولو أحيانا رمزية لكل عمل قبل تقديمه أو بعد عرضه، ويُستحسن أن تتكلف به الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب”.

واعتبر القري، في تصريحه لجريدة النهار، أن “هذا سيعطي للأندية السينمائية اعترافا من طرف الوزارة، وستكون فرصة لإعادة الانتشار لتعود إلى مجدها القديم بعيدا عن نفسها الإيديولوجي؛ لكن في ارتباطها المحوري بتحديث العقليات وترويج الصناعة السينمائية وتمتين ميكانيزمات الدبلوماسية الموازية، إلخ”، مؤكدا أن “هذه القاعات الجديدة لها دور في دعم انتشار السينما والفيلم المغربيين وربط علاقة حقيقية بين المشاهد والفن السابع بمختلف مناطق التراب الوطني”.

ووجد الناقد السينمائي في “رمضان فرصة، لكون التجربة حديثة تم إطلاقها موازاة مع هذا الشهر الفضيل. لهذا، يمكن تكثيف العروض واستثمار الوقت الليلي لعرض فيلم مغربي نوعي وقوي، سيؤدي مهمة إنعاش الفيلم المغربي ورد الاعتبار للمشاهد وزرع نوع من الثقافة السينمائية”، مبرزا “حاجة المبادرة إلى التقديم والدعاية والتواصل والإشهار، واستثمار الإعلام العمومي لتخصيص وصلات إشهارية لتقريب المواطنين من هذه الخدمة”.

“تقوية سينما القرب”

أحمد السجلماسي، ناقد سينمائي، قال إن “القاعات الجديدة من شأنها تقوية تجربة القرب، وتقريب السينما من الناس؛ لكن لا بد أن نخلق من هذه القاعات مدرسة لتذوق الجماليات وللتكوين الثقافي والفني”، موضحا أن “الأفلام التي يتعين عرضها هي التي تنمي الوعي النقدي لدى المشاهدين؛ لأنه بلا ذلك لا يمكن أن نتحدث عن أي استئناف ممكن لمهمة الأندية السينمائية التي أسدت خدمات رائعة للمشهد السينمائي المغربي”.

وأشار السجلماسي، في تصريح لجريدة النهار، إلى “الانسجام الذي يتعين أن يكون بين العروض المتاحة وهموم الساكنة، والبيئة السوسيوثقافية السائدة في الفضاء الخارجي للقاعة، حتى يعثر الرواد على سينما تشبههم وتحرض فضولهم ورغباتهم في الذهاب إلى القاعة”، لافتا إلى “أهمية أن تشتغل هذه القاعات على عروض افتتاحية يحضر فيها أبطال ومخرجو الأفلام الواعية، التي يتطلع إليها النقاد، والتي ستواصل نهضة السينما المغربية بعيدا عن الاستهلاكي والجاهز والمألوف”.

وأكد المتحدث عينه على “مراعاة التنوع، والانفتاح على مختلف أشكال السينما المغربية، وأن تجتهد وزارة الثقافة والشباب والتواصل في التنسيق مع الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، للاستفادة من ثمار هذه التجربة التي كان لها فضل كبير خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في خلق سينفيليا ما زال كل من لهم علاقة بالفن السابع ينظرون إليها بالكثير من التقدير”، معتبرا “الفرصة سانحة لاستثمار هذه القاعات في مصالحة المغاربة مع السينما بشكلها الذي يحفز الفكر وينمي الذوق العام”.

Exit mobile version