Site icon جريدة النهار المغربية – Alnahar

طموح روسيا لحل النزاعات العربية يقود المبعوث الأممي للصحراء إلى موسكو

طموح روسيا لحل النزاعات العربية يقود المبعوث الأممي للصحراء إلى موسكو

حل ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى الصحراء، بروسيا، الاثنين، حيث أجرى لقاء مع سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، ونائبه، سيرغي فيرشينين، في أول ظهور له بعد زيارته “المثيرة للجدل” إلى جنوب إفريقيا.

وأكد ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، الإثنين، خلال الإحاطة الصحافية اليومية، أن “الزيارة كانت بعد توجيه السلطات الروسية دعوة إلى دي ميستورا”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، الثلاثاء، إن “لقاء دي ميستورا مع لافروف، هم بالأساس بحث سبل تسوية نزاع الصحراء، مع تبادل وجهات النظر حول خطط إعادة إطلاق العملية السياسية في ظل الاتصالات الأخيرة التي أجراها ستافان دي ميستورا مع جميع الأطراف المعنية”.

وبحسب خارجية موسكو، فإن “اللقاء عرف الإشادة بدور بعثة المينورسو في تعزيز الاستقرار”، كما أكد لافروف “أهمية التوصل إلى حل عادل وطويل الأمد ومقبول من الطرفين لقضية الصحراء وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.

وهذا هو الظهور الأول لدي ميستورا بعد جدل زيارته إلى جنوب إفريقيا، التي أثارت غضب الرباط، حيث أكد ممثلها بالأمم المتحدة، عمر هلال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب لن يسمح بأن تتحول صحراؤه أرضا للمناورة الديبلوماسية لجنوب إفريقيا”.

وتبقى العلاقة التي تربط بين دي ميستورا والرباط “مجهولة طبيعتها” في هذا الوقت، خاصة وأن رئيس المينورسو، ألكسندر إيفانكو، هو من تولى مهمة لقاء سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن بداية هذا الشهر.

حرب غزة تقوي الجهود الروسية

ولبحث دلالات زيارة دي ميستورا إلى روسيا، قال لحسن بوشمامة، خبير سياسي، إن “دي ميستورا في موسكو بسبب تأثير حرب غزة على المنطقة، وتخوفات اندلاع بؤر توتر جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وأضاف بوشمامة، ضمن تصريح لجريدة النهار، أن “روسيا دولة عظمى لها حق الفيتو، وهي دولة كبرى لا تعاكس مصالح المغرب، خاصة على مستوى الوحدة الترابية، ما يعني أن المشاورات تأتي في سياق الجهود الروسية لحلحلة النزاع”.

وبين الخبير السياسي ذاته أن روسيا في الوقت نفسه “تلعب دور الوساطة بين الفرقاء الفلسطينيين، ما يعني أنها تعول على الشرق الأوسط وإفريقيا للعب دور في مساحة أكبر”.

“والساحل الإفريقي أيضا مساحة تعول عليها موسكو للعب دور في القارة السمراء، كما هو الحال للشرق الأوسط من بوابة الحرب في غزة”، يتابع بوشمامة، موضحا أن “هذين العاملين سبب توجيه موسكو دعوة إلى دي ميستورا”.

وشدد المتحدث على أن “موسكو تعلم جيدا أن نزاع الصحراء قريب من النهاية، وتحت مقترح الحكم الذاتي المغربي، والمشاورات التي تجرى حاليا تسير وفق هذا الشق”.

الدور الروسي

من جانبه، سجل إبراهيم بلالي السويح، خبير في قضية الصحراء، أن حلول دي ميستورا بروسيا، مختلف تماما عن زيارته الغريبة إلى جنوب إفريقيا.

وقال السويح، في تصريح لجريدة النهار، إن “موسكو عضو دائم بمجلس الأمن، ولها دور في تقريب وجهات النظر، وربما زيارة دي ميستورا أخذت بعين الاعتبار وزن روسيا في الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الجزائر والمغرب”.

واعتبر الخبير في قضية الصحراء أن “العلاقة بين الرباط ودي ميستورا ليست مقطوعة، خاصة وأن الرباط تحفظت فقط على ذهابه إلى بريتوريا”، مشيرا إلى أن “دي ميستورا يحتاج إلى مزيد من الوقت حتى ينجح في تحريك المياه الراكدة في هذا الملف”.

وشدد المتحدث على أن “ما حدث في جنوب إفريقيا لا يرقى إلى مرتبة فقدان الثقة بين المغرب ودي ميستورا، لكنها مناسبة مهمة لتبيان موقف الرباط الواضح برفض وساطة من دول منحازة”.

Exit mobile version